مرايا – قال وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي: إننا في الأردن ننظر للتربية الإعلامية على محورين كأداة لحماية المجتمع من المعلومات الضارة والتضليل وكأداة لتمكين المجتمع لاستخدام مصادر المعلومات والإعلام من اجل التنمية والتقدم وتحسين نوعية الحياة.
وأضاف الدكتور الطويسي خلال مشاركته في المنتدى الافتراضي (الأسبوع العالمي للتربية الإعلامية والمعلوماتية) في الفترة 24 إلى 31 الشهر الحالي) بعنوان حشد الشراكات والموارد من اجل التربية الإعلامية والمعلوماتية وتنظمه منظمة اليونسكو باستضافة جمهورية كوريا، أن الأردن الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي اعتمدت رسميا خطة وطنية متكاملة لنشر مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية، ويسعى أن يكون بيت خبرة للممارسات الجيدة في هذا المجال؛ وبالتحديد في زيادة وتجويد المحتوى المعرفي حول التربية الإعلامية والمعلوماتية باللغة العربية ومواجهة التضليل بأشكاله كافة.
وبين أن وزارة الثقافة بدأت اخيرا وبالتزامن مع جائحة كورونا المستجد وما رافقها من جائحة للمعلومات المزيفة، حملة وطنية لرفع قيم المصداقية ونشر مفاهيم ومهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية بهدف رفع مستوى الوعي في المجتمع لضمان التعامل الرشيد مع وسائل الإعلام ومصادر المعلومات، كما تتضمن الحملة منصة إلكترونية “ثقتنا” لتكون اكبر مجتمع معرفي باللغة العربية حول التربية الإعلامية والمعلوماتية.
وذكر الدكتور الطويسي أن منصة “ثقتنا” تتضمن 40 درسا للتعريف بمفاهيم ومهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية بشكل تفاعلي، وهذه الدروس متوفرة باللغة العربية ولم تكن سابقا متوفرة على شبكة الانترنت، لافتا إلى مسابقة “صدقني” التي تسمح للمشاركين الاستفادة من الدروس المتوفرة وتقييم أنفسهم وفق ثلاثة حقول “انا أفهم”، و”أنا أشارك” التي يقدم المشارك فيها فيديو قصيرا أو مقالة تتناول احدى مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية، و”أنا أرصد” التي تقدم فرصة للمشارك للتحقق من إشاعة أو خبر كاذب منتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأكد في ورقته التي قدمها ضمن المنتدى الذي يقام سنويا وتتواصل فعالياته حتى بعد غد على هامش فعاليات الاسبوع العالمي للتربية الإعلامية والمعلوماتية، أن التربية الإعلامية والمعلوماتية وفق الخطة الوطنية الأردنية ستكون أداة لتطوير الموارد البشرية وتحسين جودتها، وتطوير الإعلام وتحسين المهنية الإعلامية وتمكين المواطنين من الوصول إلى المعلومات العامة. كما أكد أن التربية الإعلامية سيكون من شأنها زيادة المشاركة السياسية والاجتماعية وتحديدا للمرأة والشباب، وزيادة الوعي بحقوق الإنسان، واهمية احترام التنوع الثقافي، وتمكين المجتمع وتحديدا الشباب في مجال حرية التعبير والتفكير النقديّ، والإبداع، والريادة.
وأوضح في جلسة بعنوان سياسات واستراتيجيات التربية الإعلامية والمعلوماتية الوطنية، أن الخطة الوطنية للتربية الإعلامية التي تقوم على تنفيذها الوزارة، بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والشباب تتضمن أربعة مجالات، وتسعى لإدماج مفاهيم ومهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية في النظام التعليمي الأردني وانشطة المؤسسات الثقافية والشبابية وفي المجال العام من خلال وسائل التنشئة والتثقيف. وأشار إلى إدماج مفاهيم ومهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية في انشطة مؤسسات بناء الإنسان؛ مثل المراكز الشبابية والهيئات الثقافية عبر إطلاق مشروع وطني للتربية الإعلامية والمعلوماتية لدى المراكز الشبابية في انحاء المملكة كافةً، والتعريف بمفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية من خلال البرامج الوطنية الموجة للشباب؛ مثل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف وجهود مكافحة العنف الجامعي، وكذلك دعم مبادرات التربية الإعلامية والمعلوماتية من قبل منظمات المجتمع المدني للترويج التعليم للحياة والموجه للمجتمع عامة.
ولفت الطويسي إلى نشر مفاهيم ومهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية في الحياة العامة من خلال الإعلام ومنظمات المجتمع المحلي ضمن محاور التربية الوطنية والتي تروج عبر الإعلام ومنظمات المجتمع والمرأة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ونظام النقل العام. وقال إن الاهتمام الرسمي بالتربية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن بدأ منذ عام 2016 ، وجرى تنفيذ العديد من المشاريع التجريبية في المدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني، كما شهدت هذه الفترة اطلاق أول مرصد للتحقق من الأخبار والمحتوى الإعلامي من قبل معهد الإعلام الأردني.
وبين أن الجهود الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني التي بدأت منذ نحو عامين تكللت بموافقة مجلس الوزراء على (الخطة الوطنية لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية ) في شهر تموز الماضي، والتي تعني الانتقال من المشاريع التجريبية للعمل المنظم على المستوى الوطني، وهذه الخطة التي اعدت وقدمت من قبل وزارة الثقافة تستمر اربع سنوات.(بترا)