مرايا – قال كاتب الجزء الأول من مسلسل أم الكروم الاستاذ الدكتور مخلد الزيودي استاذ الدراما بكلية الفنون في جامعة اليرموك إنَّ الجزء الثَّاني من المسلسل جاهز منذ 13 عامًا وممنوع من الانتاج.
وأضاف في مقطع مصور نشره على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إنَّ أهم رسالة قدَّمها الجزء الأول كانت قطع قدم وكالات بيع أراضي الأردنيين لمن “هبَّ ودبَّ” على حدِّ وصفه.
وأضاف إنَّ أحداث الجزء الثَّاني تبدأ بعد نهاية حرب الخليج وتنتهي بوفاة كبير الأردن الملك حسين وفيه يعم الحزن أم الكروم، ويُصبح بها جبر وعواد وعقله وجهاء وشيوخًا وينالون طُبع الباصات والتاكسي ويحصلون على أعطيات كثيرة وهو نهج كان سائدًا في هذه الفترة الزمنية.
وبين أنَّ من أحداث الجزء الثَّاني أنَّ راجي الإبن لعقلة سيعود حاملًا درجة القانون ومعه عدد من شباب أم الكروم الذين يُحمِّلون آباءهم والدولة سبب ضياع أم الكروم، وينتهي المسلسل بوفاة كبير الأردن الملك حسين، وتتحول أم الكروم الى بيوت عزاء كبيرة ويتجاوزون على خلافاتهم.
وقال إنَّ الجزء الاول من المسلسل كتبه عام 1998 وأخرجه سعود الفياض خليفات ومثَّله نخبة من الفنانين الأردنيين، وأنَّ مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون فيصل الشبول طلبه عام 2007/2008 ومعه محمد البرماوي، وطلب منه الجزء الثَّاني من “أم الكروم” وقال له بالحرف “بدنا الجزء الثاني من أم الكروم”.
وأضاف إنَّه شكر الشّبول على تذكره مسلسل أم الكروم والذي لم يسأل عنه أحد منذ عام 1998، وبدأ الحوار على هذا الموضوع وتم الاتفاق على كتابة مسلسل أم الكروم الجزء الثاني ببعده العربي وليس ببعده المحلي؛ لأنَّ الشبول كان يتحدث أنَّ هذا العمل مهم وشكل حضورًا قويًا وأنَّ تسويقه خارجيًا أمر مهم.
وأكد الدكتور مخلد الزيودي أنَّه بدأ بكتابة أول ثلاث حلقات من أم الكروم في جزئه الثاني مع الملخص، وهو العرف بين شركات الانتاج والكاتب، فلا يجوز أن يكتب الكاتب 30 حلقة تلفزيونية ويرسلها إلى شركات الانتاج ثم تقرأ وتكتب تعديلاتها.
وأضاف أن العرف السائد يتم كتابة ثلاثة حلقات مع الملخص ويُقرأ ثم تُطلب عليه التعديلات قبل أن يتورط الكاتب بمزيد من التفاصيل، ويتم تعيين مخرج منذ تلك اللحظة، وتبدأ العلاقة بين المخرج والكاتب، بمعنى أنَّ الكاتب يكتب الحلقات، ويتم تمريرها إلى المخرج الذي يجري تعديلاته.
وبين أنَّ الجزء الثاني تبدأ أحداثه بعام 1992 بعد انتهاء حرب الخليج وما تلاها من تأثيرات، وتنتهي عام 1999 وهي اعلان وفاة الملك حسين ويتجاوز أهل أم الكروم مشاكلهم وتتحول بيوتهم إلى بيوت عزاء ينعون الملك ويتذكرون الراحل الكبير.
وأكد أن المسلسل لم يتناول في جزئه الثَّاني البعد السِّياسي وانما التأثيرات على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الأردني ومن بينها هجرة عام ١٩٩٢ واستقبال العراقيين.
وأشار إلى محافظته على الشَّخصيات الرئيسية في المسلسل، جبر وعواد والأستاذ سلمان وصبري وعقلة وحامد، وطرح جيل أم الكروم الجديد وهم راجي ابن عقلة وتضمن المسلسل خط واضح للطلبة الاردنيين العائدين من الخارج.
