مرايا – أن يكون القائد في الميدان يتابع ويقف على كافة التفاصيل، ويوجّه لكل ما من شأنه أن يجعل الأردن قويا في مواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، هي أكبر رسالة بأن الأردن بخير، وأنه نموذج لدولة ستشكّل حالة مثالية لتجاوز هذه الأزمة والخروج منها منتصرا عليها وليس العكس.
جلالة الملك عبد الله الثاني، القائد الميداني، لم يبتعد للحظة عن تفاصيل ما يحدث في الشارع المحلي، وكل ما يحدث من إجراءات تأتي بتوجيهات من جلالته ومتابعة منه، جاعلا جلالته من عنوان أي خطوة لمواجهة هذا الفيروس «ما عندي شيء أهم من سلامة المواطن الأردني» لتندرج بعد ذلك نموذجية الإجراء ومثالية الترتيبات قامت وتقوم بها الحكومة منطلقة من التوجيهات التي منحت المشهد المحلي شكلا منيرا على الخارطة العربية وحتى العالمية.
خرج الأردن من دائرة المقارنة بأي دولة في العالم بآليات التعامل مع فيروس كورونا، فلم نجد رئيسا يقف وسط الميدان وفي كافة أماكن العمل مع الأزمة بنفسه، يتابع ويوجّه ويصوّب، ويوجه بوصلة الاهتمام لجهة المواطن فقط، مثمنا وشاكرا دور الحكومة في كافة إجراءاتها المتخذة لمواجهة الفيروس، وكل من يقدّم دوره في هذه الأزمة لنصل جميعا بالأردن الى بر الأمان.
وضع جلالة الملك بحضوره الكبير في تفاصيل إدارة أزمة الكورونا الأردن في مكان غاية في التميّز والاختلاف الإيجابي عالميا، فكان أن تحدثت دول كبرى عن إدارة الأردن للأزمة بشكل ممتاز ومختلف، وأن حكومة الأردن تتعامل مع الوباء بكل حرفية، وأن وقوف الشعب الاردني مع دولتهم بشكل جيد ورائع، فهي الحالة التي عززها جلالته الذي لم يغب يوما عن مواطنيه بأي ظرف ليكون حاضرا أيضا في هذه الأزمة مانحا قوّة الثبات والالتزام، والثقة العالية بأن الأردن قادر على تجاوز هذا الظرف الاستثنائي.
جلالته الذي ترأس أمس الاول اجتماعا عبر تقنية الاتصال المرئي، بمشاركة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، لمتابعة إجراءات التعلم عن بُعد لطلبة المدارس، وجّه بذلك رسالة قيّمة بأن التعلّم مسألة مهمة وأن ما قامت به الحكومة بهذا الجانب أمر غاية في الأهمية، أضف لذلك وجّه رسالة أيضا بأن جلالته حريص على متابعة أدق التفاصيل على أرض الواقع وعن كثب.
وفي ذات الإطار، صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قرار مجلس الوزراء، إعلان العمل بقانون الدفاع رقم 13 لسنة 1992، في جميع أنحاء المملكة، ليكمّل بذلك جلالته الشكل المثالي لإدارة تفاصيل هذا الحدث، موجّها الحكومة «بأن يكون تطبيق قانون الدفاع والأوامر الصادرة بمقتضاه، في أضيق نطاق ممكن، وبما لا يمس حقوق الأردنيين السياسية والمدنية، ويحافظ عليها، ويحمي الحريات العامة والحق في التعبير، التي كفلها الدستور وفي إطار القوانين العادية النافذة، وكذلك ضمان احترام الملكيات الخاصة سواء أكانت عقارا أو أموالا منقولة وغير منقولة»، ليكون بذلك الأردن تحت مجهر الاهتمام العالمي في آلية التعامل مع قانون الدفاع في هذه الصورة الإيجابية التي وجّه بها جلالة الملك.
ومنذ اللحظات الأولى لبدء انتشار الفيروس محليا، حضر جلالة الملك فور عودته إلى أرض الوطن من زيارة خاصة اجتماعا لمناقشة التطورات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد،عقد في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، تبعه ترؤس جلالته لإجتماع مع القطاع الصحي لمتابعة كل ما يتعلق بفيروس كورونا المستجد.
حضور ملكي هام وعملي وعبقري، خلال أزمة التعامل مع فيروس كورونا هذا الوباء العالمي، الذي جعلنا نثبت للعالم أن البلد الصغير جغرافيا ومحدود الإمكانيات يشكّل اليوم نموذجا يحتذى في مثالية إدراة أزمة كورونا بقيادة حكيمة ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كبيرا.
