مرايا – لم يثنه ما حل بمدينته من دمار وخراب خلال سنوات الحرب بل زاد من عزيمته وإصراره لتقديم ما يعود بالفائدة على بلاده المحاصرة بفعل عقوبات تمنع توريد المشتقات النفطية إليها.
متحديا كل الصعاب التي تواجه مدينة دير الزور، خرج عبد الرحمن الحيجي، الذي بالكاد يبلغ الـ14، بجهاز يمكنه من تحقيق وفر كبير في استهلاك مادتي البنزين والديزل في العربات والدراجات النارية والآليات عموما، عبر دعمها بمصادر طاقة بديلة متوافرة.
بأدوات بسيطة، وأفكار وطموحات كبيرة، يتحدث عبد الرحمن لـ”سبوتنيك” عن إنجازه الجديد وكيف تمكن من توظيف غاز الهيدروجين المنفجر ليساعد البنزين والديزل ويوفر منهما طاقة إضافية، أثناء عمل الدراجة النارية أو السيارة.
الجهاز الذي يمكن تركيبه على أية دراجة نارية وبطريقة مبسطة وتكلفة بسيطة يقول عبد الرحمن: إن “الجهاز وبعد التمكن من تركيبه غير مكلف بالنظر إلى النتائج التي يقوم بها فهو يكلف حوالي 10 آلاف ليرة سورية (نحو 8 دولارات أمريكية بسعر الصرف الرسمي البالغ 1250 ليرة سورية للدولار الواحد)، ويتم تركيب الجهاز خارج الدراجة وتوصيله إلى الفلتر.
ويوم أمس الأحد، الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، استقبل وزير التربية الطفل الحيجي وبحث معه تفاصيل ابتكاره وإمكانية تطبيقه على الآليات بمختلف أنواعها، وطلب صنع نسخة من جهاز الهيدروجين لتجربته على سيارته الخاصة، تمهيداً للعمل على صنع أجهزة مماثلة لكافة سيارات الوزارة.
يضيف عبد الرحمن لـ”سبوتنيك” أنه “قام بالعشرات من التجارب في مختبره المتواضع الذي خصصه له والده داخل منزلهم، قبل أن ينجح في صنع الجهاز الذي جربه في البداية على دراجة والده وكانت النتيجة مبهرة فبعد أن كانت الدراجة تقطع مسافة 20 كم مستهلكة ليتر بنزين واحد أصبحت تقطع 50 كم مستهلكة ليتر بنزين واحد أي بنسبة توفير تجاوزت الـ60%”.
ويقول والد عبد الرحمن في حديثه عن هذه التجربة: إنه منح ولده الثقة وأمن بما يقدم من أفكار وقدم له كل ما يحتاجه حتى وصل إلى هذه النتيجة من دعم لوجستي ومعنوي لتركيب الجهاز على الدراجة النارية بهدف تجربتها، منوها إلى أنه “لا يعاني من الحصول على البنزين وذلك كونه يعتمد على هذا الجهاز الذي يولد طاقة بديلة عبر إنتاج الهيدروجين”.