مرايا – فيما تتواصل التحذيرات الحكومية من انقراض الحمير في الأردن، إثر تناقص أعدادها في السنوات الأخيرة بشكل كبير ووصولها لمستويات غير مسبوقة، نرى أن تجارتها تزدهر في العديد من مناطق العالم طمعا في حليبها وأجبانها.
فيما تتواصل التحذيرات الحكومية من انقراض الحمير في الأردن، إثر تناقص أعدادها في السنوات الأخيرة بشكل كبير ووصولها لمستويات غير مسبوقة، نرى أن تجارتها تزدهر في العديد من مناطق العالم طمعا في حليبها وأجبانها.
ولطالما اعتبر الحمار رمزا للغباء ومدعاة للسخرية بدعوى أنه عديم الفائدة، غير أن حاله تغيرت في إيران، وتفوقت قيمته على الكثير من الحيوانات الأصيلة الأخرى، وتخطت استخداماته نقل البضائع والركوب، وصار إنتاجه نشاطا اقتصاديا مربحا.
وبات الحمار في عدد من المناطق الإيرانية منتجا للحليب والجبن والزيت واللحم، وأضحى من الممكن الاستفادة من جلده، وحتى فضلاته تستخدم في الطب التقليدي، وتباع بأثمان مرتفعة.
وانتشرت في الفترة الأخيرة مزارع تربية الحمير في إيران لتنوع مشتقاته الحيوانية، وتعدد طرق الاستفادة منه، ومردودية تجارته، وانخفاض تكاليف تربيته مقارنة بغيره من الحيوانات والدواب التي يستخدمها الإنسان عموما.
وفي صربيا تصنع مزرعة ما يُعتقد أنّه أغلى أنواع الجبن في العالم، إذ يُباع الكيلوغرام الواحد منه مقابل 1000 يورو (1328 دولاراً)، لكنك قد تصاب بالدهشة إن علمت أنّه مصنوع من حليب الحمير!
ويتميز جبن الحمير بلونه الأبيض وطعمه الغني اللذيذ، بالإضافة إلى فوائده الصحية، إلا أن كيلوغراماً واحداً منه، يحتاج إلى 25 ليتراً من حليب الحمير، المعروف بندرته وقلة إنتاجيته، وفقاً لموقع “ذا إيكونوميكس تايمز”.
وكان صانع الجبن سلوبودان سيميتش، وفريقه من المزارعين، منذ عام 2012، يحلبون إناث الحمير في قطيع مكوّن من أكثر من 200 حمار، تعيش في محمية طبيعية شمالي صربيا تدعى Zasavica.
ويُعتقد أنّ حليب الحمير يمتاز بخصائص مشابهة لحليب ثدي الأم، ويروّج له سيميتش كعلاج لمجموعة من الأمراض، بما فيها الربو والتهاب الشعب الهوائية، ويقول: “يمكن للطفل تناول هذا الحليب من يوم ولادته، من دون تخفيفه، إنّه إحدى أعاجيب الطبيعة”.
ولا توجد دراسات كافية تثبت جميع الفوائد الصحية التي تشاع عن حليب الحمير، إلا أنّه غني بالبروتين، واعترفت به الأمم المتحدة بديلاً جيداً، لمن يعانون من الحساسية تجاه حليب الأبقار.
وفي العودة إلى أسباب انقراض الحمير في الأردن، قالت مسؤول في وزارة الزراعة، إن سبب تراجع أعداد الحمير في الأردن يعود إلى التطور المجتمعي وتطور الحياة في الأرياف والبوادي وكذلك، الانتقال من حالة اجتماعية إلى أخرى.
كما تراجع الطلب على الحمير بسبب تراجع الحاجة لها مقارنة بالعقد الماضي وما قبله.
وتزداد التحذيرات من انقراض الحمير في الأردن مع تواصل نقصان أعدادها، وتحديدًا الحمار البلدي الذي بات على مشارف الانقراض في الأعوام المقبلة.