سياسيون أكدوا لـ»الدستور» في متابعة خاصة لحضور الأردن المميز خلال أزمة الكورونا بقيادة مباشرة من جلالة الملك، أن حضور جلالته جعل من الأردن نموذجا يحتذى بين دول العالم بمثالية إدارة الأزمة، سيما وأن جلالته وضع عنوانا واضحا لآلية التعامل مع هذه الأزمة بأن صحة المواطن هي الأساس.
واعتبر متحدثو «الدستور» أن ما يقوم به جلالة الملك من متابعة حثيثة على أدق التفاصيل ما هو إلاّ دليل على أنه الأقرب لشعبه، والأعلم بما يشعرون به وما يفرحهم وما يؤلمهم، وهذا الحضور الملكي يعدّ سابقة عربية وعالمية في إدارة الأزمة، فلم يحدث أن وقف رئيس وسط المشهد لإدارته ومتابعته والتوجيه بحكمة لإدارة كافة الأمور.
ورأى متحدثونا أن القرارات الهامة التي اتخذتها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا جاءت ببصمات هاشمية من جلالة الملك بشكل مباشر، من خلال حضور جلالته في الميدان ومتابعة الأزمة عن كثب والإستماع من أصحاب الخبرة حول مختلف القضايا، ليصبح الأردن اليوم بجدارة الأكبر والأكثر حضورا في العالم بإدارة الأزمة، شاكرين لجلالة الملك هذه المتابعة ومؤكدين أن الأردن سيخرج من أزمته أكثر قوّة على كافة الأصعدة.
وشدد متحدثونا على أن وراء هذا الوطن قيادة هاشمية يقودها جلالة الملك باقتدار ويأخذ بالأسباب وأمره شورى بينه وبين الناس ويستقي المعلومة من ذوي الاختصاص والمهنيين، لذا فإن القرارات دوما تكون مناسبة وناجحة، والدليل على ذلك نتائجنا على الارض بأننا سنكبح جماح هذا الوباء خلال الأسبوعين القادمين بإذن الله، كنتيجة للعزل المكاني والمسافة الآمنة والاجراءات الحكومية المتتابعة على سبيل سلامة المواطن وصحته لان قيادتنا الهاشمية شعارها الانسان اغلى ما نملك.
د . صالح ارشيدات
نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور صالح ارشيدات أكد أن جلالة الملك وضع توجيهات واضحة ،السير وفقها حتما سيقود لتجاوز الأزمة، خروجا ايجابيا، وسننتصر بإذن الله، كون جلالته يقف بالميدان ويتابع تفاصيل الأمور بشكل مستمر.
وبين ارشيدات أن الفيروس وحّد كل القوى المجتمعية خلف الإجراءات الرسمية وهي ميزة يجب أن نحافظ عليها لحين ظهور ما يشجع على الشفاء، وأنا أؤيد الإجراءات واطلب الاستفادة من المتطوعين الطبيين، وبصورة عامة المواطنين مطمأنين لوزير الصحة وإجراءاته السريعة الميدانية.
وقال ارشيدات أن قانون الدفاع الذي صدرت الإرادة الملكية بتطبيقه ينظم العلاقة مع الجموع وهو محدد بأسباب الوباء وتفرعاته ورئيس الوزراء له الاحترام لعدم التغوّل على الحريات والحقوق.
د . محمد طالب عبيدات
من جانبه، قال الوزير الأسبق رئيس جامعة جدارا الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات أن جلالة الملك قاد رؤية واستراتيجية واضحة المعالم من خلال مركز الأزمات لمجابهة وباء فيروس كورونا حيث ادار معظم الاجتماعات السيادية لوضع تصور واضح المعالم فيه من الاستباقية والمهنية والتفكير خارج الصندوق وحتى الأخذ بعين الإعتبار لكل المناحي الصحية والاقتصادية والتنموية والانسانية والأمنية وغيرها، ولذلك فإن التدرج في القرارات التي اتخذتها الحكومة والتي ابدعت في وضعها على الأرض كانت ببصمات ملكية هاشمية وكان جلالة الملك حاضرا على كل المستويات، ولذلك نعت العالم الأردن الصغير بجغرافيته ومصادره المالية والطبيعية نعته بالكبير في ادارة الأزمات، فكيف لوطن يتخذ قرارات جريئة كاغلاق الحدود وتفعيل قانون الدفاع واستضافة ضيوف الاردن والمغتربين، والأردنيين خارج الوطن، في فنادق خمس نجوم بفندقة وضيافة هي الأفضل، ويلتزم الأردنيون فورا باجراءات تفعيل قانون الدفاع من خلال عزلهم المنزلي واستفادتهم من تجارب سابقة في الصين وايطاليا وغيرها ليثبتوا للعالم بأنهم الأقدر على ادارة ازمات ستمر كومض البارق اللمّاح كما مرت ازمات قبلها.
