مرايا – لم يتحفظ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الكشف عما دار في لقاءاته مع السياسيين في لبنان والتلويح بفرض عقوبات على الساسة الفاسدين، لكنه آثر الحفاظ على أسرار لقائه بفيروز قائلا إنه يحترم ”السر“ الذي تحيط به (جارة القمر) نفسها.
وفي مؤتمر صحفي بقصر الصنوبر في بيروت اليوم الثلاثاء في ختام زيارة استمرت يومين انهمرت أسئلة الصحفيين على ماكرون للحديث عما دار في اللقاء ليل الاثنين فحرص الرئيس الفرنسي على الإجابة فقط عما يتعلق به شخصيا.
وقال ”في ما يتعلق بفيروز اسمحوا لي أن أحافظ على خصوصية هذا اللقاء. أستطيع أن أقول ما شعرت به وما قلته لها شخصيا. أنا قلت إنني أشعر بالرهبة أن أكون أمام ديڤا مثل فيروز.. هذه الفنانة الوطنية، وأن أرى جمالها وهذا السحر الذي تتمتع به وهذا الوضوح السياسي والوعي السياسي“.
واعتبر ماكرون أن صوت فيروز ليس ”قطعة اكسسوار في مثل هذه الأزمة“.
وقال ”أعتقد أنها تحمل بشكل ربما واقعي أو غير واقعي جزءا من لبنان الحلم، وصوتها مهم للغاية بالنسبة لكل الأجيال التي رافقتها“.
وتابع قائلا إن صوت فيروز لا يزال مهما.
وأضاف ”لن أتحدث عنها بالتأكيد لأنني أعتقد أن هذا جزء من الحلم والسر الذي تحيط نفسها به.. هذا السر هو جزء من فيروز“.
وفي عبارة تعكس عمق اللقاء والحرص على الحفاظ على أسراره ختم ماكرون تصريحاته للصحفيين قائلا ”لقد تحدثنا ..وأيضا صمتنا“.
وعقب اللقاء قال ماكرون لقناة الجديد التلفزيونية إن فيروز ”جميلة وقوية للغاية، تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي.. عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا“.
وعندما سئل عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها (لبيروت)، وهي الأغنية التي كانت تبثها أغلب القنوات اللبنانية المحلية أثناء عرض صور الانفجار الهائل في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس آب الذي أودى بحياة 190 شخصا على الأقل ودمر أحياء بأكملها وتسبب في تشريد 250 ألف شخص وهدم مؤسسات تجارية وأطاح بإمدادات الحبوب الأساسية.
وعلى مدى تاريخها الحافل، نالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين، فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988 ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998.