مرايا – كتب : عبد المنعم العودات والمحامي عبد الكريم الكيلاني
(الزميل )…قد يوحي هذا النداء بمعرفة سابقة ، لكنها تحية اخلاقية، قد تعارف المحامون عليها
، فهم دوما زملاء في المهنة قبل ان يكونوا وكلاء عن الخصوم .
اليوم نقف على مفترق هام في الحياة القانونية ، فاذا نجحنا ، نجحنا جميعًا ،واذا أخفقنا أخفقنا جميعا .
ولا بد هنا من قرينة واقعية لطيفة تحمل مؤشرات الامل لمن يسبر الأعماق .
حيث اجرى منبر قانوني ، استفتاء ا على ما (التقاضي عن بعد / الالكتروني ) حسب التعبير المتداول ، وان كان المصطلح غير معرف قانونا على أهميته .
المهم ، ان معارضي الفكرة كانوا ٧٥ بالمئة و ان مجموع مؤيديها مطلقا أو بشروط بلغت ٢٥ بالمائة على وجه التقريب .
لكن الاهم ان نسبة المعارضين الذين صوتوا عبر وسيلة إلكترونية، كانت ٣ أضعاف المؤيدين الذين صوتوا عبر ذات الوسيلة .
وبمنطق الاستدلال القانوني بالقرائن ، فلا تخفى دلالة هذه النسب من المهم الى الاهم .
إدراكًا لهذه الحقيقة فقد استبقت مجموعة من المحامين كل ذلك ، في منتصف هذ العام ، وقبل صدور دليل الاجراءات المنوي تطبيقه او حتى اعداده ، وقامت المجموعة بتقديم مبادرة ، تضمنت الاجراءات القابلة للاستعاضة عنها ، و ضمن إطار محاور مناقشة و اعداد وتوصيات يمكن ملاحظتها اليوم ، في تدارك الأزمة ، وعلى سبيل المثال (ضرورة التطبيق المتدرج ، تلقي الملاحظات من المحامين و القضاة ، التقييم الدوري للبرنامج ،التحسين المستمر ، وغيرها وغيرها ، ،،،)
بتعاون مأمول بين الاطراف ( المجلس القضائي ،نقابة المحامين بهيئتها العامة ،وزارة العدل ، ديوان التشريع ) كما جاء في وثيقة المبادرة المشار اليها .
وقد كان مجلس النواب غير منعقد آنذاك ،،،،
ان من يصف مهنة المحاماة ( باهل الكلام ) لم ينصف المحامين ، فهم ايضا ارباب اليراع والقلم ، و المحامون اصحاب فكرةو طول نظر ، ويؤثرون التمهل والصمت في الخلوات ليعبروا الى الجوهر و المعنى ، حتى تنطق الالسن بالحكمة.
وان منصة الاحكام لا تتسع للغضب فالقاضي لا يقضي و هو غضبان .
اليوم و قد انعقد مجلس النواب ، وانا اعلم ان رئيسه بحكم تكوينه القانوني و بحدود ما اطلعت ، يميل الى العمل بصمت بعيدا عن الدعاية و الانفعال بما سيمكن من تدارك النواقص ، و سماع الملاحظات ، وتقريب وجهات النظر، ونامل ان يأخذ رئيس مجلس النواب زمام المبادرة ، ونحن نسمع عن بوادر انفراج قريب للازمة كما اعلن امين عام المجلس القضائي .
من يراهن على إشعال فتيل أزمة ، لم يخبر القضاة و لا المحامين وأنهم اتخذوا من الصبر حرفة واقولها ولا اكف عن ترديدها ولو للمرة المليون بان قادم الأيام ستبدي وتعلم .