مرايا – وجه عضو مجلس النقابة الصحفيين الزميل خالد القضاة مجموعة من النصائح للزميلات والزملاء المكلفين بتغطية الانتخابات النيابية المقبلة.
وبين ان التغطية الصحفية للانتخابات تتميز بتنوع وتشابك مع كل القطاعات، وتتطلب العمل تحت ضغط الممد الزمنية وفي مساحة جغرافية واسعة ومنضبة بأطر قانونية وتصاريح خاصة فيها تمييز ايجابي، وتنافس شديد بين المؤسسات الإعلامية يتبارى فيها مندوبها على المواقف والالتقاطات الذكية التي لا تتكرر إلا في الحالة الانتخابية.
وقال ان هذه التشابكات توجب على الصحفيين امتلاك مهارات خاصة تعينهم على القيام بتغطية صحفية مميزة تراعي دينامكية دوران عجلة الانتخابات بكل مراحلها.
وفي هذا السياق أقدم القضاة مجموعة من النصائح للمكلفين بتغطية الانتخابات من المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والأجنبية جاءت على النحو التالي:
– الانتخابات النيابية استحقاق دستوري يتجاوز مفردات العرس الديمقراطي والمكارم في التغطية الصحفية.
– الهيئة المستقلة للانتخاب هي صاحبة الولاية بإجراء الانتخابات بكل مراحلها، من تحديد موعد الاقتراع حتى صدور النتائج بالجريدة الرسمية.
– الحكومة ليس لها علاقة بالانتخابات ودورها ينحسر في وضع كل إمكاناتها البشرية واللوجستية بتصرف الهيئة المستقلة للانتخاب وأي تصريح حكومي خارج هذا الإطار هو تدخل غير قانوني بعمل الهيئة واستقلاليتها.
– الحصول على تصريح صحفي خاص من الهيئة ممارسة فضلى وتمييز ايجابي، ولو كان هنالك توسع غير مبرر بمنح التصاريح فهذا عيب بالممارسة وليس عيبا في اصل المبدأ.
– الإطلاع على قانون الانتخاب ودراسته بشكل معمق طوق نجاة للصحفي في التغطية الصحفية، يرشده في وضع مخطط زمني للتغطية الصحفية وينجيه من طرح أسئلة أو استفسارات تتعارض مع النصوص القانونية المعلنة.
– منح الهيئة تصريح لك للتغطية الصحفية لا يعني على الإطلاق انك أصبحت جزءا من منظومة الهيئة أو تابع لها، مارس عملك بكل حرية وتذكر انك مندوب مؤسستك الإعلامية في الهيئة وليس العكس.
– لا تسأل عن المسموح لك بالتغطية الصحفية، فالإجابة على هذا السؤال ستضع عليك قيودا من المجيب، فالأصل بالأمور الإباحة، واطلع على ما يحظر على الصحفي القيام به أثناء الانتخابات حيث وردت في قائمة قصيرة بقانون الهيئة والأنظمة والتعليمات الصادرة بموجبه.
– أنت مراقب على أعمال الهيئة، ولكن عملك الصحفي يخضع أيضا للمراقبة والتدقيق من قبل المراقبين المحليين والدوليين فتعاون معهم وأجب عن استفساراتهم.
– أكثر المواد الصحفية دقة بالانتخابات تلك التي تقارن بين قيام الهيئة بواجباتها قبل وأثناء وبعد يوم الاقتراع مع القانون، فالكشف عن أي انتهاكات أو تجاوزات للقانون تنصب في صلب عملك.
– اضبط مصطلحاتك أثناء التغطية وفقا للقانون، فهنالك فرق كبير بين الناخبين والمقترعين، وكذلك بين الأوراق البيضاء والأوراق الباطلة.
– تخلص من أي قناعة سابقة بان الانتخابات ستكون مزورة فتلك القناعة ستكون قيدا عليك دون أن تشعر، ولكن لا تغفل هذا من مراقبتك لمجريات العملية الانتخابية، واكتب عنه بسند قانوني وابحث إذا كان ممنهجا أو اجتهادات فردية.
– استعد جيدا ليوم الاقتراع، فأمامك يوم عمل طويل وشاق، وتأكد أن كل المعدات جاهزة للاستخدام، وان تزيل من هاتفك النقال كل الصور والفيديوهات الشخصية والمحادثات، وان فيه سعة كافية لتخزين فيديوهات وصور، وان لديك حزم انترنت كافية، إضافة لبطارية شحن احتياطية وارتدي ملابس فضفاضة ومريحة.
– ضع لنفسك خطة مرنة تضمن فيها حضور فتح الصناديق في الصباح وزيارة عدد من مراكز الاقتراع المنتقاة بتنوع مناطقي وبدوائر مختلفة وتنتهي في مركز للفرز.
– تصريحك الصحفي لا يخولك تجاوز القانون أو إعاقة عملية الاقتراع، مثل إصرارك على الدخول بسيارتك لمراكز الاقتراع.
