مرايا – حققت شركة “البوتاس العربية” أرباحاً صافية في عام 2019 بلغت حوالي (152) مليون دينار أردني بعد اقتطاع الضريبة والمخصصات ورسوم التعدين. وتشكل هذه الأرباح زيادة نسبتها 21% عن العام السابق 2018، حيث بلغ صافي الأرباح خلاله حوالي (125) مليون دينار أردني.
وفي هذا الإطار، قال رئيس مجلس الإدارة جمال الصرايرة أن الشركة حققت تحسناً ملموساً على صعيد كلف الانتاج حيث انخفضت كلفة إنتاج الطن الواحد بنسبة 10%، كما تمكنت الشركة من خلال زيادة الجهود التسويقية خلال عام 2019 من دخول أسواق جديدة مثل السوق البرازيلي، والجهود التسويقية في الشركة مستمرة للدخول لأسواق واعدة أخرى مثل السوق الأسترالي.
وأشار الصرايرة إلى أن هذه الأرباح قد أدت إلى زيادة ملحوظة في المبالغ التي من المتوقع دفعها لخزينة المملكة الأردنية الهاشمية مما مكن الشركة من تعزيز مكانتها ودورها الريادي كمؤسسة إقتصادية تشكل رافداً لخزينة المملكة تمدها بالواردات والعوائد حيث بلغ مجموع المدفوعات المباشرة لخزينة المملكة الأردنية الهاشمية (124) مليون دينار بزيادة بلغت 75% عن العام 2018. كما أن الشركة تعد من أكبر المساهمين في رفد إحتياطي العملات الأجنبية في المملكة، حيث رفدت الشركة وشركاتها التابعة والحليفة مخزون العملات الأجنبية في المملكة بحوالي (1.1) مليار دولار خلال عام 2019.
وقد حافظت الشركة على دورها الريادي في دعم العملية التنموية وتحسين مستوى الخدمات للمجتمعات المحلية والتي تعد من أهم القيم المؤسسية لشركة البوتاس العربية، حيث تم صرف مبلغ (11.3) مليون دينار على برامج المسؤولية الإجتماعية في عام 2019 التي تركز على المشاريع المستدامة ذات الفائدة طويلة المدى للمواطنين في مجالات التعليم والصحة والخدمات والمياه وقطاعات أخرى تشمل كافة محافظات المملكة.
وبين الصرايرة إن الشركة تعمل على تنفيذ الخطة الإستراتيجية التي أقرها مجلس الإدارة والتي تركز على التوسع في الإنتاج بالإضافة إلى تنويع الإنتاج والتحرك على منحنى القيمة المضافة مع زيادة الإستثمار في تحسين البنية التحتية لقاعدة أصول الشركة الحالية، حيث تم رصد مخصصات في الموازنة التقديرية لمشاريع رأسمالية مستقبلية تبلغ في مجملها حوالي مليار دولار أمريكي سيتم تنفيذها خلال مدى الأعوام القادمة. ومن أهم هذه المشاريع التوسع في إنتاج مادة البوتاس في المنطقة الشمالية لرفع الطاقة الإنتاجية بمقدار (140) ألف طن سنوياً وبكلفة تبلغ (130) مليون دينار، كما أن الشركة رصدت مخصصات لإجراء الدراسات الفنية في منطقة اللسان تبلغ (12) مليون دينار حيث قامت وزارة الطاقة والثروة المعدنية بالتعاقد مع شركة فنية متخصصة لدراسة مخزون البوتاس في تلك المنطقة. وأضاف الصرايرة أن الشركة تجري حالياً دراسات الجدوى للتوسع في المناطق الجنوبية الواقعة ضمن إمتياز الشركة وتشير الدراسات الأولية إلى إمكانية زيادة إنتاج الشركة بواقع مليون طن سنوياً في حال كانت تلك المشاريع مجدية إقتصادياً وتمكنت الشركة من الحصول على الإمتياز في منطقة اللسان.
