مرايا – بعد نحو ستة أشهر على تعيينه خرج قائد حرس السواحل الأدميرال بيتر براون من منصبه كمستشار للرئيس الأميركي للأمن الداخلي الوطني بعد أن أعلن البيت الأبيض تعيين الأميركية من أصول أردنية جوليا نشيوات في المنصب.
جوليا نشأت بولاية فلوريدا، وهي حاصلة على الدكتوراه من “معهد طوكيو للتكنولوجيا ” وكانت أطروحتها عن “إعادة الإعمار بعد الكوارث في تكنولوجيا الطاقة والمرونة”، وحصلت قبلها على درجة الماجستير في أمن الطاقة الوطني من جامعة “جورج تاون”، ودرست علم الاجتماع في جامعة “ستيتسون” في فلوريدا. وتقول سيرتها الذاتية أيضا إنها تتحدث العربية واليابانية والإسبانية.
خدمت نشيوات في الجيش الأمريكي في مسائل البيئة والطاقة والأمن القومي. وبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001، عينت في الجيش الأمريكي، وتخصصت في الاستخبارات العسكرية، وأمضت فترة قصيرة في بغداد كمستشارة سياسية وعسكرية لرئيس الإدارة المدنية في العراق بول بريمر الذي قاد سلطة التحالف المؤقتة في العراق.
وعملت كرئيس أركان للسياسة في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية خلال إدارة الرئيس جورج بوش الابن، ثم أمضت سبع سنوات في وزارة الخارجية وترقت إلى منصب النائب المساعد لوزير الخارجية الأميركي الأسبق ريكس تيليرسون.
وعملت بعد ذلك على المستويات العليا في لجنة بالبيت الأبيض، ومع مدير الاستخبارات الوطنية، وفي العديد من الأدوار الاقتصادية والأمن القومي العليا في وزارة الخارجية وامتدت خدمتها إلى ثلاث إدارات أمريكية برئاسة جورج بوش الابن وباراك أوباما وترامب.
وكان أخر منصب لها هو تعيينها العام الماضي من قبل حاكم فلوريدا في منصب رئيسة قسم في ولاية فلوريدا، وهي أول شخص يتم تعيينه لهذا المنصب، وولاية فلوريدا هي واحدة من ثلاث ولايات لديها مكاتب مخصصة لها مدراء تنفيذيون يقدمون تقاريرهم مباشرة إلى الحاكم.
وكلفت في منصبها هذا بإعداد تقارير حول تهيئة الولاية للتأثيرات البيئية والمادية والاقتصادية لارتفاع مستوى سطح البحر. إضافة إلى تحديات تغير المناخ وتأثيرها على ولاية فلوريدا. وبعد ذلك بشهور، كان نشيوات متحدثًا ومقررا في أول قمة حضرها 18 من رؤساء البلديات في فلوريدا على مدار يومين للاستماع إلى الخبراء والتحدث إلى أعضاء الكونغرس حول الفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر.
ولدى الأمريكية نشيوات بسجل وظيفي من التعاون مع الوكالات الحكومية الدولية والمحلية والقطاع الخاص في قضايا المناخ والطاقة والتعافي من الكوارث.
وعندما كانت في اليابان عملت في قضايا منها النووي كباحثة في معهد الطاقة الاقتصادية في اليابان، وكبير المستشارين ورئيس الأركان للمبعوث الخاص للطاقة الأوروبية الآسيوية ، وكانت في اليابان عندما وقع زلزال 2011 وأمواج تسونامي.
ونشيوات أيضا زميلة في الشؤون الدولية في “مجلس العلاقات الخارجية” وفي “المجلس الاستشاري الحاكم للمنتدى الاقتصادي العالمي”. وكانت عضوا في لجنة المكتب السابق لتحالف فلوريدا للمحيطات، كما تم تعيينها كسفير عالمي من قبل المجلس العالمي للمباني الخضراء.
ساهمت نشيوات في الجهود لإبقاء العائلات الأمريكية على إطلاع في ملف إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المحتجزين كرهائن على أرض أجنبية وفي إطلاق سراحهم عبر “خلية استعادة الرهائن” التي تضم مسؤولين من وزارتي الدفاع والخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية، ووزارة الخزانة. وفي هذا الجانب شغل نيشيوات منصب نائب المبعوث الرئاسي الأمريكي السابق لشؤون الرهائن من أب عام 2015 إلى أب عام 2019.
وعادة لا يبقى أي مسؤول في منصبه تحت إدارة الرئيس ترامب لفترة طويلة، فقائمة الداخلين والخارجين تضم سلسلة طويلة من الأسماء التي عملت عن قرب مع الرئيس الأمريكي لكنها لم تبقى في موقعها حتى النهاية وبعضهم لم يستمر إلا لأسابيع قليلة.
وتبدو جميع المناصب الجديدة ضمن الفترة الانتقالية في انتظار الانتخابات الرئاسية الأمريكية نهاية العام الحالي.
وقد سبق لعدد من الأمريكيين من أصول عربية أو أسيوية وأفريقية أن تقلدوا مناصب كبرى في الإدارات الأمريكية المتعاقبة بعد سجل وظيفي ومهني ألقى الأضواء عليهم بشكل لافت.