مرايا – قال رئيس الوزراء عمر الرزاز، إن علاقات الأردن اليوم مع إسرائيل هي في أدنى مستويات لها منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين؛ نتيجة الإجراءات الأحادية الجانب التي تقوم بها إسرائيل بالإضافة إلى انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأشار رئيس الوزراء في مقابلة مع محطة “سي إن إن” الأميركية إلى أن معاهدة السلام بين البلدين “قد تدخل في مرحلة “جمود عميق”، “وبالتالي فهي بالتأكيد معرضة للخطر”.
ورداً على سؤال، أكد رئيس الوزراء، أننا نرفض التصريحات والخطاب الذي يتبناه البعض داخل إسرائيل بأن الأردن هو فلسطين أو تلك المتعلقة بترحيل الفلسطينيين إلى الأردن، مشدداً على أن “هذا أمر خطير للغاية ليس بالنسبة للأردن وحسب، بل ويشكل خطراً على المنطقة بأسرها وعلى استقرارها وهذا ما هو إلا لعب بالنار في منطقة تعاني بالأصل من حالة اضطراب. لذلك، مثل هذه الأمور تمثل دفعاً بالاتجاه الخاطئ، وهذا شيء نعارضه بكل قوة”.
وفي رده على سؤال بشأن عدم دعم الأردن لصفقة القرن وعلاقة ذلك بالمساعدات الاقتصادية من الولايات المتحدة الأميركية، أكد رئيس الوزراء أن العلاقة بين الأردن والولايات المتحدة عميقة وتاريخية واستراتيجية، وهذا حالها مع جميع الإدارات الأميركية، ومع الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ والشعب الأميركي، “لذلك لسنا قلقين من أن تتأثر هذه العلاقة الاستراتيجية”.
وقال رئيس الوزراء، إنه لم تتم مناقشة أي من عناصر هذه الخطة مع الأردن قبل الإعلان عنها، “ولن نخلط أبداً بين التطلعات السياسية والصفقات المالية”.
ورداً على سؤال بشأن خطط الحكومة للتعامل مع التحديات الاقتصادية في ظل ارتفاع أرقام المديونية ونسبة البطالة، أكد الرزاز أن لدينا خطة خمسية وبدأت تظهر نتائجها الإيجابية مثل أرقام الصادرات والسياحة ومؤشرات عالمية مثل ثقة المستهلك وسهولة ممارسة الأعمال وغيرها من المؤشرات والتي تضع اقتصادنا على مسار مستدام وهذا ملفت رغم كل ما ورثناه، وما تسبب بهذا الوضع السيء للغاية، كإغلاق الحدود وأزمة اللاجئين وتبعات الربيع العربي.
وبشأن مكافحة الفساد وإدارة الاقتصاد، قال رئيس الوزراء “لقد مكنا جميع المؤسسات الرقابية اللازمة ومنحناها الاستقلالية الكافية للتحقيق في قضايا الفساد ومحاربته، ولكن ينبغي في الإطار ذاته النظر إلى التكلفة الهائلة الناجمة عن انقطاع الغاز المصري وتكلفة استضافة 1.3 مليون لاجئ سوري يمثلون 20 بالمائة من عدد سكان الأردن، متسائلاً هل يمكن أن نتخيل دولة تستوعب ما نسبته 20 بالمائة سكاناً جدد بين عشية وضحاها وتبقى قادرة على الصمود؟.
وأضاف “نتفهم ما يؤرق المواطنين بأنه قد مرت 10 أعوام على الركود الاقتصادي الذي تبع أزمة اللاجئين السوريين والوضع الإقليمي برمته، إضافة إلى أن معدلات البطالة مرتفعة وخصوصاً بين الشباب”.
وأكد رئيس الوزراء “أننا نعيش في جوار مضطرب، ووقع على كاهلنا الجزء الأكبر من هذه المشكلة منذ اليوم الأول، وأن الأردن اليوم أصبح شديد المنعة على الصعيدين السياسي والاقتصادي”، مضيفاً “لم تكن مجرد صدفة أن نرى دولًا حجمها عشرة أضعاف حجم الأردن و10 أضعاف حجم اقتصاده، تنهار وتتحول إلى دول فاشلة للأسف.
وأكد أن الأردن بقي صامداً ويعود السبب في ذلك إلى وجود ثقافة سياسية ثابتة نشأت فيه بحيث يظل الشعب موحداً في جميع الظروف “قد نتفق وقد نختلف، ولكننا نظل موحدين خلف القيادة الهاشمية”.