وبين أن راجي ابن عقلة في الجزء الثاني هو شاب أردني درس في العراق تخصص الحقوق وعاد مؤمن بحزب البعث وهو محامي، ومعه ربيعة الفلاح محامية ومنصور صحفي وحذيفة وهم تيار جديد الذين حملوا آبائهم جزء من المسؤولية في ضياع أم الكروم وحمَّلوا الدولة الجزء الآخر من المسؤولية الكبرى ومن هنا بدأ الصراع بين الشباب وأجهزة الدولة المخالفة.
وأكد أنه مثَّل أجهزة الدولة في مسلسل الجزء الثَّاني بالحاكم الاداري المحافظ الذي تبنى وجهاء أم الكروم حيث أصبح عواد وعقلة وجبر وجهاء وشيوخًا وصرف لهم الأعطيات وخطوط الباصات والتاكسي وهذه الأعطيات كانت موجودة في التسعينيات.
وبين بأنه وهذه الفترة كان هناك طلبة من دول الخليج يدرسون في الجامعات الأردنية، وظهرت القطيعة بين الاردن ودول الخليج بسبب الحرب، وتناول المسلسل البعد الاجتماعي والثقافي سواء مع الاردنيين في الخليج أو العكس وأنَّهم تحملوا نتيجة هذه الأحداث.
وأضاف أنَّ المسلسل تضمن خطًا دراميًا لظهور النقابات مثل الصحافيين والمحامين والتي أدانت بصورة غير مباشرة اتفاقية وادي عربة للسلام.
في نهاية المطاف يقول الدكتور مخلد الزيودي : غادر فيصل الشبول التلفزيون الأردني وبقي المسلسل في أدراج التلفزيون منذ العام 2007 ولغاية هذا التاريخ.
ويُضيف أنَّه وعلى فترات طويلة بين ٢٠٠٧ و ٢٠٢٠ كان هناك اتصالات عديدة تسأل أين المسلسل؟ من بينهم نقابة الفنانين والقطاع الخاص وكل الزملاء الفنانين بالوسط وابراهيم أبو الخير وكلها باءت بالفشل واصطدمت بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون أن لا إنتاج للجزء الثاني من أم الكروم.
ويبين أنه لا يعلم حتى الأن سبب الرفض لكن الرسائل وصلته بصورة غير مباشرة من مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بأنهم لا يريدون المسلسل بهذه النسخة.
وأكد أنَّ مسلسل أم الكروم أصبح مطلبًا شعبيًا وشكل رأيًا عامًا ويعرف الأردنيون السرَّ وراء انتشاره واستمرارية بثه والدليل بثه في مثل هذه الظروف التي تزامنت مع صفقة القرن والناس ببيوتها بسبب موسم الشتاء.
ولفت إلى أنَّ مسلسل أم الكروم قطع قدم ويد عملاء الوكالة اليهودية داخل الاردن، والقادمين من خارج الأردن، وهذه من أخطر الرسائل التي جاء بها مسلسل أم الكروم في الجزء الأول، وبالتالي ما من مصلحة لإنتاج الجزء الثاني والدليل أن ما انتجه التلفزيون الأردني من بعد مسلسل أم الكروم لم يتجاوزه من حيث الشعبية وسنوات البث التي امتدت ٢٢ عامًا.
وقال الزيودي دفعت الثمن غاليًا ومعي نصر الزعبي بسبب أم الكروم في الجزء الأول ولم نسيء للأردن ولا للأردنيين على الإطلاق وكنا ضحايا سياسات فاشلة امتدت عبر تاريخ طويل.
وأكد “هذا قدرنا كاردنيين ولا نتوقع من الجهات المعنية في الأردن أن تقدم لنا الشكر لأننا نبهنا الأردنيين بأن لا يبيعوا أراضيهم لمن هبَّ ودبَّ وأن يتم إلغاء نظام الوكالات في بيع الأراضي.