مرايا – قال السفير القطري في الأردن سعود بن ناصر بن جاسم ال ثاني، أمس الثلاثاء، إن زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة الأردنية الهاشمية تأتي تلبية لدعوة أخيه الملك عبد الله الثاني وتتويجا لمسيرة العلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين تجاه مختلف القضايا وفتح افاق جديدة للتعاون المشترك لما فيه خير ومصلحة الشعبين والبلدين الشقيقين.
وأضاف في حوار صحفي نشرته موقع السفارة، إن العلاقات القطرية الأردنية تتنامى كل يوم وتشهد تطورات واسعة ومتعددة الجوانب في مختلف المجالات.
وبين السفير: “وكما تعلمون هذه الزيارة تأتي في مرحلة من المراحل الحساسة والمهمة التي تمر بها منطقتنا وشعوبها وتتطلب من دولها التكامل والتكافل والتعاون لمواجهة مختلف التحديات فالمستقبل ليس لنا وحدنا وانما للأجيال القادمة أيضاً”.
وأوضح: “العلاقات القطرية الأردنية كانت على الدوام علاقات أخوية عميقة سواء ما بين القيادتين او الشعبين، ولذلك نحن بحمد الله وبفضل إدراك قيادة البلدين وما يجمع بين البلدين من روابط فأننا نتحدث عن علاقات اخوية مستمرة يزداد زخمها كل يوم في مختلف المجالات”.
وتبع السفير: “وان التنسيق والتشاور حول القضايا المحورية ظل قائما وعلى اعلى المستويات والعلاقات الثنائية استمرت بوتيرة متصاعدة وتوسعت أوجه التعاون المشترك وشملت مجالات جديدة، وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات سواء في المجالات العسكرية والأمنية والقانونية والجمارك وغيرها، كما تنامت أوجه التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين وهذا يؤكد على عمق العلاقات والتقدير الموضوعي للمستجدات، كذلك خلال عام 2018 جاءت منحة سمو أمير البلاد بتخصيص عشرة الاف وظيفة في قطر للأشقاء الأردنيين، والرقم الآن قابل للزيادة، وهناك فرص استثمارية جديدة بين البلدين. هذا فضلا عن تنامي الزيارات المتبادلة بين البلدين سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى القطاع الخاص. وهناك أيضا فرص قادمة للمزيد من التعاون والتكامل”.
وأضاف: “ولا أخفي عليكم انه عندما كلفت من قبل سمو امير البلاد المفدى بمهمتي كسفير لبلادي في بلدي الثاني كان توجيه سموه الوحيد هو العمل الدؤوب، من اجل الاستمرار في الارتقاء بهذه العلاقة وتعزيز اواصرها، مؤكدا لي ان مهمتي ستكون مريحة لأن في الأردن شعبا محبا وقيادة حكيمة، وهذا الأمر لمسته منذ اللحظة الأولى لوصولي إلى عمان مقدرا للجميع سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي هذه المشاعر وطيب الاستقبال، وهذا ليس بغريب عن الأردن والنشامى، وأود أن أقول ان حصيلة التفاعل بيني وبين المسؤولين في مؤسسات الدولة ومع القطاع الخاص خلال هذه الشهور تؤسس للكثير من أوجه التعاون الثنائي وبما يصل بها الى مراحل استراتيجية بإذن الله”.
وعن الجالية الأردنية في قطر قال السفير: ” الاخوة الأردنيون في قطر في بلدهم الثاني وهم من أكبر المقيمين عددا ووجودهم في مرافق الدولة الرسمية والخاصة وجود حيوي ونوعي وسطروا لوحة فريدة من الوفاء وهذا الامر يقدره كل قطري، وقد وصل عدد الأخوة والأخوات الأردنيين في بلدهم الثاني الى ما يقارب 60 ألفا وهذا الرقم سيشهد قفزات سريعة مع استكمال الوظائف المخصصة للأردنيين في قطر.”
