مرايا – ستكون المنطقة العربية خلال شهر تشرين الثاني الجاري على موعد مع ظاهرتين فلكيتين، إحداهما تسمى “الشقيقات السبع”، بينما تتعلق الظاهرة الثانية بمشاهدة كوكب الزهرة بالعين المجردة.
وذكرت الجمعية الفلكية في مدينة جدة السعودية أن تشرين الثاني هو “شهر الثريا”، حيث سيزين عنقود نجمي سماء السعودية والمنطقة العربية بعد بداية الليل وحتى فجر اليوم التالي.
وأضافت أن عنقود الثريا، الذي يعرف أيضا بـ”الشقيقات السبع” سيكون مشاهدا ليس فقط في الوطن العربي بل في كل مكان من القطب الشمالي إلى أبعد نقطة في أميركا الجنوبية
ويشبه هذا العنقود النجمي نجوم الدب الأصغر إلا أنه ضبابي المظهر، وهناك حاجة لاستخدام وسيلة مساعدة بصرية (المنظار) لرؤية هذا العنقود من داخل المدن بسبب التلوث الضوئي.
الثريا عنقود مجري مفتوح يحتوي على قرابة 500 نجم وبحسب القياسات الحديثة، فإن الثريا ولدت من نفس سحابة الغاز والغبار منذ حوالى 100 مليون سنة فقط مقارنة مع عمر الشمس البالغ 4 مليارات سنه ونصف.
وتلك الأخوات السبع تندفع سويا عبر الفضاء والعديد من منها يسطع الآلاف المرات أكثر من الشمس.
وعند التقاط صور لهذا العنقود سوف يظهر أثر السديم الذي تكونت منه هذه النجوم، ومن خلال المنظار الثنائي سيظهر العديد من النجوم الأخرى، ومن خلال تلسكوب كبير يمكن رؤية بعض المواد السديمية حول النجوم.
وبشكل عام يكون عنقود نجوم الثريا ظاهرا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية طوال الليل بالتزامن مع أواخر فصل الخريف والانتقال نحو فصل الشتاء ويمكن بسهوله تخيل الثريا كلطخة متجمدة على قبة سماء الليل.
أما الظاهرة الثانية فهي متصلة بكوكب الزهرة، فيمكن رصدها في سماء الوطن العربي قبل شروق الشمس طوال شهر تشرين الثاني.
وخلال هذا الشهر، يكون كوكب الزهرة، ألمع الكواكب، في قبة السماء حيث يشاهد بكل سهوله باتجاه الأفق الشرقي بالعين المجردة في أبهى حله.
الزهرة سيظهر للراصد بالعين المجردة كنقطة ضوئية بيضاء ساطعة وعند رؤيته من خلال تلسكوب متوسط يلاحظ أن حجم قرصه الظاهري تقلص في حين تزداد إضاءته، حيث يظهر في مرحلة الأحدب مضاء بنسبة 81 % بنور الشمس في الوقت الحالي.
وكان كوكب الزهرة انتقل من سماء المساء إلى سماء الفجر في الثالث من يونيو 2020، في ظاهرة تسمى الاقتران الداخلي، وهذا يحدث مرة واحدة كل (584 يوما) ، وبعد ذلك وصل في العاشر من يوليو 2020 لذروة لمعانه بسماء الفجر في ما يسمى (أعظم قدر من الإضاءة).
يذكر أنه في العصور القديمة أطلق على كوكب الزهرة تسمية (هيسبيروس) عندما شوهد في سماء المساء و (فسبورس) عندما شوهد في سماء الفجر ومن غير المعروف إذا ما كان القدماء عرفوا بأنهما جرم سماوي واحد.