مرايا – قال عضو اللجنة الوطنية للأوبئة والناطق باسمها الدكتور نذير عبيدات إننا ما نزال في الموجة الاولى من انتشار فيروس كورونا، وأن الموجة الثانية للفيروس ليست حتمية اذا ما تغلب العالم عليه ضمن موجته الأولى.
وفي حوارية عقدها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي مساء أمس الاثنين، بعنوان “سيناريوهات كورونا” تم بثها على منصة “زووم” وصفحة المؤسسة على فيسبوك، وأدارتها أخصائية الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتورة ميساء منصور، لفت عبيدات إلى انه عندما يكون هناك موجة ثانية، فإنها تحدث بسبب الطفرات الأكثر شراسة، مبينا أن المرض لن يكون موسميا بسبب طبيعة الفيروس. وقال “اننا في الأردن علينا أن نعمل جاهدين لنبقى في المرحلة الثالثة من الفيروس”، معتقدا بأن الوضع في الأردن يتأرجح بين المرحلتين الثالثة والرابعة، وأن الحالات التي تسجل حاليا أصبح مصدرها معروفا، بينما الحالات غير معروفة المصدر قليلة جدا.

ولفت عبيدات إلى أن الفيروس يصيب جميع الفئات والاعمار حتى الاطفال، لكنهم الأقل عرضة للمرض والأقل خطورة، بينما تزيد نسبة خطورة المرض كلما زاد العمر، مبينا أن نسبة إصابة الذكور بالفيروس تبلغ 60 بالمئة فيما نسبة اصابة الاناث 40 بالمئة.

وشرح عبيدات المراحل الأربع للفيروس، اذ تتمثل الاولى بالدول التي لا يوجد فيها اصابات بالفيروس، وعددها قليل، والمرحلة الثانية تخص الدول التي يوجد فيها حالات متفرقة وعددها أيضا قليل.
وأوضح أن معظم الدول تتركز في المرحلتين الثالثة والرابعة، حيث يتواجد في المرحلة الثالثة بؤر للفيروس، وهي بؤر معروفة لدى المؤسسات الصحية وتتعامل معها فرق الرصد والتقصي وتستطيع تشخيص الحالات وقد تسيطر على هذه البؤر، والمرحلة الرابعة هي مرحلة الانتشار المجتمعي وفي هذه المرحلة لا بد من المضي باستراتيجية مختلفة للتعامل مع الوباء. وعن سبب التغير في استراتيجية الحكومة في التعامل مع الوباء، بين عبيدات انه في بداية انتشار الوباء لم تكن لدينا معلومات كافية عن الفيروس وكيفية انتشاره وتطوره وخطورته، واليوم أصبح لدينا واقع جديد ومن غير الحكمة أن نتعامل مع الوباء كما كنا نتعامل معه سابقا، إذ أن كل دول العالم أصبح لديها قناعة بتأثير الفيروس سلبيا على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، مشيرا الى أنه اذا تأثر الاقتصاد تأثر قطاع الصحة والخدمات المقدمة في النهاية.

وأكد أنه لا يجب أن ننظر الى الموضوع فقط من ناحية وبائية دون النظر الى الجوانب الأخرى، لذلك هناك اليوم واقع جديد علينا تقبله يقول إن هذا الوباء سيبقى معنا وربما لفترة، لا نعلم متى ستنتهي، والآمال معقودة على توفر مطاعيم في المستقبل، وفي أحسن الظروف وفي حال انتاج هذه المطاعيم، فإنها لن تكون متوفرة بكل دول العالم قبل منتصف العام المقبل. وحول بداية العام الدراسي الجديد وعودة التلاميذ الى المدارس، اكد عبيدات انه يجب علينا تقبل الواقع الجديد، وأن نوازن ما بين الفاقد الذي تعرض له الطلبة والانعكاسات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والنفسية التي دخلوا فيها جراء الفيروس، لافتا الى ضرورة أن يتم تعويض ما فاتهم وما سيفوتهم إذا ما بقيت المدارس مغلقة، داعيا الى الاستعداد لعودة آمنة بقدر الإمكان.

وقال إن الإجراءات والبروتوكولات التي تم وضعها تهدف الى المحافظة على الطلبة والمعلمين وإدارة المدارس، حيث تم وضع هذه البروتوكولات حسب ما هو متعارف عليه عالميا وبما أوصت به منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف.

وحول ما اثير عن تجربة مطعوم جديد على بعض الأشخاص في الاردن، أكد عبيدات ان هذا المطعوم أعطي كدراسة سريرية، وهو لقاح طورته شركة صينية معروفة في هذا المجال بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وشارك الأردن مع الإمارات في إعطاء نحو 500 شخص هذا المطعوم، مشيرا الى أن هذا الإجراء مر بجميع المراحل والإجراءات التي يجب أن يمر بها من موافقات اللجان المعنية، بما فيها اللجان الاخلاقية والمؤسسية والمؤسسة العامة للغذاء والدواء.