– تستطيع التقاط الصور كيفما تشاء دون إذن مسبق سواء لمراكز الاقتراع أو لسير عملية الانتخاب أو للجان أو للمقترعين أو لقوات الأمن، ولكن يحظر عليك الاقتراب من مناطق الخلوة حتى لا تمس بسرية الاقتراع، وتجنب التقاط الصور الشخصية، فأنت معني بسير الانتخابات أكثر من عنايتك بالأشخاص القائمين أو المشاركين فيها.
– حافظ على بطاقتك الصحفية الصادرة عن الهيئة وأبرزها دائما للمخولين بالتدقيق والإطلاع عليها، وتحفظ على التدقيق من أي شخص بالزي المدني، ولا تقبل بإبراز وثيقة داعمة لها لان في ذلك طعن بوثيقة رسمية صادرة عن الهيئة المستقلة للانتخاب تعادل بصدقيتها ورقة الاقتراع.
– إذا تعرضت لإعاقة لا تنفعل، وابحث على الإجابات للأسئلة التالية: هل عملية إعاقة الصحفيين ممنهجة او اجتهاد فردي، هل الإعاقة تقصدك أنت بشخصك أو مؤسستك الإعلامية، وبناء على ذلك يكون مستوى التدخل لمساعدتك وإزالة العوائق إمامك.
– تجنب العمل في الدوائر الانتخابية في منطقتك الجغرافية، وان لم تستطع فقف من جميع المرشحين وأنصارهم على مسافة واحدة، ولا تمرر المعلومات التي لديك لأي طرف.
– إذا كنت من أنصار احد المرشحين سواء من ناحية عشائرية او فكرية فهذا حقك ولكن افصل تماما بين عملك الصحفي وانحيازك لأحد المرشحين لان تبعات مواقفك ستطاردك حتى بعد انتهاء الانتخابات وإعلان النتائج.
– لا ترتدي ملابس عليها ملصقات للمرشحين فهذا قد يعرضك لسحب البطاقة الصحفية منك، فالعمل الصحفي لا يقبل الازدواجية، فإما ان تكون مناصرا آو صحفيا ولا يجوز الجمع بين الصفتين على الإطلاق.
– ارصد الجرائم الانتخابية عن بعد ولا تخوض في التحقيقات الاستقصائية لا ثباتها فالوقت لا يسعفك، وقد تجد نفسك وقعت في شبهات هذه الجرائم إلا إذا كان لديك تفويض وتكليف خطي من رئيس التحرير.
– لا تقبل وضع اسمك على مادة صحفية دون علمك، واحتفظ بالنسخ الأصلية من كل ما تبعثه لمؤسستك سواء من نصوص مكتوبة او من صور وفيديوهات، فهذا يجنبك مسؤولية سوء الربط والاجتزاء او التوظيف الخاطئ، ولا تقبل عرض المادة على أي جهة قبل النشر.
– حافظ على تواصل دائم وتعاون مع مختلف الزملاء في مؤسستك وفي المؤسسات المنافسة، وتبادل المعلومات معهم فالتنسيق في هذه الحالات واجب.
– على كل مؤسسة تعيين ضابط ارتباط معني بالتواصل الدائم مع كل المندوبين بالميدان لتنسيق العمل وتبادل المعلومات وللحفاظ على سلامتهم.
– يوم الاقتراح تتسارع به الإحداث وتتشابك ويعتبر من البؤر الساخنة للعمل الصحفي، توقع كل الاحتمالات وضع كل السيناريوهات لمواصلة العمل آو الانسحاب، وترك سيارتك بعيدا ولا تضع عليها أي علامات تدل على عملك الصحفي.
– تذكر أن هذه الانتخابات ستجري بظروف استثنائية بسبب كورونا، وقد ينعكس ذلك على حركتك لضمان التباعد ويتطلب منك الالتزام بالإجراءات الصحية.
– الصحفيون من أكثر القطاعات العاملة في الانتخابات تجوالا واتصالا مع الجميع، وهذا يتطلب منهم الالتزام إجراءات صحية متشددة، فلا تعود إلى مؤسستك على الإطلاق واعمل عن بعد، واعزل نفسك عن عائلتك لأيام واخضع نفسك للفحص بأسرع وقت.
– عقم أدواتك باستمرار ولا تستخدم الميكروفونات الأسفنجية وابتعد عن إجراء المقابلات بين الحشود واعتذر عن أي ضيافة، ودقق في خلفية ما يظهر على الشاشة وقت البث المباشر، واختر آنت من تجري معهم المقابلات ولا تقبل أي اقتراح لضيوفك من أي طرف.
– في المؤتمرات الصحفية اسأل بشكل مباشر وابتعد عن تقديم مداخلة آو عبارات الشكر آو الاستعراض، وابدأ مادتك الصحفية بإجابة الهيئة على سؤالك، ولا تقبل تمرير أي سؤال لك من أي جهة كانت.
ختاما العمل الصحفي بالانتخابات جزء من العملية ككل، وهو جهة رقابية مستقلة تمارس سلطاتها بكل حرية، ولا تستقيم الأمور بدون الصحفيين، ونحن اقدر على تقدير المواقف وتحمل المسؤولية، ومن يراهن على وعي المؤسسات الإعلامية ومهنية الزميلات والزملاء العاملين فيها يكسب.