مرايا – – نظمت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية أمسية احتفالية بمناسبة رأس السنة الهجرية مساء أمس الأربعاء في حديقة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني، اقتصرت على طابع معين نظرا للإجراءات الاحترازية بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، إن وزارة الأوقاف دأبت على الاحتفال سنويا بالمناسبات الاسلامية والتي تحظى في الاردن باهتمام ملكي ورعاية ملكية سامية تعظيما لشعائر الله عز وجل ورعاية للدين، حيث تحرص القيادة الهاشمية وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني على الرعاية والاهتمام بالمناسبات الدينية.
وأكد الخلايلة، أن الهجرة النبوية كانت بداية انطلاقة وعزيمة قوية لإنشاء الدولة الإسلامية، وهو ما يلهمنا بأن نكون متعاونين في بناء الأمة والمجتمع وأن نكافح الوباء سوياً لنعود إلى احتفالاتنا كما كنا سابقا.
وأضاف الخلايلة، أن الرسول عليه الصلاة والسلام علمنا الإيخاء والتعاون في ما بيننا كما علمنا كيف تكون علاقتنا بالمسجد وما يعنيه المسجد لنا في الإسلام، وعلمنا أيضا كيف نحدد العلاقة مع الآخرين من خلال وثيقة المدينة التي حددت العلاقة فيما بين المسلمين أنفسهم، وما بين المسلمين والأديان والشعوب الأخرى ليعيشوا جميعا تحت دستور واحد آمنين، كما أنه علمنا من خلال الهجرة النبوية الشريفة المرتكزات الأساسية لبناء الدولة من كل الجوانب.
ودعا إلى قراءة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام لأن الرسول عليه الصلاة والسلام هو القدوة الحسنة، لافتا إلى أن الاحتفال في الهجرة النبوية الشريفة يعتبر موسما للدعوة الى الاقتداء بالرسول الكريم وهو موسم للتذكير بصفاته وسيرته العطرة والاقتداء بهديه.
وأشار إلى أن الهجرة النبوية علمتنا الصبر فقد مر النبي عليه الصلاة والسلام بالكثير من الشدائد وكان وأصحابه أقوياء اشداء صبورين، وهو ما يجب أن نتعلمه خصوصا ونحن نمر بهذه الظروف التي يجب أن نصبر ونلتزم بالتعليمات الصحية والوقائية لنتغلب على الوباء ونعود كما كنا باذن الله تعالى.
من جهته، قال مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، إن الهجرة النبوية الشريفة كانت التغيير من العهد المكي الى العهد المدني الذي بدأت خلاله تتشكل الدولة القوية للمسلمين تحت قاعدة المحافظة على الدين والتمسك فيه والمحافظة على دعائمه، فهي السياج الذي يحفظ حقوق الناس ويحدد واجباتهم.
واضاف الخصاونة، أنه يتوجب على الأمة الإسلامية المحافظة على اخلاقها بالعقيدة السليمة والنظام الإجتماعي السليم لتبقى أمة قوية، وهذا ما ركزت عليه الدولة في المدينة المنورة، فالنبي عليه الصلاة والسلام أراد أن يزرع هذه القيم في المسلمين، وقد ركز عليه في المدينة المنورة.
وقال، إن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يعلمنا درسا مهما من الهجرة النبوية الشريفة وهو الصبر الذي يعتبر ركيزة أساسية في استمرار الدعوة إلى الدين، فالعقيدة تحتاج إلى جهد كبير وبذل مجهود بالنفس والمال والأرواح، لافتا إلى أن الصبر كان أساسا في ثبات وانتشار الدين الاسلامي.
وأشار الى انه وخلال الإحتفال بالمناسبات الدينية، نستذكر المناسبات التي جاء بها الإسلام، ونستذكر صبر الرسول عليه الصلاة والسلام وصلابته وصلابة أصحابه عليهم السلام، وهو ما يتوجب معه أن نستحضر الهجرة النبوية واستحضار هذه الذكرى المهمة والتي تعلمنا الصبر والايخاء والتعاضد، حيث نقلت المسلمين من عدد قليل وضعيف إلى دولة قوية، فالهجرة النبوية الشريفة فيها من العبر والدروس الكثير، فقصصها وعبرها نتعلم منها الحفاظ على ديننا الحنيف.
من جهته، قال رئيس جامعة العلوم الاسلامية الدكتور وائل عربيات، إن الهجرة النبوية تحمل العديد من الرسائل والدروس المتجددة أهمها حب الوطن، فالرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يحبون مكة المكرمة، وقد خرجوا منها غصباً للحفاظ على الدين وليقيموا الدولة الكبيرة للمسلمين، واشار الدكتور عربيات إلى أن الدعوة الاسلامية انتقلت بعد الهجرة من الدعوة إلى دولة لديها أركان وقوة وأصبح شكل جديد في العمل الدعوي الاسلامي، حيث انشأت الدولة الاسلامية ووضعت المبادئ العامة للتعامل ما بين الناس وتشكيل مفهوم الامة الجديد.
وأكد عربيات أهمية احترام الآخر وتأكيد القيادة الهاشمية على ذلك، حيث ان المواطنة ركيزة لدينا في الاردن وهي مستمدة من عهد الرسول عليه الصلاة و السلام، مشيرا الى العهدة العمرية وإعطاء الأمان لسكان المدينة، والذي استمر حتى العهد الهاشمي، فجلالة الملك عبد الله الثاني أكد أكثر من مرة التزامه في العهدة العمرية، وهذا تأكيد على الإلتزام والإستمرار التشريعي، وهو نهج مستمر. واشتملت الإحتفالية التي أدارها مدير مديرية أوقاف عمان الثانية فضيلة الدكتور أحمد الخلايلة على وصلات إنشادية.(بترا)