وعن العلاقات التجارية بين البلدين قال: ” منذ عام 2011 وحجم التبادل التجاري بين البلدين في ارتفاع، وقد وصل الى ما يقارب ربع مليار دينار سنويا ونتطلع خلال هذه الأعوام الى ان يتضاعف هذا الحجم وهناك العديد من الفرص لتحقيق ذلك، واما الصادرات والواردات بين البلدين، فتتركز في عدة قطاعات حيث يستورد الأردن تمورا وزيوتا وكازا والغاز المسال والأسمدة ومحضرات اسمنتية والانابيب وبولي اثيلين وبوليمرات، وتستورد قطر من الأردن منتوجات نباتية وحيوانات حية وصناعات كيميائية واثاثا وتبغا وادوية وخضراوات واجهزة تكييف واشجارا ومواد غذائية واحجارا ورخاما وفوسفات وبوتاس وسيلكات ومستحضرات طبية والبسة.”
وأوضح السفير: “أظهرت البيانات الرسمية أن القيمة الإجمالية للاستثمارات القطرية في سوق عمّان المالي حتى نهاية آب الماضي تأتي ضمن اول خمس مراكز من حيث إجمالي الجنسيات المستثمرة في سوق عمّان المالي. وبينت ان حجم الاستثمارات القطرية المستفيدة من قانون الاستثمار حتى عام 2018 بلغ نحو 226 مليون دولار تتركز في قطاع الطاقة. وبلغت الاستثمارات القطرية في بورصة عمّان ما يزيد على المليار دولار، تركزت في القطاعات العقارية والمالية والسياحية. وفي تموز 2018، خصصت الدوحة حزمة استثمارية للمملكة تستهدف مشروعات البنى التحتية والسياحة بقيمة 500 مليون دولار.
كما توسعت الاستثمارات القطرية في الأردن في السنوات الأخيرة في عدة مجالات مثل محطة كهرباء شرق عمان، ومشروع توليد الكهرباء من الخلايا الشمسية الكهروضوئية (مشروع شمس معان) وهو استثمار قطري ياباني في الأردن، تنفذه شركة نبراس للطاقة. ويعتبر المشروع توسعاً للاستثمارات القطرية في مجال توليد الكهرباء بالمملكة، ويقام المشروع على مساحة مليوني متر مربع وبحجم استثماري يبلغ 170 مليون دولار أميركي تقريباً.
ومن جانب آخر بلغ عدد الشركات الأردنية المملوكة بنسبة 100% لمستثمرين أردنيين في دولة قطر نحو 13 شركة في نهاية عام 2018، بإجمالي رأسمال قدر ب 43 مليون ريال قطري، أو نحو 8 ملايين دينار أردني.
أما عدد الشركات القطرية الأردنية المشتركة العاملة في قطر، فبلغ نحو 1550 شركة، بإجمالي رأس مال 600 مليون ريال قطري، أو نحو 116 مليون دينار أردني”.
وأشاد السفير بموقف الأردن ن المقدسات الإسلامية فقال:” دولة قطر تشيد بالمواقف الأردنية الثابتة تجاه العديد من القضايا وفِي مقدمتها القضية الفلسطينية والمحافظة على الحقوق الإسلامية والعربية في مدينة القدس الشريف التي تنضوي تحت الوصاية الهاشمية الكريمة. وتحرص وتؤكد دائما على أهمية تكاتف الجهود العربية وعلى تمتين الصف الفلسطيني دعماً للقضية الفلسطينية.
وموقف دولة قطر شديد الوضوح في قضية الوصاية الهاشمية فقد أكد سمو أمير البلاد المفدى أكثر من مرة على تقدير دولة قطر ودعمها للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وان دولة قطر في موقفها هذا وفي حرصها على الوقوف الى جانب المملكة الأردنية الهاشمية حكومةً وشعبا تنطلق من العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة بين البلدين ومن مبادئها الراسخة وقيمها العربية الأصيلة، ولن تتوانى عن قيامها ووفائها بواجبها القومي والإسلامي تجاه الدول العربية الشقيقة وشعوبها.”
وعن المواقف السياسية بين قطر والأردن تجاه القضايا السياسية التي تشهدها المنطقة، قال السفير: “تدير كل من دولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية سياسة خارجية نشطة تهدف إلى تعزيز الاستقرار والسلم، وحل الخلافات بالطرق السلمية”.