مرايا – علق الوزير السابق صبري الربيحات، الاحد، حول تصريح وزير الصحة المتعلق بالوضع الوبائي في المملكة وعدم علمه كيف ستكون الأمور.

وقال الربيحات، إن “تصريح عبيدات مرعب وينبغي ألا يصدر عن وزير صحة اقسم بان يعمل كل ما بوسعه ليخدم الامة ويقوم بواجباته خير قيام. نحن لا ننتظر من الوزراء ان يتألموا معنا ويتفهموا مصائبنا وويلاتنا ويلقون باللوم علينا بل ليتحملوا مسؤولية رعايتنا وتخليصنا من الآلام والمنغصات مستخدمين الأموال التي تجنيها الحكومة من الضرائب والموارد التي يجري التصرف بها تحت عناوين المصلحة العامة”.

وأضاف، أنه “منذ بداية الازمة وانا اثني على الجهود التي قام ويقوم بها الالاف من الاطباء والممرضين وعلى هدوء وروية وحكمة الناطق الاعلامي باسم لجنة الاوبئة وقد استبشرت خيرا عندما جرى اختياره لادارة القطاع الصحي الاردني وجرى تشكيل فريق متخصص للتصدي للجائحة. في اليوم التالي لتشكيل الحكومة تحدثت مع استاذ الطب الرزين “الوزير الجديد” واقترحت عليه ان تستند اجراءات الحكومة الى نظرية واحدة بدل حالة التضارب التي تتم بين تصريح وتصريح واجراء واخر ولا بد أن تخصص الحكومة وعلى الفور موارد اضافية لتهيئة البلاد الى اصعب السيناريوهات واقسى الاحتمالات”.

ولفت إلى أن “الآلاف من الاطباء والممرضين في الاردن عاطلين عن العمل وهناك افواج من الممرضين وخبراء المختبرات والتحاليل والبلاد تواجه اهم الاخطار التي تقلق كل واحد منا وتهددنا بفقدان الاحبة والاعزاء. وكنت اتابع وانا اتوقع تحولا ايجابيا في الاجراءات والسياسات الحكومية والاستجابة المجتمعية للجائحة التي ظننا وظن معنا العالم اننا تجاوزنا الأسوأ منها”.

وأشار إلى أنه “منذ ان حلت الحكومة الجديدة والأمور تسير من سيء الى أسوأ فالحالات في ازدياد بمتوالية تفوق كل التوقعات والوفيات تشعرك انك في ايطاليا او اسبانيا خلال نيسان والفيروس وصل الى اركان وزوايا وتحصينات لم يتوقع احد ان ينفذ اليها فما الذي حصل”.

ولفت إلى أنه يعرف ان “الوباء يسببه كائن دقيق لا يرى واعرف ان علينا جميعا مسؤوليات كبيرة ومتعددة لكني يعلم أيضا ان الدولة تملك سلطة لا محدودة لتعمل ما تشاء لتوفير الحماية ووقف التدهور كما اعرف اننا جاهزون للانصياع الى الأوامر والتوجيهات التي تأتي من الحكومة وكوادر إدارة الازمة”.

وتطرق إلى أنه “حتى اليوم لم يسمع اكثر من برامج التعداد اليومي للحالات وتوزيعها والخطاب الحكومي التبريري المرتبك. لا احد في الاردن يستطيع التخطيط للخلاص ومحاصرة الوباء الا الدولة بكافة أجهزتها وخبراتها ونفوذها. من غير المناسب ان تتجه المنصات الحكومية المختلفة الى بث روح الخوف والهلع لدى الناس الذين استمعوا الى شعارات وخطابات طوال الأشهر الأولى حول القوة والمنعة والحكمة وحسن الادارة التي قيل انها صدرت الى العالم”.

ونوه إلى أنه “لا احد منا يطمح الى أكثر من الطمأنينة والسلامة والتوجيه وكلنا يتوقع ان تتحرك الحكومة وبلا تردد الى انفاذ خطة انقاذ صحي تستخدم فيها كل الموارد المتوفرة والمتاحة ليشعر الناس بحدود معقولة من الطمـأنينة التي التهمها الغرور والارتجال والسياسات المتضاربة وتهاون البعض”.

وختم الربيحات، “الناس تسأل واسأل معهم ما الذي قادنا الى هذا الوضع البائس بعد ان كنا في قمة الطمأنينة والتألق. اهو الاستهتار ام التسيس ام اختراقات ما كان ينبغي ان تحصل ولماذا لم ينجح المتنبئون في رسم الصورة التي وصلنا اليها اليوم ويتحدث عنها وزير الصحة بصورة علنية. وهل من المعقول والمقبول ان يوجه مثل هذا التصريح للناس. وماذا عن الاموال التي تأتي لدعم جهود مجابهة الكورونا الا يمكن ان ننشا في كل متصرفية في الاردن مستشفى ونجهزه بالكوادر الطبية ونستخدم عشرات الاف الجند بفرض قواعد التنقل والحظر والحجر لتحسين الوضع الوبائي في هذا البلد المحروس برعاية الله”.