مرايا – قال وزير الخارجية الأسبق العين ناصر جودة إن العالم يُجمع على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
وشدد جودة خلال محاضرة ألقاها صباح الأربعاء في جامعة البلقاء التطبيقية على أن غياب الحل للقضية الفلسطينية يؤدي إلى التطرف ويتيح مساحة واسعة لمن يريد أن يستغل الظرف للاخلال بأمن وأمان المنطقة.
وأشار في المحاضرة التي حملت عنواناً “الملك عبدالله الثاني في عيون العالم”، إلى الدور الأردني ممثلاً بجلالة الملك في القمم العربية والإسلامية والدولية وفي الاجتماعات المهمة التي تعقد في الأمم المتحدة كل عام.
وأكّد على أهمية اللقاءات التي يقوم بها الملك مع زعماء العالم والقضايا التي يتم التركيز عليها وضيوف وزوار الأردن على مختلف المستويات.
ورأى أن انفتاح الأردن على الجميع عامل أساس ومهم، لافتاً إلى نظرة العالم إلى الملك والأردن والأردنيين، حيث إن التحدث بانفتاح مع الجميع يدل على أن الأردن يفتح الأبواب لا يغلقها.
وأوضح جودة أن مواقف الأردن تحظى باحترام وتقدير من الجميع، قائلا: “الأردن صغير بحجمه وعدد سكانه، كبير بمواطنيه وقيادته وإنجازاته”، وقال إن جلالة الملك هو من يتحدث باستمرار عن القضية الفلسطينية ويذكر العالم بأهمية ومركزية هذه القضية.
وأضاف الوزير السابق أنه وبعد الحرب على العراق عام 2003، فقد العالم التركيز على القضية الفلسطينية بسبب ظروف معينة جرت في تلك الفترة، وبيّن أن جلالة الملك ذهب إلى الولايات المتحدة في عام 2007، وخاطب الكونغرس الأمريكي بشقيه؛ مجلس الشيوخ والنواب بجلسة مشتركة وذكّرهم بمركزية وأهمية القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن الزعماء الذين تتم دعوتهم لإلقاء خطاب في الكونغرس الأمريكي في جلسة مشتركة قلة، مؤكداً على الأثر الكبير الذي تركه خطاب الملك في إعادة التركيز على القضية الفلسطينية.
وأكد جودة أن العالم أجمع يتحدث عن مكانة جلالة الملك عبدالله الثاني وعن احترام العالم لما تمثله المملكة الأردنية الهاشمية، مبيناً أن الأردن قام بدور سياسي مهم على مستوى الإقليم وعلى مستوى عالم.
ولفت إلى المواقف الأردنية الحكيمة والمتزنة في كافة المجالات والمحافل الدولية، وقال إن الأردن حصل على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن 3 مرات منذ أن أنشت منظمة الأمم المتحدة.
وذكّر بأن الكثير من الدول لم تحصل على هذا المقعد في مجلس الأمن إلا مرة واحدة، وهذا دليل على احترام العالم للأردن ولمواقف الأردن وللدور الذي يلعبه في الساحات الدولية.
وبيّن أن دولاً تنتظر دورها في الانتخاب لمقعد غير دائم في مجلس الأمن تطلب الخبرة المكتسبة لدى الأردن في الدور الذي يجب أن تقوم به في عضوية مجلس الأمن.
وقال “نرى الملك يجوب العالم سعياً لجلب الاستثمار للأردن ولإبراز قضيتنا الأولى وهي القضية الفلسطينية، ولإبراز صوت الوسطية والاعتدال والاسلام”.
وأضاف أن خطاب جلالة الملك الأخير في البرلمان الأوروبي كان في غاية الأهمية، حيث جاء بعد انتخاب البرلمان الأوروبي الجديد الذي كان يمثل 28 دولة في وقتها، لافتاً إلى أنه وبعد انسحاب بريطانيا منه أصبح يمثل 27 دولة.
ونوه إلى أن جلالة الملك كان من أوائل قادة العالم الذين يزورون قيادات الاتحاد الأوروبي الجديد بعد الانتخابات الأوروبية نهاية العام الماضي وأول المتحدثين في البرلمان الأوروبي هلا اخبار.
