مرايا – قاد المايسترو الدكتور هيثم سكرية الأوركسترا الوطنية الأردنية في مهرجان الموسيقى والغناء الذي نظمته وزارة الثقافة والذي يقدم مجموعة من المشاريع الموسيقة والأعمال الفنية بالإضافة إلى جلسات حوارية يقدمها نخبة من الأكاديميين والباحثين الأردنيين.
وعن هذه المشاركة يقول سكرية:
لقد تم تكليفي من قبل وزارة الثقافة وإدارة المهرجان الممثلة بمدير المهرجان عطوفة السيد أيمن سماري، وذلك لتقديم مجموعة من الأعمال الفنية الغنائية لمجموعة من الفنانين الأردنيين على شكل مسابقة، وكانت الأوركسترا مكوّنة من 38 عضوًا معظمهم من الأكاديميين الحاصلين على البكالوريوس، وبعضهم من حملة الشهادات العليا أيضًا، وهم نخبة من أهم فناني الأردن، وكان لي شرف قيادتهم في هذا المهرجان الهام، ولقد لاقت مشاركتنا إعجاب ملفت للنظر من قبل الجميع، الجمهور المتسابقين وإدارة المهرجان وكذلك معالي الوزير وكل من تابع أيام المهرجان على مواقع التواصل اإجتماعي، إذ تم عمل تمارين مكثّفة بهدف تقديم مستوى تقني بأعلى المستويات الإحترافية التي تنافس الأوركسترات العربية.
الكرونا وأثرها على الأداء:
من الطبيعي أن تلقي جائحة الكرونا بظلالها على النشاطات الفنية بشكل عام شأنها شأن أي فعاليات اجتماعية أخرى، ولكننا أردنا أن نواصل العمل رغم الظروف الإستثنائية لنقول بأن الحياة تستمر والعطاء يتجدد رغم أي معوّقات، ولقد كانت الأوركسترا ملتزمة تمامًا بأوامر الدفاع من حيث التباعب الجسدي وارتداء الكمامة، بالإضافة إلى الالتزام التام بعدم المصافحة أو التقبيل والإكتفاء بالإشارة باليد.
الجديد في هذا المهرجان:
لقد كنت أحد المساهمين في تأسيس أول مهرجان للأغنية الأردني عام 2002 والذي استمر لبضع سنوات، وكان مهرجانًا ناجحًا بكل المقاييس، ولكنه لم يستمر كما هو الحال في معظم المشاريع الفنية في الأردن التي تواجه صعوبة الديمومة لعدة اعتبارات أهمها التمويل، ولقد تم تقديم المهرجان على فترات متباعدة فيما بعد، ولكن في هذه السنة كان المهرجان مختلفًا تمامًا بكونه مهرجانًا فنيًا موسيقيًا شاملًا ومتنوّعًا من حيث الفعاليات، فكان أشبه بمؤتمر يجمع بين الأغاني والمشاريع الجماعية وجلسات حوارية ومسابقة للعزف المنفرد، وبذلك يعتبر أول مهرجان أردني موسيقي متكامل خلق حالة من التفاعل والمنافسة وتقديم الإبداعات المختلفة من عزف وتلحين وتوزيع وغناء ومشاريع موسيقية هادفة.
عن استمرار المهرجان:
نأمل من وزارة الثقافة وجميع الجهات المعنية بالشأن الثقافي أن تدعم استمرار هذا المهرجان المهم ليكون مهرجانًا أردنيًا سنويًا كما هو الحال في معظم البلاد العربية المحيطة بنا، والتي يعاني بعضها من مشاكل اقتصادية وأمنية وسياسية، ولكن بالرغم من ذلك نرى بأنها لا تتوقف عن تقديم الفعاليات الفنية التي تعتبر السلاح الناعم في محاربة الجهل والتطرف والإرهاب، لذا نتمنى أن يستمر هذا المهرجان وأن يتلقى الدعم الكافي لتقديمه لشكل منافس للمهرجانات العربية.
ماهو القادم من مشاريع فنية خاصة:
لقد انتهيت مؤخرًا من تأليف عمل أوركسترالي غنائي يتناول معاني المحبة والسلام والتعايش المستمدّة من الأديان السماوية، وسأقوم قريبًا بتسجيله مع أوركسترا حي، وهو عمل يجميع بين أساليب الغناء الأوبرالي والغناء العربي، بالإضافة الى استخدام عناصر فنية عربية من مقامات شرقية بهدف إبراز الهوية العربية مع دمجها بعلوم الهارموني والتوزيع الأوركسترالي الغربي، وسيتم تقديم هذا العمل باللغة العربية والإنجليزية بهدف انتشاره كرسالة لكل العالم، وسيقوم بأدائه مجموعة من الكورال الأردني، بالإضافة إلى مغنية أردنية ومغنية أمريكية ستكون مفاجأة يتم الإعلان عنها لاحقًا.