مرايا – روى الطالب الأردني قصي درويش، العائد إلى بلده من الصين بعد تفشي فيروس كورونا، تفاصيل مثيرة مر بها منذ لحظة ظهور المرض إلى فترة وجوده في الحجر الصحي.
وأعلنت الحكومة الأردنية فجر السبت الماضي، أنها تمكنت بالتنسيق مع السلطات الصينية من إجلاء 71 طالبا أردنيا وعربيا من مدينة ووهان الصينية بعد تفشي فيروس الكورونا، ونقلوا جميعهم إلى مستشفى البشير لفحصهم والتأكد من خلوهم من المرض.
كيف انتشر الفيروس؟
وقال الشاب درويش، إن المرض بدأ في الثامن من كانون الثاني/ يناير الماضي، وتحديدا في سوق كبير للحيوانات والخضار.
وأضاف أن ”أول شخص أصيب بالفيروس إثر تناول خفاش، زار السوق ونقل المرض لعدة أشخاص داخله“.
وتابع أن ”ذلك الشخص أصيب بحرارة عالية أثناء تواجده في السوق، وتدهورت صحته، ونقل على إثر ذلك إلى المستشفى، لكن السلطات الصحية قللت من خطورة الوضع وأكدت أن لا شيء يستدعي القلق“.
وأردف بالقول إن ”حفل عشاء نُظم قرب السوق، في 18 كانون الثاني/ يناير الماضي، ضم عددا كبيرا من الأشخاص، ما أدى إلى إصابتهم جميعا بالفيروس، ولاحقا تم إغلاق السوق“.
وأشار إلى أن مدينة ووهان ينتشر فيها الطلاب الصينيون وغير الصينيين، والذين غادروا المدينة قبيل إغلاقها لقضاء فترة إجازة رأس السنة الصينية مع عائلاتهم، وهو ما أسهم بانتقال الفيروس إلى خارج المدينة“.
إغلاق المدينة
وعن فترة إغلاق المدينة، قال درويش إن كل شيء توقف في ووهان، إذ إن السلطات أغلقت المطارات وأوقفت حركة القطار والمترو في 23 كانون الثاني/ يناير.
وأضاف أنه كان يغادر منزله كل يومين لشراء احتياجاته، مؤكدا أنه لم يكن يشعر بأي خوف لحظة خروجه.
وأكد أن كل من في المدينة التزم بتعليمات السلطات، فالجميع التزم البيوت، ولا يخرجون إلا للضرورة وهم واضعون الكمامات.
وأشار إلى أنه لم ير أشخاصا مصابين بالفيروس وجها لوجه.
أما بالنسبة لمقاطع الفيديو التي تظهر تساقط أشخاص في الشوارع قيل إنهم مصابون بالفيروس، أكد أن ذلك لم يحصل، وأن المقاطع المنتشرة قديمة.
الرحلة إلى الأردن
وقال الطالب قصي درويش إن عملية نقلهم إلى الأردن تمت بسلاسة، مؤكدا أنهم فحصوا جميعا قبل المغادرة وتأكدت عدم إصابتهم بالفيروس.
وأضاف أن السفارة أبلغتهم بموعد الرحيل، وتجهزوا له، لكن السفر كان بعد أسبوع من إبلاغ السفارة لهم.
وتابع أن مطار ووهان كان فارغا تماما، ولا يوجد مسافرون غيرهم، فيما وثق ذلك بمقطع فيديو.
الحجر الصحي
وقال درويش إنه يخضع حاليا رفقة زملائه الأردنيين والعرب، لفترة حجر صحي في مستشفى البشير لمدة 14 يوما.
وأكد أن لا أحد من الطلاب مصاب بالفيروس بحسب الفحوصات، لافتا إلى أن عدد الطلاب المتواجدين معه في نفس الغرفة هو 4.
وبين أن الطلاب المتواجدين في الحجر الصحي، يحملون الجنسيات الأردنية والفلسطينية والبحرينية والعمانية.
وأضاف أن السلطات الأردنية أخذت منهم ملابسهم وأجهزتهم وكل ما يملكون لحظة دخولهم المملكة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتعقيمها.
وأعلنت الحكومة الأردنية فجر السبت أنها تمكنت بالتنسيق مع السلطات الصينية من إجلاء 71 طالبا أردنيا وعربيا من مدينة ووهان الصينية بعد تفشي فيروس الكورونا.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الأردنية ”بترا“، حينها، أن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الملكية الأردنية، حطت فجر السبت في مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة عمان قادمة من مدينة ووهان الصينية وعلى متنها 71 طالبا أردنيا وعربيا.
وأكد وزير النقل الأردني خالد سيف أن الطائرة التي أقلت 55 طالبا أردنيا وسبعة طلاب من فلسطين وثلاثة آخرين من سلطنة عمان وواحدا لبنانيا وثلاثة تونسيين وواحدا بحرينيا، بالإضافة لزوجة طالب تحمل الجنسية الروسية، وأفراد الطاقم الطبي وأفراد الطائرة، تعتبر أول رحلة لناقل رسمي لدولة تدخل إلى مطار ووهان للقيام بعملية الإخلاء منذ تفشي فيروس كورونا هناك.
وقال مدير مستشفى البشير محمود زريقات، في تصريح لقناة ”المملكة“ المحلية، يوم الاثنين، إن 10 أشخاض غادروا الحجر الصحي في البشير مساء الأحد، بعد ثبوت عدم إصابتهم بفيروس كورونا.
من جانبه، أكد وزير الصحة سعد جابر أنه ”تم توفير 5 آلاف شريحة لتشخيص مرض كورونا وهي قادرة على كشف الحالات المرضية، إضافة إلى وجود ماسحات في المطارات والمعابر الحدودية“.