مرايا – مندوبا عن وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي، افتتح أمين عام الوزارة هزاع البراري ورشة تدريبية حول كيفية إعداد وتنفيذ المشاريع المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي بحضور الدكتور سالم الدهام، وجاءت الورشة بتنظيم من مديرية التوثيق والتراث الثقافي بإدارة الدكتورة حنان دغمش ومشرفة الورشة، ومشاركة متخصصين وباحثين في التراث الثقافي غير المادي من ألوية مدن الثقافة في ” القويرة، الهاشمية، والبادية الشمالية “، ورشة تدريبية تدار على مدار يومين من 8- 9- 2020 في المكتبة الوطنية.
وقال البراري إن يأتي تنظيم هذه الورشة التدريبية في مجال التراث الثقافي غير المادي من باب إهتمام وزارة الثقافة بالمشاريع التي تقدم حتى نرتقي بها ونطورها على مستويات عالية من القدرة والكفاءة المطلوبة وتتناسب مع مجهودات تفضي إلى منتجات يستفاد منها وتوفر الوقت والجهد المطلوبين في عملية إنجازها، ولأن المختصين في هذا المجال يعتبروا اذرع حقيقية ومساندها لعملنا في الوزارة والذين سوف يستفاد من خبرتهم وتدريبهم مستقبلا بعد أن يصبحوا مستشارين من خلال إنهاء تدريبهم من هذه الورشة وتزويدهم بما يلزم من دعم وعون مديرية التراث الثقافي غير المادي في الوزارة والإستفادة من خبرتها الكبيرة.
وأضاف البراري أنه نظرا لما تعرضت له مشاريع المدن الثقافية في المحافظات من جراء جائحة كورونا وتعطيل فعالياتها، أردنا أن نبدأ بدراسة هذه المشاريع في فترة مبكرة لإقرار المشاريع القادمة، وإن من اصعب الأمور هو العمل على مسألة التراث الثقاي غير المادي لما يحتويه من تعدد في العناصر والمفردات والمرتكزات التي يمكن أخذها في عين الأعتبار لوصف مفردة بهذا الوصف، لذلك في هذه الورشة نسعى إلى وضعها في إطار منهج علمي دقيق لأننا بحاجة ماسة إلى سياق توضع فيه بإطارها ومساقها الصحيح تبرز هويتنا الوطنية الحقيقية التي ترتكز على التراث بشكل يليق بما تحققه من غايات فعلية يزخر بها الأردن الغني والزاخر، ونحقق أهداف هذه المشاريع من توثيق نشاطات حيوية في محافظاتنا الأردنية، والوقوف على إنجازات الإنسان الأردني في العصر الحديث، والتأسيس لمعرفة موسوعية، وموسوعة تفيد الباحثين في شتى المجالات، وتحفظ ذاكرة الوطن، وتبرز إنجازاته على أكمل وجه، كما نقل البراري تحيات وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي للمشاركين في الورشة مؤكدا دعمه لهم.
وبدأت الورشة التدريبة فعالياتها بشرح من قبل الدكتور حنان دغمش مديرة الترث الثقافي غير المادي وعرض تقديمي حول إطار عمل المديرية وإتفاقية عام 2003، والمشروع الوطني لحصر التراث في جلستها الأولى، وقالت: جاء تأسيس مديرية التراث في نهاية عام 2010 وذلك حرصاً من وزارة الثقافة على رعاية وصون التراث الثقافي غير المادي في المملكة الأردنية الهاشمية، وعرفت التراث الثقافي غير المادي على أنه الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي وهو المتوارث جيلا عن جيل تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، وهو ينمّي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها، ويعزز من ثمّ احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية والتعريف به على المستوى الوطني والعالمي.
وركزت دغمش على دور المجتمع المحلي في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي وإستعرضت عناصر الحطة الوطنية للترشحيات وفق إستمارات الحصر والطرق التي يتم بها حصر أي مفردة تتعلق بهذا المجال، كما عرضت نماذج لتقديم المشاريع وأستمارات الحصر، وأكدت على أن هذه الورش التدريبة تساهم بفعالية في إرشاد الوزارة في تسليط الضوء على أهم العناصر التي يجب أعطائها أولوية لأهميتها والمحافظة عليها وإتخاذ التدابير اللازمة لصونها وحمايتها وطنيا وإبرازها على المستوى الإقليمي والدولي وترشحها على القوائم العالمية التي تهتم بالتراث الإنساني، كما أشارت إلى أن هذه الورشة تعتبر هي الأولى من نوعها وسوف يتبعها ورشات أخرى مستقبلا.
وجرى نقاش من المشاركين طرحوا من خلالها وجهات نظرهم المتعددة حول قضايا كثيرة تتعلق بمواضيع الورشة لإثراء الفائدة وتعميمها على الجميع في محافظات المملكة، من مثل إمكانية طرح مفردة النباتات الطبية الأردنية التي تحظى بها البيئة الأردنية حصرا ولا توجد في أي مكان آخر في العالم، والتوجه العالمي الجديد من خلال إدراج التراث الطبيعي وتوثيقه فالأردن يعتبر مكنز ومتحف جيولوجي طبيعي في تنوع فريد أبدعها الخالق وحباها بها.