وأشار إلى انه قبل نحو 4 سنوات كان هناك خطاب مهم آخر في الاتحاد الأوروبي للملك، عندما كانت المنطقة تعيش أجواءً وصفها بـ”السوداوية”، لافتاً إلى ما شهدته المنطقة من انتشار للإرهاب في حينها.
وقال إن الناس العاديين والطلاب في أوروبا كانوا يتبادلون مقتطفات من خطاب الملك عن الإسلام والتي ذكر فيها أن تحية الإسلام التي يرددها المسلمون كل يوم تبدأ بـ”السلام عليكم”.
وأشار جودة إلى أن الأردن يحتفل العام المقبل بمئوية الدولة الأردينة، وقال “نحن نتحدث عن دولة عمرها 100 عام في التاريخ المعاصر”، موضحاً أن العديد من الأنظمة السياسية في العالم تغيرت بعد الحرب العالمية الثانية، ودول قليلة لم تتغير الأنظمة السياسية فيها، إلا أن أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتنية وشرق آسيا تغيرت الأنظمة فيها.
وبيّن أن الأردن وعلى مستوى العالم من دول قليلة استمر نظامها السياسي وهو قائم منذ العام 1921 منذ إنشاء الإمارة، وأن ما تغير بعد الحصول على الاستقلال عام 1964 هو المسمى، إلا أن النظام ذاته مستمر، وأن الأردن يحتفل العام القادم بمئوية الدولة وهذا مدعاة للفخر.
وأضاف أنه في الخمسينات وحتى السبعينات من القرن الماضي تغيرت أنظمة بعض الدول وكنا نسمع دائما عن الأردن أنه دولة صغيرة وموارده محدودة وأيامه معدودة، والآن كل من كان يتحدث “راح” وبقي الأردن.
وتابع هذه ليست صدفة، وقال جود ة”لدى الأردن شعب واع متعلم مثقف بقيادة حكيمة وهنالك شرعية الإنجاز يقدرها العالم ويراقبها”.
واستذكر جودة انه وبعد عام 1948 جاءت وفود من البنك الدولي والمؤسسات المالية والمانحين ليقيموا واقع ومستقبل وحاضر الأردن وبعد الوضع الاقتصادي العام في المنطقة والعالم.
وقال إن نظرتهم كانت “سوداوية” جداً لمستقبل الأردن، حيث إنه بلد من دون موارد طبيعية وبعدد سكان قليل ويعاني من شح الموارد المائية والامكانيات، ومن ثم جاء الاستثمار بالتعليم، مستذكرا قول جلالة الملك الحسين بن طلال -رحمه الله- “ليس لدي موارد طبيعية لكن لدي شعب وقدرات” وتم الاستثمار بالتعليم.
وأشاد جودة بالعلاقات مع الجامعات في العالم والمؤسسات البحثية العليمة والتركيز على التقنية والذكاء الاصطناعي في الجامعات الأردنية، واستذكر جودة قول جلالة الملك “نحن لا نعمل فقط للجيل المقبل وإنما للأجيال الحاضرة”، مشيراً إلى ضرورة أن يكون الجهد مشتركاً بين الأجيال الحاضرة والمقبلة.
ودعا إلى الانفتاح وعدم إغلاق الأبواب في التبادل الثقافي مع كل العالم، وقال “ثقافتنا نعتز بها والاعتزاز بها لا يعني أن لا ننفتح على الثقافات في العالم”.
وحول زيارة ملك وملكة النرويج للأردن، قال جودة إن هذه الزيارة تسمى “زيارة دولة” وهي تعد من ارفع درجات الزيارات لرؤساء ودول العالم وبها يحتفى بهذا الزائر.
وأكد جودة أن النرويج دولة في غاية الأهمية وهي منتجة ومصدرة للنفط والغاز، كما أنها دولة مهمة في الكثير من المجالات العلمية والبيئية.
وأضاف أنها دولة تستثمر في الشباب والمستقبل، لافتاً إلى صندوق الأجيال القادمة لديها وهو من أغنى صناديق العالم ويقدر بأكثر من ترليون دولار.
وأوضح أن ملك النرويج مقل في زياراته الخارجية، وزيارته للأردن شهادة للعلاقات التاريخية بين البلدين.هلا اخبار