مرايا * وصف الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في الأردن (الفاو) نبيل عساف، الاستراتيجية الوطنية الأردنية للتنمية الزراعية 2020 إلى 2025 بـــ “فرصة لتعميق الشراكة بين المنظمة والمملكة”.
وقال عساف في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم السبت: إن المنظمة تخطط لتنفيذ مشاريع استراتيجية مع الحكومة في مجال الزراعة من اجل تدعيم الأمن الغذائي عبر زيادة إنتاجية النظم الزراعية في المملكة.
واضاف أن الاستراتيجية الوطنية وضعت الفاو على لائحة الشركاء الرئيسيين؛ ما يعزز قدرات المملكة في استخدام المياه واستدامة نظم الإنتاج الزراعي بما فيها الغابات، والصيد البحري وتربية الأحياء المائية، وحماية التنوع البيولوجي عبر الإدارة المستدامة للغابات والمراعي في ظل التحديات التي تواجهها الموارد الطبيعية من طلب متزايد على الغذاء، وتنمية القدرات لمكافحة الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية العابرة للحدود، وتكثيف الزراعة الذكية مناخيا، ودعم إدرار الدخل وتحقيق الأمن الغذائي.
واشار عساف إلى أن المنظمة تعنى بتوفير الدعم اللازم للمشاريع والأولويات الحكومية في مجال الزراعة من خلال توفير التقنية والتمويل اللازم عبر الدعم الموجه للأردن في إطار برنامج التعاون التقني أو ضمن المشاريع الإقليمية التي تنفذها المنظمة والمرتبطة بالأمن الغذائي ومكافحة الآفات وندرة المياه ما يسهم في دعم المؤسسات الحكومية والمزارع الأردني.
وأوضح أن الفاو عملت جاهدة بالتنسيق مع المعنيين بالزراعة والأمن الغذائي في الدول كافة لإنقاذ المواسم الزراعية على الصعيد العالمي في ظل الإجراءات المتخذة في الدول الأكثر تضررا من جائحة كورونا، وتأمين الاستثناءات اللازمة لاستمرار نظم الإنتاج الزراعي واستمرارية سلاسل الإمداد.
ولفت إلى أن الجائحة كشفت عن هشاشة النظام الغذائي على الصعيد العالمي في ظل الأزمات المستجدة، وأظهرت مدى أهمية التعاون الدولي في إطار تنفيذ الأجندة 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ما يدعو لإيجاد أرضية أكثر صلابة لتدعيم الأمن الغذائي العالمي في ظل التحديات والأخطار ذات البعد العالمي مثل جائحة كورونا.
وبين أن التدابير المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا في البلدان، أدت الى تباطؤ الاقتصاد العالمي ما أثر بشكل مباشر على الكثير من الدول، ودفع المجتمع الدولي نحو إيجاد الحلول الناجعة للحد من انتشار الفيروس مع تفعيل النشاطات الاقتصادية قدر الإمكان، في ظل صعوبة الموازنة بين فرض إجراءات الصحة والسلامة الصارمة والحفاظ على حركة الاقتصاد في آن معا. ودعا عساف إلى التركيز على وضع خطط عمل للأمن الغذائي وتنفيذها في هذه الأوقات الصعبة، منها ضمان استمرارية سلسلة الإمدادات الغذائية العالمية، والتنسيق والتشاور المؤسسي مع جميع الجهات الفاعلة في سلسلة القيمة الغذائية مع تنفيذ التدابير الصحية لوقف انتشار كوفيد-19، وحماية الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم والفئات الضعيفة بما في ذلك المزارعون، ودعم الزراعة الأسرية، وصغار المنتجين والشباب الريفيين وتشجيع الابتكار، وتعزيز النظم الغذائية الصحية أثناء الجائحة وبعدها، ودعم العمل الجماعي الإقليمي لحماية المتضررين من الأزمات في المنطقة.
وعرض لمشاريع الفاو في الأردن لهذا العام، منها إعداد مذكرة تفاهم لصندوق المناخ الأخضر في الأردن لبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ باستخدام نهج المياه والزراعة والطاقة والربط، ومأسسة المعارض الزراعية في الأردن لدعم صغار المزارعين في تسويق منتجاتهم وسلعهم، ومكافحة سوسة النخيل الحمراء وتحسين سبل عيش المزارعين الأردنيين، ودعم الاستخدام الفعال للمياه في الزراعة الأحيومائية والزراعة المائية، وتقديم الدعم الفني لإعداد مقترح تمويل لمشروع بناء القدرة على التكيف مع التغير المناخي في الأردن.
وتابع، كما تشمل مشاريع المنظمة في الأردن تلبية احتياجات الفئات الضعيفة، وزيادة مرونة أنظمة إدارة المياه والموارد الزراعية لتغير المناخ، وتقييم تأثير كورونا على النظم الغذائية، وتطوير أدوات نقل التكنولوجيا الرقمية لتعزيز الزراعة لمواجهة الصدمات والتغيرات المناخية في سياق فيروس كورونا لمعالجة زيادة الإنتاجية الزراعية والدخل على نحو مستدام، وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وتخفيض أو إزالة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتحسين سبل المعيشة الريفية والظروف البيئة والوظائف الخضراء من خلال الاستفادة المتكاملة من بقايا النفايات العضوية ومياه الصرف الصحي المعالجة والمخلفات الصلبة لإنتاج الطاقة المتجددة والسماد في محافظة المفرق. ومن المشاريع أيضا، الحد من ندرة المياه وزيادة الطلب على الغذاء والطاقة في الأردن، وتوفير سبل المعيشة مع تزايد عدد السكان وزيادة الطلب على الطاقة، وتعزيز سبل العيش المستدامة والأمن الغذائي للمجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين في الأردن ولبنان من خلال تعزيز التنمية المستدام وتحقيق أهداف التغلب على تدهور الأراضي من خلال الإصلاح والإدارة المستدامة.
ولفت إلى المشاريع الإقليمية والعالمية التي تسعى لتنفيذها المنظمة، منها تنفيذ خطة عام 2030 لكفاءة المياه والإنتاجية واستدامة المياه في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا.
يشار إلى أن مجموع قيمة المشاريع الممولة في الأردن منذ عام 2015، بلغ نحو 9ر17 مليون دولار، أما المشاريع الحالية في الأردن فتبلغ قيمتها 2ر13 مليون دولار.