وأضاف الصرايرة أن أداء الشركات التابعة والحليفة والتي تتركز على القيمة المضافة للصناعات المشتقة كان له أثراً إيجابياً على الأرباح التي تم تحقيقها، وفي هذا الصدد أوضح الصرايرة أن حصة شركة البوتاس من أرباح الشركات الحليفة (ومن أهمها شركة برومين الأردن) ارتفعت بنسبة 50% في العام 2019 مقارنة مع العام السابق لتصل إلى حوالي (52) مليون دينار، كما ساهمت الأرباح التي حققتها شركة كيمابكو (المملوكة بالكامل لشركة البوتاس العربية والتي تنتج مادة نترات البوتاسيوم) والبالغة (14.2) مليون دينار في زيادة ربحية شركة البوتاس العربية. كما أوضح الصرايرة ان التركيز حالياً على التوسع في الصناعات المشتقة، حيث وافق مجلس الإدارة على البدء في الدراسات لإنشاء مجمع كيميائي لإنتاج مادة الكلورين والصودا الكاوية ومجمع أسمدة متخصصة وتم التوافق على أهم الشروط التجارية والتسويقية لهذا المشروع مع الزبائن ويتم حالياً دراسة شراكات إستراتيجية أخرى مع شركات عالمية في هذا المجال وستكون أولى الخطوات تأسيس شركة مستقلة معنية بتلك الإستثمارات خلال هذا العام، ومن شأن تلك المشاريع توليد فرص عمل مهنية دائمة مما سيساهم في تعزيز النمو الإقتصادي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور معن النسور في حديثه عن النتائج المالية للشركة أن نتائج عام 2019 تعتبر جيدة جداً خاصة أن جزءاً من تلك الأرباح تحققت من تخفيض كلف الإنتاج، ومن أهم أسباب إنخفاض الكلف هو الوفورات التي تحققت في مجال إستخدام الطاقة والمياه والذي تزامن مع تحقيق رقم قياسي لإنتاج مادة البوتاس في عام 2019 بلغ (2.486) مليون طن، وهو الأعلى في تاريخ الشركة، الأمر الذي ساهم في تخفيض حصة الطن المنتج من الكلف الثابتة. وقد أدت سياسات إدارة الكلف وإرتفاع كميات الإنتاج، مقرونة بالإرتفاع في سعر بيع البوتاس العالمي، إلى تضاعف ربحية بيع الطن الواحد من البوتاس عما كانت عليه في العام 2018. وبدا ذلك واضحاً على مستوى الربح التشغيلي، حيث نمت الأرباح التشغيلية من إنتاج وبيع البوتاس بنسبة 78% في العام 2019 لتصل الى (139) مليون دينار حيث لعب نجاح الشركة في ضبط تكاليف الإنتاج دوراً محورياً في هذا الشأن.
وبين الدكتور النسور أن سوق البوتاس العالمي قد شهد تحسناً خلال العام 2019 على مستوى الطلب والأسعار ولكن مع نهاية العام 2019 بدأت أسواق البوتاس بالتباطؤ متأثرة بالتراجع الإقتصادي في أهم الدول المستوردة للبوتاس في آسيا والأمريكيتين، كما تأثرت أسواق البوتاس العالمية مع نهاية العام 2019 ومع بداية عام 2020 بكافة العوامل السلبية التي أثرت على الإقتصاد العالمي وحركة التجارة العالمية ومنها على سبيل المثال الحروب التجارية و إنتشار الأمراض والضغوط البيئية وتراجع اسعار المنتجات الزراعية الأساسية التي أضعفت الطلب على الأسمدة. وأضاف الدكتور النسور أن الشركة وضعت الخطط اللازمة لمواجهة التحديات الناتجة عن هذا التباطؤ المؤقت من خلال التركيز على خفض كلف الإنتاج والإستفادة من إقتصاديات الحجم من خلال زيادة كميات الإنتاج بصورة كفؤة خلال الأعوام القادمة.
وعلق الدكتور النسور بأن الشركة بدأت بتطبيق الخطة الإستراتيجية العشرية التي تم إقرارها من قبل مجلس الإدارة والتي تتمحور حول الإستثمار في البنية التحتية للشركة والتوسع في الإنتاج وتنويع المنتجات، ومن أهم المشاريع التي تركز عليها الشركة حالياً هي تدعيم منظومة السدود التي تعمل في الشركة من خلال تطبيق حلول فنية تزيد من الكفاءة والعمر الإنتاجي لتلك السدود. كما بين الدكتور النسور أن الخطة الإستراتيجية للشركة تتركز على تنويع أصناف البوتاس الذي يتم إنتاجه في الشركة للتمكن من دخول أسواق جديدة، وهذا ما تم تطبيقه في العام 2019 من خلال إنتاج البوتاس الحبيبي الأحمر الذي مكن الشركة من دخول سوق البرازيل وسيمكنها من دخول أسواق أخرى واعدة.
وأشار الدكتور النسور أن التوقعات متوسطة وطويلة المدى للطلب على الأسمدة لا تزال إيجابية كون أن المحرك الرئيسي للطلب على البوتاس هو النمو السكاني العالمي، وبالتالي فإن مشاريع التوسع في إنتاج البوتاس والأسمدة المتخصصة سنتعكس إيجابياً على ربحية الشركة خلال الأعوام القادمة مما سيمكن الشركة من تعظيم الإستفادة من التعافي الإقتصادي المتوقع خلال السنوات القادمة.