مرايا – أثرت أزمة فيروس كورونا المستجد والقيود الناتجة عنها على كل ركن من أركان المجتمع بما في ذلك قطاع التعليم، حيث تم إغلاق المدارس في جميع أنحاء المملكة منذ بدايات شهر آذار الماضي تقريبا و على الرغم من بث الحصص على التلفزيون الوطني وقيام المعلمين بكل مايلزم لدعم طلابهم في التعلم عن بُعد فإن العديد من الأطفال كافحوا من أجل اكمال عامهم الدراسي وقد كان الأطفال ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم من بين الفئات الأكثر تأثراً بهذه الأزمة.
وتشير الإحصائيات الى أن ما نسبته 1.9% فقط من الأطفال ذوي الإعاقة في الأردن يتلقى خدمات تعليمية من إجمالي 1.396.868 طالب في المملكة.
وقامت منظمة ميرسي كور منذ عام 2013 من خلال برنامج التعليم الدامج بالوصول إلى أكثر من 5200 طفل من ذوي الإعاقة يتوزعوا على ما يقارب 160 مدرسة متواجدة في معظم محافظات المملكة وبالاضافة الى مخيمي الزعتري والأزرق للاجئين.
ويساعد برنامج التعليم الدامج التابع لمنظمة ميرسي كور بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والممول من اليونيسف والمفوضية الاوروبية للحماية المدنية والمساعدات الانسانية الأطفال ذوي الإعاقة على الالتحاق بالمدرسة كما يقدم الدعم التعليمي المتخصص لهم بالاضافة الى تزويدهم بالموارد والأدوات اللازمة وخدمات التأهيل مثل العلاج الفيزيائي والوظيفي والنطقي خلال اليوم الدراسي وبدون أن يترتب على ذلك أية تكاليف.
وأفادت ميساء أسمر نائب مدير برنامج التعليم الدامج في منظمة ميرسي كور ان وجود إعاقة لدى الاطفال لا يعني عدم قدرتهم على التعلم وانما حاجتهم إلى الدعم والأدوات المناسبة فقط للمضي قدما في مسيرتهم التعليمية.
كما اضافت نائب مدير برنامج التعليم الدامج ” عندما تم اغلاق المدارس بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد كنا نعلم أنه من المهم مواصلة تقديم الدعم لهؤلاء الأطفال وذويهم للتأكد من استمرارهم في مسيرتهم التعليمية.”
واستمر معلمو المنظمة المساندون خلال فترة الحظر بتقديم الدعم عن بُعد لحوالي 600 طالب (وهم الذين يقدمون الدعم الأكاديمي عادة في فيما يزيد عن 40 مدرسة خلال السنه الدراسية للأطفال من ذوي الاعاقة) حيث تلقى الأهالي والطلاب رسائل صوتية و مقاطع فيديو بشكل يومي تقريبًا لمساعدتهم على أداء المهام، بالاضافة الى ارشادهم على كيفية إنشاء أدوات ووسائل تعليمية لتشجيع ابنائهم على مواصلة التعلم، أما بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم اتصال مع شبكة الإنترنت، فقد قام المعلمون بتوصيل وتسليم دفاتر تتضمن أنشطة تعليمية ومن ثم متابعة الأنشطة معهم عبرالهاتف.
وفي سياق ذلك ابدت احدى الامهات سعادتها عن البرنامج حيث قالت : البرنامج مميز وفريد من نوعه وادى الى تحسين المستوى الأكاديمي لطفلي” فيما قالت أم أخرى: “تلقينا متابعة مكثفة أثناء فترة الحظر وبدأت ابنتي تقرأ وتكتب.
وعن رأي احد المعلمين في البرنامج : لقد تعلمت الكثير من خلال الدورات التي يوفرها برنامج التعليم الدامج وتعلمت أيضًا كيفية استخدام التكنولوجيا في التعليم ونشر المفاهيم الأكاديمية والتي كانت مفيدة بشكل خاص أثناء الحظر.
ان التعليم المتميز هدف يمكن تحقيقه من خلال دمج الاطفال ذوي الاعاقة في المدارس ونحن في منظمة ميرسي كور نؤمن أن من حق جميع الأطفال الحصول على فرصة في التعليم الجيد ونتشارك بذلك مع وزارة التربية والتعليم ومديريات التعليم والمدارس والتي تعمل على تسهيل تحقيق هذا الهدف لان التعليم هو بوابة الجميع للنجاح وللحصول على فرص مختلفة وامتلاك مفاتيح المستقبل.
يمكن أن يكون التعليم شريان حياة للأطفال ذوي الإعاقة ويجب بذل كل الجهود للتأكد من استمرار حصولهم على هذه الفرصة بالأخص في أوقات الأزمات.