وشدد عبيدات على أن وراء هذا الوطن قيادة هاشمية يقودها جلالة الملك باقتدار ويأخذ بالاسباب وأمره شورى بينه وبين الناس ويستقي المعلومة من ذوي الاختصاص والمهنيين لإتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، والدليل على ذلك نتائجنا على الأرض بأننا سنكبح جماح هذا الوباء خلال الأسبوعين القادمين ان شاء الله كنتيجة للعزل المكاني والمسافة الآمنة والاجراءات الحكومية المتتابعة، بهدف سلامة المواطن وصحته لأن قيادتنا الهاشمية شعارها الانسان اغلى ما نملك.
ونبه عبيدات إلى اننا بالمقابل نتطلع الى تعاون المواطنين واستجابتهم الى نظرة الملك لهم الذي يعوّل على وعيهم وتفههم وبقائهم في منازلهم لتتحمل الدولة مسؤولياتها تجاه المواطن لأجل صحته وكرامته، فلا بد أن يلتزم المواطنون بنبذ الاشاعات وعدم التهافت على الأسواق والالتزام بمبادئ النظافة العامة والاجراءات الوقائية بالقضاء على الوباء، وهذه هي الطريقة المثلى التي نصدع فيها لارادة الملك في حماية الأردن واحترام قراراته سواء من الدولة او الحكومة واحترام ابناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الذين يسهرون لرعاية وحماية هذا الوطن وقرارات الحكومة على سبيل سلامة المواطن وراحته.
وأضاف عبيدات ،الشكر من القلب لقيادتنا الهاشمية وجلالة الملك والحكومة والأجهزة الأمنية والحيش العربي المصطفوي والمواطنين الذين اثبتوا بأنهم في خندق هذا الوطن الذي نفترش ارضه ونلتحف سماءه بأمن وسلام.
د . صلاح جرّار
وكان لرأي الوزير الأسبق الدكتور صلاح جرّار تأكيد آخر على الموقف الإستثنائي الذي يقوم به جلالة الملك في حضوره الإستثنائي بمشهد انتشار فيروس كورونا واصراره على متابعة الأمور عن كثب، وحضور كافة الإجتماعات تحديدا تلك الخاصة بإدارة الأزمة، وتوجيه الحكومة لكل ما فيه صالح المواطنين.
وأضاف د. جرار أن حضور جلالة الملك في المشهد أكبر دليل على انشغاله الدائم بقضايا المجتمع وهموم الناس وبما يفيدهم أو يضرهم، ومن الطبيعي أن ينجح الأردن أمام نفسه وأمام العالم بإدارة الأزمة، بقيادة جلالة الملك، إذ أن الحكومة تدير الأزمة وسط محدودية الأمكانات بشكل حضاري ودقيق، وبأسلوب لم تقم به حتى الدول الكبرى، وهذا يدل على ان لجلالة الملك رؤية متقدمة وأنه صاحب حكمة نادرة وثمينة، ويعيش دوما ويشعر بهم الوطن والشعب وقضايا المواطنين.
وبين جرّار أن اجراءات الحكومة هامة وناجحة وتعطي دلالات على أنها كانت تخطط منذ فترة للتعامل مع واقع الحال، ويمكننا القول اننا نصلح أن نكون نموذجا بما نفعله من خطوات بهذا المجال، فنحن نرى سلوكا حضاريا يقود لحتمية سلامة المجتمع والمواطنين.
ووجه جرّار دعوة للالتزام بكل الإجراءات الحكومية فقد عوّل جلالة الملك على وعي المواطنين واستجابتهم لتعليمات الحكومة، فما نعيشه اليوم اختبار للإنتماء علينا أن نعززه ليس فقط بالبحث عن مصلحة الذات بل بمصلحة الآخرين، هو اختبار انتماءنا ونحن حتى اللحظة ننجح به.
سميح المعايطة
الوزير الأسبق سميح المعايطة، قال اعتقد ان مفتاح النجاح الاردني هو الحزم والجدية التي وجه جلاله الملك الحكومة وكل الجهات المعنية بالتعامل بهما مع الازمة، وهذه الجدية كان الغاية منها ان يشعر المواطن ان الامر خطير وليس خاضعا للتهاون او العبث .
واضاف المعايطة الامر الاخر ان جلالة الملك امر بان تدخل القوات المسلحة الى المشهد بقوة وحضور بحيث يتم الاستفادة من موقعها الوطني العام لدى الاردنيين من حيث الثقة والكفاءة وهي ايضا عنوان الانضباط وهذا الامر يجعل الاجراءات تخرج من المسار الاداري الى كونها حالة وطنية ومسؤولية على الجميع .
ولفت المعايطة إلى ان اللجوء الى قانون الطوارئ كان بحرص وضمن محددات تخدم الهدف المراد وهو محاربة الوباء ولا يصنع لدى الناس اي هواجس حول الحقوق المدنية والسياسية.
كتبت: نيفين عبد الهادي – الدستور