مرايا – أجمع متخصصون في مجال التغذية والحميات على أهمية تغيير الأنماط الغذائية والسلوكية والعادات الاجتماعية لتقليل نسبة السمنة والأمراض المزمنة المرافقة لها في المجتمع.
وفي حوارية نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، بالتعاون مع صندوق عبد الحميد شومان لدعم البحث العلمي، بعنوان “السمنة والأمراض المزمنة”، وشارك فيها اختصاصي التغذية والحميات الدكتور ناجي أبو ارملية، وبروفيسور التغذية والتغذية العلاجية الدكتور حيدر الدومي، وأدارتها اخصائية التغذية والحميات الدكتورة ربى مشربش، وتم بثها مساء أمس الاثنين عبر منصة (زووم) وموقع المؤسسة على (الفيس بوك)، دعوا الجهات المعنية وراسمي السياسات الصحية في الأردن الى الاعتراف بالسمنة كمرض مزمن، وإجراء دراسات وأبحاث علمية في هذا المجال، لوضع الخط والاستراتيجيات المناسبة للحد منها.
كما دعوا الى وضع السمنة على رأس الأولويات الصحية في الأردن للتخفيف من الامراض المزمنة، وتوفير الوقت والكلف المالية على المريض والحكومة. وأشار الدكتور الدومي الى أن مصطلح جائحة السمنة أصبح منتشرا الآن في العالم مع ظهور وانتشار جائحة كورونا لما لها من آثار سلبية على الأشخاص المصابين بزيادة الوزن أو السمنة التي تعتبر مرض العصر لارتباطها بالعديد من الامراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب وتصلب الشرايين وبعض أمراض السرطان.
وبين أن ما بين عام 1980 – 2013، ارتفع معدل انتشار السمنة بين النساء من 30 إلى 38 بالمئة، وبين الذكور من 28 الى 37 بالمئة، أي بزيادة بلغت نحو 10 بالمئة على مستوى العالم وهذه أرقام كبيرة تدعو للقلق.
وقال الدكتور الدومي، انه بحسب الدراسات يوجد في الأردن تقريبا 3 نساء من بين 4 مصابات بالسمنة، ورجل واحد من 2مصاب بالسمنة، مشيرا الى تساوي النسبة بالسمنة بين الرجال والنساء.
كما أشار الى انتشار السمنة بين الأطفال والشباب، إذ أنه يوجد مصاب واحد بالسمنة بين كل 4 شباب تحت سن 20 عاما.
ولفت إلى التأثير السلبي للسمنة على الجهاز المناعي في الجسم من النواحي الطبية، مشيرا إلى أنه ينتج عن السمنة اختلالات هرمونية يصاحبها اختلالات مناعية وأثر سلبي لتراكم الأنسجة الدهنية على جهاز المناعة عند الانسان.
من جهته، عرف الدكتور أبو رميلة السمنة بأنها زيادة في الدهون في الجسم، مبينا انه اذا زادت الدهون في جسم الرجل عن 25 بالمئة من الوزن فإنه يعد سمينا، وإذا زادت عند النساء عن 30 بالمئة فتعد سمينة.
وأرجع أبو رميلة زيادة الوزن أو السمنة الى العديد من العوامل والمؤثرات البيئية والاجتماعية، وليس فقط الاختلالات الهرمونية وميزان الطاقة، مشيرا إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورا في هذا المجال، كذلك (الايض المنخفض) الذي يتأثر بالتقدم في العمر، إضافة الى العادات الاجتماعية وكميات الطعام وأنماط الحياة الحديثة وعدم ممارسة الرياضة والحركة والتغيرات البيئية وتأثيراتها على صحة المجتمع النفسية والاجتماعية. وأشار الى أهمية دور الأسرة في تعليم الأبناء العادات والأنماط الغذائية الصحية للوقاية من السمنة والمحافظة على صحتهم، لافتا الى أهمية ان يتضمن صندوق الغذاء المدرسي اليومي للطفل، الغذاء الصحي المتوازن كالفاكهة والخضروات وشطائر صحية خالية او قليلة الدهون.
الدكتورة مشربش أشارت في مداخلاتها الى أهمية العودة الى النظام الغذائي الأردني والعربي الصحي والغني بالخضروات والعناصر الغذائية المهمة للجسم، والابتعاد عن الأطعمة الجاهزة التي تسبب تراكم الدهون في الجسم والادمان عليها.