مرايا – رحَل صباح اليوم الإثنين القاص والكاتب الأردني نازك ضمرة (1937 – 2020) في أحد مستشفيات ولايات نورث كارولينا بالولايات المتحدة بعد صراع مع المرض.
وُلد الراحل في في بلدة بيت سيرا بالقرب من مدينة رام الله، ونال درجة الدبلوم من “دار المعلمين الريفية” في بيت حنينا بالقدس عام 1955، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في المحاسبة من فرع “جامعة بيروت العربية” بالإسكندرية عام 1972، والماجستير في إدارة الأعمال من “جامعة دالاس” الأميركية سنة 1976.
عمِل ضمرة مدرساً في الأردن والسعودية ثم مديراً في عدد من الشركات، قبل أن ينتقل إلى الإقامة في الولايات المتحدة منتصف تسعينيات القرن الماضي حتى رحيله، كما أصدر في الفترة نفسها مجموعته القصصية الأولى بعنوان “لوحة وجدار”، ونشَر مجموعة ثانية بعد عامين بعنوان “شمس في المقهى” (1996).
تستند أعماله القصصية والروائية الخمسة الأولى إلى سيرته الذاتية، بحسب مقابلة أجريت معه قبل أشهر، يقول فيها “أنا ابن معلم القرية في كتّاب بسيط، فتحت عيني على الحياة، فوجدت والدي مقعداً، يُعلِّم الطلاب والشباب وهو جالس، وعاش أكثر من ثلاثين سنة لم يتحرك وقوفاً أو مشياً، كرّست حياتي وأوقاتي لمصاحبته ومحبته وخدمته، فاستفدت منه في كل المعارف، حتى في الموسيقى وتجويد القرآن والشعر والطرائف”.
أصدر ضمرة رواية “الجرة” عام 1997، وأتبعها برواية “غيوم” سنة 1999، كما نشر “حكايات عالمية للأطفال” (2005) ضمن برنامج “مكتبة لكل بيت”، وقصص قصيرة جداً وضعها في كتابيه “بعض الحب” (2004) و”محطّات حب” (2017)، وتتخذ شكل حكايات عايشها الكاتب بنفسه، أو التقطها من مشاهداته في الأماكن التي زارها أو أقام بها، على تنوعها وثرائها، ومنها ما جاء على ألسنة أصدقائه، بحيث تبدو مفعمة بالواقعية، رغم صياغتها بلغة تصويرية وعبارات مكثفة مفتوحة على التأويل.
ظلّ الحدث هو محور كتاباته، في محاولة لسرد تفاصيل الحروب والكوارث التي عاشتها المنطقة العربية، وحيوات أبنائها الذين عليهم مواجهة تداعيات هذه الصراعات العنيفة، مثلما تفعل شخصيات روايتيْ “ظلال باهتة” (2004)، و”ظلال متحركة” (2012)، وقصص مجموعتيْ “المشلول والجرف” (2009)، و”زمارة في سفارة” (2011).