مرايا – رعى وزير الشباب الدكتور فارس بريزات الندوة الحوارية الشهرية التي عقدت في مركز موسى الساكت الثقافي في السلط تحت عنوان “الشباب والريادة” بمشاركة عدد من الشباب الرياديين ادارها المهندس موسى الساكت وبحضور من مختلف المحافظات.
وقال بريزات إن الريادة بمفهومها ليست وظيفة تؤديها بل شغف لسد احتياجات الآخرين ولذلك لا بد من التفريق بين المشاريع الصغيرة والمشاريع الريادية فالمشاريع الصغيرة قد تكون تقليدية في معظم الأحيان ولكن المشاريع الريادية تتعامل مع الأفكار الجديدة التي تؤسس لأنموذج جديد ومبتكر من الأعمال ذات القيمة المضافة على حياة الريادي والمجتمع.
وأضاف البريزات “أنني هنا اليوم في السلط بين أهلي أكثر الناس سعادة للتواصل معهم وطرح كافة الآراء والأفكار على طاولة النقاش للخروج بحلول قادرة على إحداث الفارق خصوصاً أننا اليوم في مركز يحمل اسم علم من أعلام الأردن في القضاء المرحوم القاضي موسى الساكت وأن الشباب المتواجد اليوم في الندوة هم من يعلموننا جميعاً معنى الريادة بصورة حية تروى للجميع وتدعو للافتخار والاعتزاز بها حيث أنهم يقدمون الكثير من الحلول للقضايا التي نعاني منها وقد قمنا ضمن الاستراتيجية الوطنية التي تبنتها الحكومة في المحور السابع على وجه الخصوص عن الريادة حيث تم تتويج العديد من النشاطات الريادية مؤخراً وقد تمكنا خلال عشرة أيام من تسجيل (811) مبادرة تم اختيار أربعة وأربعين منها للتنافس على الجوائز وهي مبادرات تدعو للفخر حيث أنها عبارة عن عمل خير يرافقه تحقيق أرباح خصوصاً أن الريادة عبارة عن حل المشاكل بطرق فيها ابتكار ولكنها تحتاج إلى المغامرة وبعض الحسابات التي ستؤهل صاحبها من النجاح ونحن لنا في موروثنا الأردني العديد من المصطلحات الريادية التي تناقلها جيل بعد آخر وحققها الأجداد والآباء ضمن مفهومهم للريادة”.
وردا على سؤال حول دور وزارة الشباب بموضوع حاضنات الأعمال والدعم المالي حتى لا تفشل المشاريع الريادية أجاب البريزات: “دورنا تمكيني وليس وظيفي ولذلك نحن نقوم بالتشبيك ما بين أصحاب هذه الأفكار الريادية وبعض الجهات التي قد تساهم في انجاح هذه المشاريع وتوفير الحلول المبتكرة والمساعدة لها دون تعقيدات ولو تطرقنا على سبيل المثال لمشروع انهض الذي توليه الحكومة أهمية خاصة لوجدنا أنه مثال لكثير من الحلول الناجحة”.
وقالت مديرة المركز لمياء الساكت في كلمتها الترحيبية بالحضور ان الريادة المجتمعية غير الربحية تأتي من خلال ايجاد حلول لتحديات يواجهها المجتمع ومن ثم بلورة هذه الحلول الى مشاريع تنموية مدرة للدخل.
واضافت انه منذ تأسيس مركز موسى الساكت قبل اثنا عشر عاما عملنا على استضافة النشاطات المتعددة لتوعية وتنمية المجتمع المحلي بالتعاون مع مختلف المؤسسات الرسمية والاهلية ونفذنا العديد من النشاطات التدريبية والتأهيلية لكافة شرائح المجتمع وتحديدا فئتي الشباب والمرأة وقدمنا نماذج عديدة للنجاح لمختلف هذه الفئات املين تقديم المزيد في قادم الايام.
وجاءت البداية من خلال مدير الندوة المهندس موسى الساكت بالتعريف بالريادة ودورها في تطوير وازدهارها الاوطان وكذلك اثرها الايجابي على المواطنين خصوصا فئة الشباب بعدما باتت الريادة اليوم في كثير من الدول حلا لمشكلة البطالة ومكافحة الفقر لما ينتج عنها من مشاريع ادت الى احداث نقلات نوعية لاصحابها على مختلف الاصعدة.
ووجه مدير الندوة المهندس موسى الساكت سؤالاً للمحاضرين حول الريادة وكيفية ايصال هذا المفهوم لشرائح المجتمع المختلفة وصولاً لتحقيق مزيداً من النجاحات لهم خصوصاً أن الفئة العمرية الكبيرة من المواطنين هم من فئة الشباب وأن الظروف الاقتصادية والمنطقة تشكل تحدياً واضحاً للجميع اليوم.
من جانبها قالت الاء الديات وهي اول نحالة بتاريخ الاردن ان مفهوم الريادة يعني تنظيم وتخطيط ومعرفة بالمخاطر ومن ثم اتباع الطرق والسبل الكفيلة في انجاح المشروع واضافت انها قامت بأنشاء اول مشروع للنحل لانتاج العسل وحبوب اللقاح حيث كانت البداية من خلال البدء بخليتين من النحل بجوار منزلها لتحسين دخلها وما لبثت ان دخلت العديد من الدورات التدريبية حتى وصلت اليوم الى مشروع يضم ما يقارب ثلاثين خلية نحل وتقوم على انتاج العسل وحبوب اللقاح وبيع شمع العسل ما ادى الى نجاح المشروع وبالتالي انعكاسه ايجابيا على حياتها الاقتصادية وكافة اسرتها .
