مرايا – اختتم مؤتمر الناشرين، الثلاثاء، فعاليات دورته العاشرة التي نظّمتها هيئة الشارقة للكتاب في الامارات، قبيل انعقاد الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، موصياً بضرورة حماية حقوق المؤلف، ومقاضاة قراصنة الكتب، إلى جانب التأكيد على ضرورة الاهتمام بالكتب الصوتية التي فرضت نفسها مؤخراً خلال الظروف التي أوجدها انتشار فايروس كورونا بشكل واضح في الساحة الثقافية.
جاء ذلك خلال جلسات اليوم الختامي من فعاليات المؤتمر، حيث استضافت الجلسة الأولى التي حملت عنوان “السرقة الأدبية للكتب (القرصنة): ما الذي يمكن فعله حيال هذه المشكلة؟”، كلاً من عادل الزيني، المؤسس والرئيس التنفيذي، دار الخيال في لبنان؛ ولورانس الاديسويي، مدير قطري لمطبعة جامعة كامبريدج في نيجيريا؛ وأدارها بيل كينيدي، مؤسس شركة “أفيسينا بارتنرشيب المحدودة” في المملكة المتحدة.
وأشار الزيني في مستهلّ حديثه خلال الجلسة إلى أن قرصنة الأعمال الأدبية جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون، لافتاً إلى أن الناشرين الذين يسرقون من دور نشر أخرى هم على دراية بما يفعلونه، ومن يقدم على هذا الفعل يتجاوز أخلاقيات وأصول المهنة.
وتابع: “للقرصنة أشكال كثيرة، والرائج منها هو أن يستهدف المقرصن الكتب الناجحة التي تتطلب أشهراً وسنوات لإنتاجها من قبل ناشرها الأصلي، ليقوم بطرحها في السوق وتقاسم بيعها مع مالك حقوقها، كما أن محرك البحث غوغل شريك في عمليات القرصنة كونه يسمح بعرض الكثير من الكتب المزورة وهناك العديد من المواقع التي تتيح بشكل مجاني كتباً متنوعة، وحاولنا توظيف شركات برسوم سنوية لملاحقة الكتب المقرصنة وانتزاعها”.
ولفت الزيني إلى أن غالبية الدول العربية لا تملك أنظمة وقوانين مستقلة فيما يخص قرصنة الكتب، موضحاً أن هناك دولٌ تطبق القانون، وأخرى تتعامل مع هذه المسألة بلامبالاة، وقال: “لا يوجد لدينا سياسة تحدد مسألة القرصة، بل ميثاق شرف بين الناشرين يشدد على ضرورة عدم التزوير وممارسته، والناشرون في المنطقة يتبعون سياسة اتحاد الناشرين العرب التي تنص على محاربة القرصنة بشكل كامل، وليس أمامنا سوى المعارض العربية كوسيلة من أجل تنظيم عملية البيع”.
بدوره قال لورنس الاديسويي: “يوجد في نيجيريا العديد من حالات السرقة الأدبية، وعندما يكون هناك كتباً تبدأ في الانتشار نقوم بالبحث عن المستفيدين منها، ونسأل عن الإجراءات التي يتخذونها لحماية اصداراتهم، ولا يمكننا إنكار وجود قوانين محلية تحد من هذه السرقات لكنها ليست كافية”.
وتابع: “يجب أن يكون لأصحاب الكتب الالكترونية التي تقدم عبر الانترنت حقوق واضحة، ويمكن الحديث عن أن المؤلفات التي يتم بيعها عبر الانترنت هي الأكثر أمناً على صعيد القرصنة، لكن لمنع القرصنة يجب الأخذ بعين الاعتبار حقوق المؤلفين والناشرين والكتاب في حال تم اصدار تلك المؤلفات عبر الانترنت”.
وناقشت الجلسة الختامية “ظاهرة الكتاب المسموع”، وأهميتها، وحضورها اللافت في ظلّ الظروف التي فرضها انتشار فيروس كورونا، مستضيفة كلاً من ناثان هال، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية، بيت تكنولوجي في المملكة المتحدة؛ وسيباستيان بوند، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة كتاب صوتي في السويد؛ وستايسي كريمر، نائب الرئيس، لشركة اكتساب المحتوى المسموع وتطويره، في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وأدارها دانيال ميسينو، المرشد الأدبي والمحرر الخارجي لهاربر كولنز، من المكسيك.
وتناول هال في حديثه، الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت في نشر الكتب الصوتية، لافتاً إلى أن هذا النوع من الكتب يزداد حضوره يوماً بعد الآخر نظراً للثورة التقنية، ما يفتح مجالاً فريداً لإيصال الإصدارات الأدبية لجميع القرّاء.
وقال: “بحثنا كثيراً من خيارات الاستمرارية والاستفادة من الجائحة لتحقيق النجاحات، لأننا نعلم حجم المنافسة وتأثير المواقع الخاصة بالكتب الصوتية على الواقع الاقتصادي العالمي لهذا شاركنا بنحو 50% من الاصدارات في الأسواق التكنولوجية الالكترونية، ولابد من القول إن الكتب الصوتية اليوم لها الكثير من المقومات والإمكانيات، ونسعى لأن نستثمر في مختلف المنصات الكبرى التي تتيح هذا النوع من الكتب لنوفر أعمالنا لجميع القرّاء، كما نحاول السيطرة على الأعمال المقرصنة ودخول السوق الأوروبي وإيجاد مجالات جديدة لتوزيع أعمالنا”.
بدوره قال سيباستيان بوند: “دخلنا السوق العربية منذ العام 2016، وقدمنا الكثير من الإصدارات وخلال تلك السنوات رصدنا العديد من الآراء الإيجابية من قبل الجمهور، ونحن سعيدون بإيجاد هذه المنصة للقراء التي باتت اليوم منصة غنية بالكتب”.
وتابع: “نعمل لتحقيق جملة من الأهداف منها إيصال المؤلفات النوعية للقرّاء، ونحن متفائلون لتقديم المزيد، ولا يمكننا إنكار أن الأشهر الماضية كانت استثنائية حيث شهدنا حركة بيع استثنائية، ونحرص على بناء سوق مشتركة للمهتمين بهذا النوع من الكتب وتعزيز حضورها لما تمتلكه من مميزات وخيارات”.
من جانبها قالت ستايسي كريمر: “الجائحة أثرت كثيراً على ما ننتجه في الدار، وواجهنا العديد من التحديات التي تطلبت منا أن نتكيف معها وبالفعل تجاوزناها بصعوبة، واليوم تحظى الكتب المسموعة باهتمام كبير، ما يتطلب منا الاهتمام بهذه الإصدارات وأن نكون مسؤولين عن تقديم أعمال جيدة، خاصة الموجهة للأطفال ونعمل على جذب انتباههم للارتقاء بفكرهم وثقافتهم”.
وأكدت كريمر ضرورة حماية الأعمال الالكترونية ووضع حقوق المؤلفين والناشرين والمترجمين في صدارة الاهتمامات، لافتة إلى أن هذه الصناعة تتطلب من الجميع الوقوف ووضع الخطط والاستراتيجيات للاستفادة من الفرص المتاحة للنهوض بها وتطويرها نحو الأفضل.