مرايا – أكّد دبلوماسيون سابقون واقتصاديون وإعلاميون عرب، أهمية الدور الأردني في قيادة الحملة الدبلوماسية مع معظم الدول الأوروبية؛ لمعارضة خطة الضم الإسرائيلية لأراضي في الضفة الغربية المحتلة.
واعتبر البعض منهم، في لقاء نظّمه منتدى الفكر العربي عبر تقنية الاتصال المرئي،أخيرا، أن الموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية يعد أكثر تقدماً، حيث طالبوا بضرورة تعزيز دبلوماسية عربية متوافقة لمواجهة الرمال المتحركة في المنطقة.
ودعوا، في اللقاء الذي ناقش مستقبل الدور الأوروبي تجاه القضايا العربية الراهنة، إلى بلورة منطلقات لكتلة عربية تعمل على تعزيز الشراكة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وتفعيل هياكل للعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مؤكدين أهمية إعادة قنوات الحوار العربي الأوروبي، ودراسة نقاط القوة والضعف لدى الجانبين. وأشار البعض منهم، إلى أن التوقعات حول مستقبل موقف الاتحاد الأوروبي من الخطة الإسرائيلية لضم الأراضي ربما تصل إلى تجميد أنشطة سفراء إسرائيل في دول الاتحاد بحد أقصى.
وقّدم السفير العراقي الأسبق وأستاذ العلاقات الدولية الدكتورغازي فيصل حسين، خلال اللقاء، عرضا للكيفية التي يتبعها الاتحاد الأوروبي ومؤسساته في صياغة سياسة خارجية وعلاقات تعاون اقتصادية وسياسية وأمنية مشتركة، وخاصة في ما يتعلق بالتعاون والشراكة مع جنوب البحر المتوسط والشرق الأوسط والخليج العربي، مشيرا إلى أن الاتحاد يعتمد وفقاً لذلك على منظومات جديدة لضمان التدفق النفطي والوصول إلى الأسواق في دول الجنوب النامية، ومواجهة احتمالات نتائج عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة.
وقال الدكتور حسين، في اللقاء الذي أداره الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبو حمور، إن صلابة الموقفين الأردني والفلسطيني، وحجم الاحتجاج العالمي، أوقفا الخطة الإسرائيلية لضم المزيد من أراضي الضفة الغربية مشددا على أهمية دور الأردن في قيادة حملة دبلوماسية مع معظم الدول الأوروبية التي تعارض خطة الضم الإسرائيلية، وأهمية تحذيرات جلالة الملك عبد الله الثاني حول السياسات الإسرائيلية وما يسمى “صفقة القرن” من صراع في المنطقة.
وأضاف: إن خطة إسرائيل لضم المزيد من أراضي الضفة الغربية، جوبهت باعتراضات واحتجاجات من مئات النواب الأوروبيين، حيث وقّع 1080 من البرلمانيين الأوروبيين في 25 دولة على رسالة تُعارض الضم، وتنبه إلى مخاوف جدية من زعزعة الاستقرار في المنطقة، مما يفرض مسؤولية أخلاقية على أوروبا في هذا الصدد في تعزيز السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.
بدوره، دعا الدكتور أبوحمور إلى استثمار الجانب الإيجابي في العلاقات العربية – الأوروبية، وعلاقة الجوار الجغرافي والمصالح المشتركة، في العمل على الوصول إلى الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، والاستفادة من المناخ الأوروبي المعارض لخطة الضم الإسرائيلية، ومساندة الدور الأردني في مزيد من الحشد والتأييد العالميين، إلى جانب الحق الفلسطيني والحقوق العربية.
كما دعا أبوحمور إلى بلورة منطلقات لكتلة عربية تتعاون مع الاتحاد الأوروبي على تعزيز الشراكة التي تخدم مصالح الطرفين، والتعاون على إرساء الاستقرار والتنمية المستدامة الشاملة في المنطقة.
وأكّد السفير الإماراتي السابق وعضو المنتدى الدكتور يوسف الحسن، ضرورة إعادة قنوات الحوار العربي – الأوروبي الذي توقف بسبب تفضيل الاتحاد الأوروبي عقد اتفاقيات ثنائية مع الدول العربية وليس مع كتلة عربية موحدة؛ داعياً إلى دراسة نقاط القوة والضعف لدى الجانبين، ودراسة حصيلة نتائج المشاريع المتوسطية على تنمية جنوب البحر المتوسط، في حين ما يزال يشهد هذا الجنوب استمرارية الفقر وقلة التنمية وفقدان التماسك.
وشارك في اللقاء أيضا، المديرة التنفيذية لمؤسسة صوت النيل الإخبارية المصرية الدكتورة ابتسام مصطفى، ورئيسة تحرير مجلة “عرب أستراليا” في سيدني الإعلامية علا بياض، ومدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط في عمّان وعضو المنتدى المهندس جواد الحمد، وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو المنتدى الدكتور جمال الشلبي.(بترا)