مرايا – وجد المخرج الأميركي براين فوغل الحائز على الأوسكار صعوبات جمة في إيجاد شركة توزيع تشتري فيلمه الوثائقي الأخير “المنشق” (The Dessident) الذي يتحدث عن جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز (The New York Times).

وقالت الصحيفة إنه عادة ما يحظى فيلم لمخرج أفلام حائز على جائزة الأوسكار باهتمام كبير من قبل شركات البث والتوزيع التي تستخدم الأفلام الوثائقية والأفلام المتخصصة لجذب مزيد من المشتركين وكسب الجوائز.

لكن فيلم “المنشق” لم يستطع التعاقد مع شركة توزيع إلا بعد مرور 8 أشهر من إصداره، وكانت شركة مستقلة ذات نطاق وصول محدود.

ويقول فوغل -الذي حصد الأوسكار برفقة شبكة نتفليكس (Netflix) عن فيلمه “إيكاروس” (Icarus) عام 2018- تعليقا على ما حدث “لم تعد الشركات الإعلامية العالمية تفكر فقط كيف سيؤثر بث الفيلم على الجمهور الأميركي، إنها تسأل أيضا: ماذا لو وزعت هذا الفيلم في مصر أو في الصين أو روسيا أو باكستان أو الهند؟ كل هذه العوامل تلعب دورا، وهي تقف في طريق أفلام وقصص مثل هذه”.

وتم الإطلاق الرسمي للفيلم في حوالي 200 قاعة عرض بجميع أنحاء أميركا في ليلة عيد الميلاد، وسيصبح متاحا للشراء على قنوات الفيديو حسب الطلب بداية من 8 يناير/كانون الثاني المقبل، في حين كانت الخطة الأصلية تقضي بعرضه في 800 قاعة عرض، لكن العدد قلص لاعتبارات مرتبطة بالوباء.

أما على الصعيد الدولي فسيتم عرض الفيلم في بريطانيا وأستراليا وإيطاليا وتركيا ودول أوروبية أخرى من خلال مجموعة من شبكات توزيع.

وترى الصحيفة أن حجم الجمهور المحتمل أقل بكثير مما كان ممكنا لو أن الإطلاق والتوزيع تمّا من خلال شبكات مثل نتفليكس وأمازون برايم فيديو، مشيرة إلى أن هذا الأمر يوضح -وفق مخرج الفيلم- مدى حرص هذه الشركات التي تعاظم دورها بشكل كبير في مجال الأفلام الوثائقية فقط على توسيع قاعدة المشتركين لديها وليس تسليط الضوء على “تجاوزات الأقوياء”.

وفي فيلمه “المنشق” أجرى فوغل مقابلة مع خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز، ومع فريد رايان الرئيس التنفيذي لصحيفة واشنطن بوست التي عمل فيها خاشقجي كاتب عمود، ومع أعضاء في جهاز الشرطة التركية.

كما حصل على نسخة مكتوبة مكونة من 37 صفحة لتسجيل لما حدث في الغرفة التي خنق فيها خاشقجي وقطعت فيها جثثه، وأمضى وقتا معتبرا مع عمر عبد العزيز المعارض السعودي الشاب في مونتريال الذي عمل مع خاشقجي لمواجهة الطريقة التي استخدمت بها الحكومة السعودية موقع تويتر لتشويه المعارضين والمنتقدين لها.

وذكر المخرج أنه أبلغ شبكة نتفليكس بشأن فيلمه خلال إنتاجه، ثم مرة ​​ثانية بعد أشهر عندما تم قبوله في “مهرجان ساندنس السينمائي” (Sundance Film Festival) السنوي، حيث أخبر الشبكة أنه سيكون سعيدا جدا إن ارتأت الاطلاع على الفيلم لكنه “لم يسمع أي رد بعد ذلك”.

كما رفضت أمازون تقديم عرض بشأن الفيلم رغم تضمنه لقطات لجيف بيزوس رئيسها التنفيذي الذي يمتلك أيضا صحيفة واشنطن بوست، وامتنعت عن أي تعليق على ما أوردته الصحيفة. (الجزيرة)