مرايا – أكد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) ان وسائل إعلام محليّة ارتكبت مخالفات مهنيّة عدة، عندما نشرت مادة إخباريّة حول هبوط استثنائيّ لطائرة الملكيّة الأردنيّة في مطار “هيثرو” بالعاصمة البريطانيّة لندن، ومن أبرز هذه المخالفات: التَّهويل، وعدم وجود مصادر، وعدم الدِّقة في نقل المعلومات.

وتتبّع “أكيد” نشر وسائل إعلام لهذه الحادثة والعناوين التي رافقتها، وتداولها لمقاطع مصوّرة، لما قالت إنه هبوط ناجح للطائرة بعد “فشل 20 طيارًا آخرين على إنجاز المهمّة ذاتها”، وأعادت وسائل إعلام عديدة نشر تفاصيل الحادثة، دون التأكد من صحّة المعلومات، أو الرجوع إلى مرجع مختصّ في ذلك.

وعاد “أكيد” إلى الموقع الإلكترونيّ لمطار هيثرو، ووجد أنَّ حركة الهبوط ووصول الطائرات خلال يوم وصول رحلة الملكيّة الأردنيّة كان يسير بشكل طبيعي، وشهد نجاح هبوط عدد كبير من الطائرات. ولم يصدر أيّ بيان من إدارة المطار بعدم قدرة 20 طائرة على الهبوط، وبخاصّة وأنَّ هذا العدد قد يؤشر على وجود خلل ومشاكل فنيّة.

وتواصل “أكيد” مع أحد الركاب الذي كان على متن رحلة الملكيّة الأردنيّة رقم RJ 111 والذي يخفيه “أكيد” حماية له كمصدر معلومات، وقالـ “أكيد” إنَّه لا يثق إلا بطيران الملكيّة، وهو يسافر عليها منذ سنوات عديدة، وإنّ قائد الطائرة اضطرّ لإتمام عدّة جولات في الهواء قبل الهبوط وصل عددها إلى 4 أو 5 مرّات، وقد يكون ذلك بسبب الحالة الجويّة، وهذا إجراء طبيعيّ جدًا، ولا يقلّل من مهارة طاقم الطائرة.

وأضاف: مطار هيثرو يستقبل أكثر من 1200 طائرة يوميًا، وهو معروف بأنه من أكثر مطارات العالم ازدحامًا، الأمر الذي قد يؤخّر هبوط رحلات عديدة حتى في فصل الصيف، وأنَّ هناك تهويلًا وعدم دقة في نقل المادة الصحفيّة.

وأكد أنَّ تصرّف قائد الطائرة كان “رائعًا” في الهبوط، وهي سمة تميّز طواقم طائرات الملكيّة الأردنيّة، مشيرًا إلى أنَّ الطائرة كان على متنها نصف سعتها أو أكثر من الركاب.

وحلّل “أكيد” المقطع المصوّر الخاص بالطائرة والمنشور على موقع “يوتيوب” وكانت عمليّة الهبوط تتم لعدد كبير من الطائرات قبل هبوط طائرة الملكيّة الأردنيّة وبعد هبوطها.

وتحقّق “أكيد” من معلومات الرحلة المقصودة من موقع الملكيّة الأردنية وتبيّن أنَّها من نوع بوينغ 787 وهبطت في موعدها مساء الإثنين الساعة 16:45 بتوقيت لندن، أي السَّاعة 14:25 بتوقيت عمّان.

ويُذكّر “أكيد” بضرورة الالتزام بالمعايير المهنيّة والقانونية التي تحكم مثل هذه التغطيات والتي من بينها: العودة إلى مصادر موثوقة، والابتعاد عن التهويل، وايجاد التوازن، وتحرّي الدِّقة، والتحقّق من صحّة المعلومات، والصور، والمقاطع المصوّرة، قبل إعادة نشرها والمساهمة في نشر معلومات قد تتحوّل إلى شائعات.