مرايا – رغم جائحة كورونا وما تمر به البلاد من ظروف استثنائية فرضتها على الجميع، إلا أن الأنظار تتجه اليوم إلى العبدلي لتشهد استحقاقا دستوريا حرص جلالة الملك على تنفيذه بالرغم من كل المعيقات.

جلالة الملك ومن خلال إرادته الملكية بإجراء الانتخابات في تشرين الثاني وإرادته الملكية بدعوة مجلس النواب إلى الانعقاد أكد للجميع حرصه وحفاظه على سير قنوات الدستور بمواعيدها بالرغم من جائحة كورونا.

مجلس النواب يلتئم اليوم وسط إجرارات احترازية، وذلك في خضم الدور الذي يلعبه في مسيرة الاصلاح الشاملة التي يقودها ويرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال الدور التشريعي والرقابي الذي يقع على عاتق المجلس.

ويقوم مجلس النواب بدور تشريعي ورقابي مهم فيما تقوم الحكومة بدور تنفيذي لا يقل أهمية عن دور مجلس النواب، وفي المحصلة يكمل كل منهما الآخر في رسم وتنفيذ والرقابة على السياسات العامة خدمة لمصلحة الوطن والمواطن التي تمثل الهدف الأسمى، بقيادة جلالة الملك.

بدوره، قال رئيس لجنة الصحة في المركز الوطني لحقوق الانسان النائب السابق الدكتور إبراهيم البدور، إن الأردن وعلى الرغم من وجود هذا الوباء إلا أنه يحترم الدستور والقواعد الدستورية بوجود مجلس نواب منتخب.

وأكد البدور ، على أن الأردن لديه مبادئ دستورية راسخة، بإجراء الانتخابات ومن ثم دعوة المجلس للانعقاد في دورة غير عادية.

وقال البدور إنه لأول مرة منذ عام 1989 تكون الشرفات خالية من المدعوين، بظروف غير عادية وباتباع بروتوكول مختلف.

وأشار البدور إلى أنه وبعد بدء جلسة مجلس النواب سيكون على جدول أعماله مواضيع متتابعة؛ كالثقة، حيث يتوجب على الحكومة تقديم بيان الثقة لمجلس النواب خلال 30 يوما اعتبارا من اليوم.

وأضاف أن مسودة مشروع قانون الموازنة يجب أن تسلم إلى مجلس النواب بعد منح الثقة، والذي يحمل عجزا ماليا عاليا جدا، يصل إلى 2.6 مليار دينار، وهو أعلى عجز تصله الموازنة، وفق البدور.

ولفت إلى أنه سيكون على أجندة مجلس النواب مشروع قانون الأسلحة والذخائر، وقانون الإدارة المحلية التي ستجرى الانتخابات اللامركزية على أساسه في صيف عام 2021.

ووفق المادة (79) من الدستور الأردني، فإن جلالة الملك يفتتح الدورة العادية لمجلس الأمة بإلقاء خطاب العرش، ويمكن لجلالة الملك، بدلاً عن إلقاء الخطاب، أن يكلف رئيس الوزراء بإلقائه.

ولم يمارس هذا الحق إلا جلالة المغفور له الملك عبدالله الأول ابن الحسين، الذي كلّف رئيس وزرائه بالقيام بهذا الواجب البروتوكولي في ست مناسبات، ما بين عامي 1929 و1947.

ومنذ ذلك الحين، يقوم جلالة الملك الذي يتولى سدّة الحكم بإلقاء خطابات العرش، وهو تقليد حافظ عليه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.

وهناك زيّ خاص للعرش، يرتديه جلالة الملك في مناسبتين فقط: الأولى هي يوم الجلوس على العرش، والثانية هي مناسبة إلقاء خطاب العرش، حيث اللون الأسود في الشتاء والأبيض في الصيف.

والموضوعات التي تطرقت إليها خطابات العرش في الفترة الأخيرة اشتملت على: الدفاع عن الإسلام، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الوحدة الوطنية، والمحافظة على المعايير الديمقراطية، ورفع مستوى المشاركة السياسية، وتوفير النصح والإرشاد وإتاحة الفرص للشباب من خلال التعليم، وتحقيق وإدامة وتحسين نوعية حياة الأردنيين.

بعد ذلك، يعقد مجلس الأعيان جلسته الأولى برئاسة رئيس مجلس الأعيان فيصل عاكف الفايز، يتم فيها انتخاب أعضاء لجنة وضع صيغة الرد على خطاب العرش السامي، إضافة إلى انتخاب النائب الأول والثاني لرئيس المجلس، وانتخاب مساعدين للرئيس.

وبعد أن يفرغ مجلس الأعيان من جلسته، يعقد مجلس النواب جلسته الأولى، وتبدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وثم يشرع النواب بانتخاب رئيس المجلس ونائبيه ومساعدين اثنين (المكتب الدائم )، إذ لا يجوز وفق النظام الداخلي للمجلس إجراء أي مناقشة أو إصدار أي قرار قبل انتخاب رئيس للمجلس.