مرايا – في السياسة الدولية بات واضحا ان صلابة الموقف الاردني والدبلوماسية القوية التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني احدثت تحولات في الساحة الدولية لصالح الموقف الرافض لخطوة حكومة الاحتلال الصهيوني بضم المستوطنات وغور الاردن.
في المواقيت الزمنية دخلنا اليوم (الاول من تموز) في الموعد الذي حدده رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني نتانياهو لاعلان ضم المستوطنات وغور الاردن، الا ان المعلومات تفيد بان حكومة الاحتلال لن تعلن عن خطوة الضم لاسباب كثيرة اولها صلابة موقف الملك والدبلوماسية الاردنية التي ادت الى تشكيل تحالف دولي رافض لخطوة الضم، وثانيا الرفض الدولي لهذه الخطوة،وثالثا الموقف الفلسطيني الصلب .
الملك قاد منذ اشهر تحركات مكثفة على الصعيدين الدولي والاقليمي لتشكيل تحالف دولي واسع بهدف اسقاط مشروع الضم ومنع الحكومة الاسرائيلية من ضم المستوطنات وغور الاردن.
الملك شكل ضغطا قويا على اسرائيل من خلال التحرك الدولي والتحرك داخل الكونغرس الاميركي وخاصة اللقاء مع رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي وقيادات الكونغرس لتوضيح خطورة توجه حكومة اسرائيل بضم المستوطنات وغور الاردن على المنطقة وعلى العالم، فالتحرك داخل الساحة الاميركية لتشكيل رأي عام ضاغط على ادارة الرئيس دونالد ترمب بهدف مراجعة سياساتها المنحازة لليمين الصهيوني المتطرف الذي يسعى الى اخذ المنطقة الى الصراع والحرب من خلال ضم غور الاردن والمستوطنات.
المؤشرات ايضا تفيد ان ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب لم تعد متحمسة لخطوة الضم، لذلك لم تصدر اعلانا بدعم الضم لغاية الان. كما ان الموقف القوي لجلالة الملك احدث تصدعا داخل حكومة الاحتلال بعد معارضة وزراء حزب ازرق ابيض لاعلان الضم في التاريخ الذي اعلنه نتانياهو.
الدبلوماسية الاردنية تخوض «معركة» قوية ضد المخططات الاسرائيلية اليمينية بضم المستوطنات وغور الاردن، وكثفت بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية من تحركاتها خلال الايام الماضية من اجل تشكيل تحالف دولي ضاغط على اميركا واسرائيل لالغاء مخطط الضم الذي سيؤدي الى الصراع والصدام في المنطقة.
وزير الخارجية ايمن الصفدي يقود جهدا لافتا من خلال الاتصالات مع وزراء خارجية من دول الاتحاد الاوروبي بهدف تنسيق المواقف الدولية لافشال خطوة الضم وخاصة ان دول الاتحاد الاوروبي اعلنت بكل وضوح رفضها لخطوة الضم بل ان الكثير من الدول الاوروبية قررت اتخاذ عقوبات ضد اسرائيل في حال قامت بالضم.
الاردن وفلسطين يسعيان ايضا الى تصليب الموقف العربي الرسمي في مواجهة الضم ، كما تشير القراءات الى السعي الاردني والفلسطيني الى اعادة احياء التضامن العربي كما كان قبل سنوات في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومواجهة صفقة القرن التي اعلنها الرئيس ترمب.
الموقف الملكي القوي الرافض بداية لصفقة القرن ثم الاعلان بان الضم سيؤدي الى صدام بين الاردن واسرائيل منح زخما قويا للتحركات الاردنية والفلسطينية وحتى العربية لافشال مخطط الضم .
الموقف الفلسطيني ايضا صلب فمنذ اعلان الرئيس الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة الى دولة اسرائيل اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قطع العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية ورفض اي اتصال مع الرئيس الاميركي او اي مسؤول في الادارة الاميركية ثم اعلن مؤخرا بان الاتفاقيات مع اسرائيل ملغية ووقف اي تنسيق مع اسرائيل بما فيه التنسيق الامني.
المرحلة القادمة ستشهد تأزيما في علاقات الاردن مع اسرائيل في ظل اصرار حكومة الاحتلال على مخططاتها تجاه الضم وتهويد القدس، فالموقف الاردني يعتبر الضم عدوانا على فلسطين و الاردن لذلك يجب مواجهة الضم وافشال هذه الخطوة الخطيرة التي ستؤدي الى قتل الدولة الفلسطينية وقتل اية فرصة للسلام في الشرق الاوسط.
الموقفان الاردني والفلسطيني القويان بحاجة الى موقف عربي داعم وقوي، فالاستفادة من الموقف الدولي تتطلب موقفا قويا من جامعة الدول العربية في مواجهة سياسة الضم.، فالمطلوب موقف عربي مساند للتحركات الاردنية والفلسطينية في مواجهة الضم، وايضا تحرك عربي موحد لايصال رسالة للادارة الاميركية ولاسرائيل بان الضم يعني تهديدا للامة العربية،ويضع المنطقة على شفير الهاوية والمواجهة، كما ان المطلوب من الدول العربية وقف كل اشكال التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني. (ماجد الأمير – الرأي)