مرايا – تترقب الحكومة بفارغ الصبر نتائج وتداعيات إتصالات أجراها وزير الخارجية أيمن الصفدي مع عدة دول عربية للخروج بموقف موحّد قدر الإمكان يعمل باتجاه “تأجيل” مشروع الضم الإسرائيلي في الوقت الذي تنشطت فيه حلقات الاتصال الأمنية بين كل الأطراف.

وبدا أن المستويات الأمنية في إسرائيل ومصر والأردن وحتى الإمارات تسابق الزمن للوصول إلى منطقة آمنة تعمل على ضمان تأجيل المشروع.

وتشارك الآن في الحوارات القنوات الخلفية الاستشارية فيما لم يعلن الجانب الأردني عن مضمون الرسالة التي نقلها من الملك عبدالله الثاني الوزير أيمن الصفدي إلى الرئيس محمود عباس في رام الله الأسبوع الماضي قبل وقوف الصفدي في بغداد وإعلانه من هناك الاستمرار في”رفض “مشروع الضم.

ويبدو أن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي تحدّث مع مسئولين عن الملف الأمني في العقبة عن “تهدئة الجبهة” الثنائية وتقديم ضمانات بألا تتأثر المصالح الأردنية خصوصا الأمنية والحدودية لكن الجانب الأردني لا يزال متشككا جدا بتداعيات الضم على الوضع الداخلي في الضفة الغربية وفي الأردن أيضا مع وجود كتلة ديمغرافية كبيرة من الأردنيين الفلسطينيين.

وتتبادل الأطراف الآن رسائل الساعات الأخيرة ومن كل الاتجاهات فيما حصل الأردن علنا على موقف من أبو ظبي يرفض الضم والمشاريع الآحادية والأفكار المطروحة حتى الآن هي تأجيل المشروع زمنيا على الاقل في محاولة لترقب نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية أملا في حصول تبديل في بعض المواقف الامريكية.

في غضون ذلك تصدّت أصوات برلمانية وحزبية في الاردن بكثافة للمشروع خلال الساعات القليلة الماضية.

وحذّر القطب البرلماني الأردني خليل عطية من أفكار جهنمية وخبيثة تحاول تسويق مشروع الضم بالقطعة والتقسيط أو على دفعات.

وأبلغ عطية بأن موقف القيادة الأردنية ملهم ومتصدر وعلى بقية الدول العربية دعم وإسناد موقف الأردن مشيرا إلى أن مشروع الضم يفترض أن يرفض كله وليس أي أجزاء منه وبصورة جذرية لأن العدو يتربّص بالجميع.

وعقد أكبر أحزاب المعارضة الأردنية حزب جبهة العمل الإسلامي ندوة إلكترونية للتحذير من مخاطر مشروع الضم فيما تميل الحكومة لتفعيل القنوات الدبلوماسية وصدرت سلسلة وثائق وتوصيات للمؤسسة الأردنية من نخب وشخصيات سياسية.

وبعد فترة “صمت طويلة” تحدث أيضا مجلس النواب عبر بيان لرئيسه عاطف الطراونة أكد فيه بأن إسرائيل تتمادى بسياساتها المتطرفة والتي ستشغل المنطقة بالمزيد من الفوضى والتوتر والغليان، وأنه آن الأوان لتدخل قوى الاعتدال في العالم لمنعها ولجم قراراتها.

واعتبر الطراونة أن الموقف الأردني اليوم يتصدّر قوى الاعتدال الدولي، حيث تعكس رؤية الملك للصراع والحل، أفقاً ومخرجاً يضمن أمن واستقرار المنطقة على أساس حل الدولتين وأكد أن منع اسرائيل من خطوة الضم من شأنه ردع قوى الظلم وتحجيم أي دولة تتجاوز على الشرعية الدولية بصفتها قرارات إجماع أممية، مشدداً على أهمية اتخاذ المجتمع الدولي لخطوات تمنع إسرائيل من شروعها في قرار الضم، لما له من تداعيات كارثية على فرص السلام في المنطقة، وبوصفها طعنة أخيرة تجهز على قيام دولة فلسطين على ترابها الوطني . جفرا نيوز