وبينت الديات ان النجاح لا يتم الوصول اليه بالسهولة ولكنه يحتاج الى كثير من العمل والجد والاجتهاد وعلى سبيل المثال كانت النحلة التي تعاملت معها هي قدوتي في الصبر والجد والمثابرة وبالتالي الوصول الى الهدف خصوصا ان تطوير اي مشروع يحتاج الى اسلوب مبتكر وعناصر الريادة مجتمعة والابداع والعمل الحر والمغامرة ولا بد ان يضاف الى ما سبق المعرفة وللمفارقة فان مشروع تربية النحل هو مشروع ذكوري لحاجته للبنية الجسمانية القوية ومع ذلك فقد نجحت في التعامل معه وقد واجهنا العديد من التحديات التي استطعنا تجاوزها بالتصميم والارادة وانني اشكر مركز موسى الساكت لتسليط الضوء على قصة نجاحي املا التعاون معهم مستقبلا في كافة النشاطات.
وحول قصة نجاح أخرى في مجال آخر قال الاعلامي بلال العجارمة أنه من السعادة أن نكون هنا في السلط بين اهلنا وأن عقد مثل هذه الندوات في مختلف المحافظات دليل على اثراء فكر الشباب خصوصاً في مجال الريادة والتي هي عبارة عن التفكير العصري وفهم حاجات السوق ومتطلباته بشكل حضاري مقبول مع العلم أنها تحتاج إلى الجرأة والثقة بالنفس وبعض المخاطرة ناهيكم أن الريادي يفتح المجال أمام الجميع ويعزز مفهوم الريادة لدى الآخرين وقدرتهم على الانجاز وتحقيق المأمول.
وأضاف العجارمة أن مشروعي هو مشروع وطني بامتياز نابع عن تاريخ وحضارة هذا الوطن ودليل على الأصالة العربية الأردنية يسعى للحفاظ على كثير من الموروثات الشعبية من الاندثار وقد عملت على تحقيق طموحي وأهدافي من خلال المثابرة والاجتهاد ومنذ أن كنت طالباً في المدرسة ومن ثم تحولت بعد الثانوية العامة للعمل وقمت خلالها بالانتساب إلى احدى الجامعات الخاصة وتخرجت منها بدرجة البكالوريوس بتقدير الامتياز والأول على الدفعة وقمت خلال هذه الفترة بالعمل على تنمية الموهبة وتحويلها الى مشروع ريادي قادر على الوصول الى أكبر فئة من المجتمع وكذلك أن تكون هذه الموهبة صاحبة تأثير ايجابي ينعكس على حياة المواطنين ورغم صغر السن استطعت أن أصل لكل بيت أردني وطوعت مواقع التواصل الاجتماعي لتكون ايجابية وتنقل ما هو مفيد ومؤثر على حياة المواطنين.
وبين العجارمة أنني اليوم أقوم بالعمل في التلفزيون الأردني اضافة الى أعمال خاصة منها القديمة والتي سلطت الضوء على كثير من العادات والتقاليد والقضايا المجتمعية اضافة الى بعض الأمور الاقتصادية والحمدلله استطعت تحقيق طموحي وأن أكون مثالاً لكثير من الشباب بهذا الخصوص والاختصاص.
أما فراس خليفات فقال أن الريادة تحتاج إلى الالمام بالفكرة والايمان بها في ضوء وجود معلومات حقيقية قادرة على القياس وعلى سبيل المثال فإن مؤسسة إرث الأردن اليوم هي احدى أهم المؤسسات التي تعنى بالقطاع السياحي ولديها انجازات عديدة وتتواجد حالياً في ثلاثة محافظات ولديها زوار عبر موقعها عبر الانترنت وتستقبل عدداً من الافواج السياحية للمملكة وكذلك تقوم على تدريب وتأهيل العديد من الشباب في مختلف المحافظات حيث وأنه في ظل البطالة والظروف الاقتصادية الحالية لا بد من أن يقوم الشباب بالتفكير بانشاء مشروعه الخاص ويجب أن يكون مؤمناً بفكرته.
وبين خليفات أنه تم انشاء أول متحف أردني على المواقع الافتراضية وكذلك اقامة أكثر من اربعين معرضا وتم انشاء موقع أثري افتراضي وقمنا بالبحث عن تاريخ الاطباق الشعبية ولدينا موظفين من ستة محافظات وأوجدنا فندقاً ومتحفاً في مدينة السلط وهذا جزء بسيط من الانجازات التي تدلل على عراقة الانسان الأردني ومساهمته في الحضارة الانسانية.
واستمع الوزير بريزات الى عدد من مداخلات الحضور التي تمحورت حول تحفيز الشباب وتقديم الحلول الابتكارية اضافة الى مواضيع التدريب والتطوير وقد تحدث الحضور عن جملة من المعيقات الادارية التي تقف عائقاً بين الشباب وتحقيق الانجاز والتي وعد الوزير بمتابعتها شخصيا والعمل على حلها.
بدوره اوعز المهندس موسى الساكت بتقديم واستخلاص كافة التوصيات الواردة في الندوة وتقديمها لوزارة الشباب كمصفوفة عمل يتم متابعتها ما بين الوزارة ومركز موسى الساكت الثقافي لتحويل التحديات الى فرص نجاح.
يذكر ان مركز موسى الساكت يقيم شهريا ندوة حوارية حول احدى القضايا الوطنية في مختلف المجالات والقطاعات وصولا الى اشراك المجتمع في وضع حلول ضمن الامكانيات المتاحة.