مرايا – أجمع منتدون في فعالية تضامنية مع الشعب الفلسطيني ان خطة السلام الأميركية لن تمر، وأنها مرفوضة تماما من القيادتين والشعبين الأردني والفلسطيني.
وأكّدوا، في الفعالية التي نظمتها جمعية معهد تضامن النساء الأردني، مساء أمس الأربعاء، أن الخطة كما تم طرحها تشكّل تحديا، يتطلب من الجميع الوقوف صفا واحدا منيعا مساندا للموقف الرسمي الأردني الرافض لها باعتبارها تهديدا للحقوق الفلسطينية المشروعة وفق القرارات الدولية، وتهديدا لاستقرار وأمن المنطقة.
وقالت الأمينة العامة لحزب الشعب الديمقراطي الأردني عبلة أبو علبة، إن ما تم طرحه في الخطة، يُمثل المرحلة المتقدمة التالية للمشروع الاستعماري الإسرائيلي المسمى بـ”إسرائيل الكبرى”، والذي بدأ عام 1948 وما زال مستمرا في استكمال فصوله اليوم وإعادة إنتاج نفسه على أرض فلسطين وفي العالم العربي، من خلال صيغ أخرى قد تتمثل باحتلال اقتصادي أو سياسي أو هيمنة على الثروات.
وأضافت “ان الإسرائيليين يريدون استكمال مشروعهم الاستعماري من خلال تفريغ الأرض الفلسطينية من شعبها”، موضحة أن الخطة التي جاءت في 181 صفحة لا تستهدف تصفية القضية الفلسطينية فقط، بل هي مشروع إقليمي يستهدف المنطقة العربية والهيمنة على مقدراتها.
واستعرضت أبو علبة، بعض التفاصيل التي تناولتها نصوص الخطة، مبيّنة أن الأردن ضمن هذا المشروع الإقليمي مستهدف بشكل مباشر، وهو في عين العاصفة؛ والاستهداف يطال موقفه السياسي ودوره الوطني وسيادته ومقدراته.
ولفتت إلى أن وثيقة الخطة خلت من أي نص يؤكد حق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مؤكدة أن ضم أراضي غور الأردن بفلسطين وشمال البحر الميت، كما جاء في الخطة، يُشكل خطرا قوميا على الأمن الوطني الأردني.
من جهته، قال الشاعر يوسف عبد العزيز ان الخطة لن تمر، مستندا بذلك على روح المقاومة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني.
وألقى عبد العزيز مقطعا شعريا من قصيدة له بعنوان “عيسى” والتي كان قد أهداها إلى روح الشهيد عيسى شماسنة، شهيد الانتفاضة الفلسطينية الأولى، الذي استشهد باشتباك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة رام الله، ثم اختطفت اسرائيل جثمانه، وكان ذلك ليلة زفافه بعد أن قضى في السجن تسع سنوات، وعند تسليم جثمانه لأهله فجرا فرضوا عليهم دفنه في تلك الساعة دون جنازة، وبعد دفن جثمانه، قام شباب الانتفاضة بإخراج الجثة من القبر، وعمل جنازة مهيبة له شارك بها عشرة آلاف فلسطيني.
من جانبها قالت الرئيسة التنفيذية لمعهد تضامن، المحامية أسمى خضر، التي أدارت الفعالية، إن خطة الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط كما تم طرحها تشكل تحديا، يتطلّب منّا موقفا مجتمعيا قويا مساندا للموقف الرسمي الوطني الأردني والمتمثل برفض هذه الخطة، واعتبارها تهديدا ليس فقط للقانون الدولي والضمير الإنساني وحقوق الشعب الفلسطيني، بل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة بشكل عام، والأردن بشكل خاص.
وأضافت إن المخططات الرامية إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من شعبها، هي مخططات استعمارية إسرائيلية تستهدف التوسع على حساب الأردن، وهي مرفوضة تماما من القيادتين والشعبين الأردني والفلسطيني، لافتة إلى أن الظرف الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الأردن، قد يكون شكلا من أشكال الضغط عليه للقبول بالخطة.
وأكّدت أن التمسّك بالضمير الحي للشعوب العربية من شأنه أن يضع حدا ويقف في وجه هذه الخطة التي وصفتها بـ “وعد بلفور الجديد”.
وفي مداخلة مقتضبة، أكّدت المناضلة الفلسطينية نعسة حمودة أنه لا يمكن لهذا الخطة أن تمر أو يتم تنفيذها، قائلة “الخطة لن تتحقق، ما دام الفلسطينيون والأردنيون رافضين لها”.