مرايا – تسلّمت 30 أسرة عفيفة في منطقة وادي عربة بمحافظة العقبة، اليوم السبت، مساكنها الجديدة ضمن المبادرة الملكية لإسكان الأسر العفيفة، والتي جاء إنشاؤها تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقاءاته التواصليّة مع أبناء ووجهاء المحافظة.
وتستهدف مبادرة “مساكن الأسر العفيفة” التي أُطلقت بتوجيهات ملكيّة عام 2005، وشملت جميع محافظات المملكة، توفير الحياة الكريمة للأسر المستفيدة التي تُعد الأكثر عوزاً واستحقاقاً، ويجري اختيارها وفق أُسس تراعي تحقيق العدالة والشفافيّة التي تعتمدها وزارة التنمية الاجتماعيّة، وبحسب أعلى المواصفات الهندسية والفنيّة.
وسلّم رئيس الديوان الملكي الهاشمي، رئيس لجنة مُتابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، يوسف حسن العيسوي، مفاتيح المساكن الجديدة للأُسر المستفيدة في مناطق؛ رحمة والريشة وبئر مذكور وقريقرة وفينان بوادي عربة، بحضور وزيري الأشغال العامة والإسكان المهندس يحيى الكسبي، والتنميّة الاجتماعيّة أيمن المفلح، ومحافظ العقبة الذين تفقدوا المساكن الجديدة من حيث تأثيثها وتزويدها بمختلف المستلزمات والأجهزة الكهربائيّة اللازمة.
كما تفقد العيسيوي منزلا خضع إلى أعمال صيانة شاملة جرى تأثيثه وتزويده بجميع المتطلبات والاحتياجات في إطار المبادرات الملكية. ورغم الظروف الاستثنائيّة التي تمر بها المملكة حالياً بسبب جائحة كورونا، فإنه وبتوجيهات مُباشرة من جلالة الملك، يجري وبشكل دوري توزيع الوحدات السكنية المجهّزة بالكامل على الأسر المستفيدة من هذه المبادرة في مختلف مناطق المملكة، وفقاً لخُطة عمل تأخذ بالاعتبار تأمين الأسر العفيفة التي تقطن في بيوت لا تتوفر فيها الظروف الملائمة، بمساكن جديدة تجد فيها الراحة والسكينة والاستقرار.
وخلال تسليم مساكن الأسر العفيفة، قال العيسوي إن الأسر العفيفة هي محطّ اهتمام ورعاية جلالة الملك الذي يوجّه دوماً بالعمل على توفير سبل العيش الكريم لها، والاستجابة لجميع احتياجاتها وتلبيتها، وتهيئة البيئة المناسبة أمامها، لتمكينها اقتصادياً وصولاً إلى تحسين ظروفها المعيشية، والنهوض بنوعية الخدمات المقدمة لها.
وأشار إلى أن توزيع المساكن على الأسر المستفيدة، يجسّد الترجمة الحقيقية لتوجيهات جلالة الملك الذي أمر خلال لقاءاته التواصلية مع وجهاء وأهالي محافظة العقبة، بإنشاء مساكن للأسر العفيفة في مناطق وادي عربة، وجرى اختيارها بحسب أسس ومعايير معتمدة، لتشمل الأسر الأكثر عوزًا واستحقاقًا، وتحتاج إلى كل الرعاية والاهتمام، وتوفير جميع أسباب الراحة والعيش الكريم لها.
وبيّن العيسوي أن المبادرات الملكية تسعى إلى تمكين المواطن وتعزيز دوره في مسيرة التنمية المستدامة، من خلال تنفيذ مبادرات ومشاريع في جميع مناطق المملكة، وفق أولويات تنموية محددة تلبي احتياجات المجتمعات المحلية والفئات المستهدفة، وتمكينها وتحفيز طاقاتها لتحسين واقعها الاجتماعي والاقتصادي.
من جهته، قال وزير الأشغال العامة والإسكان إن دور الوزارة يكمن في الإشراف على مشروع مساكن الأسر العفيفة ومتابعة تنفيذه، ومراقبة جودة العمل ونوعيته، مبيناً أن الوزارة نفذت جميع أعمال البنية التحتية والهندسة الإنشائية اللازمة لهذه الوحدات السكنية بمواصفات هندسية وفنية عالية تتناسب مع طبيعة المنطقة، وتلبي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة. بدوره، قال وزير التنمية الاجتماعية إن المبادرات الملكية تُؤكد استمرار النهج الهاشمي في تقديم المساعدة للأسر العفيفة في مختلف مناطق المملكة، وتحسين ظروفها الاجتماعية والاقتصادية، لافتاً إلى أن الأُسر المستفيدة من هذه المبادرة الملكية جاء اختيارها وفقًا لمعايير وأسس ودراسات تعتمدها الوزارة، تستند إلى العديد من المؤشرات، من ضمنها؛ عدد أفراد الأسرة، وعدم وجود معيل لها، ومستوى دخلها، وحالات الإعاقة. وفي مقابلات صحفية، أعرب عدد من الأسر المستفيدة من “مبادرة مساكن الأسر العفيفة”، عن بالغ اعتزازهم وشكرهم وتقديرهم لجلالة الملك عبدالله الثاني على هذه المبادرة الملكية الكريمة التي تعكس اهتمام جلالته وحرصه الكبير على توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية، فضلاً عن تثمينهم الاستمرار والمضي قدماً في تنفيذ المبادرات الملكية رغم الظروف التي يمر بها المجتمع الإنساني بسبب جائحة كورونا.
وجرى خلال تسليم المساكن الالتزام الكامل بقواعد السلامة العامة نظرًا للظروف الاستثنائية التي تمر بها المملكة بسبب الجائحة.
وفي محافظة معان، تفقد العيسوي والكسبي، ووزير السياحة والآثار نايف الفايز، بحضور رئيس جامعة الحسين بن طلال، ومحافظ معان ومدير دائرة الآثار العامة، مراحل سير إعادة تأهيل وترميم موقع قصر الملك المؤسس التي جاءت بتوجيهات من جلالة الملك، بهدف تطوير القصر إلى متحف وطني يحاكي تاريخ الدولة الأردنية ونشأتها وتأسيسها. واستمعوا إلى شرح من القائمين على المشروع الذي تبلغ مساحته الكلية نحو 27 دونماً، حيث تجري أعمال الإنشاء والصيانة والإنجاز، وتجديد المباني القائمة وإنشاء مبان جديدة وسياج خارجي وتنسيق الموقع بصورة متكاملة، وفقاً للمخططات والمواصفات الموضوعة. وتأتي الزيارة التفقديّة، في إطار المتابعة المستمرة لمشاريع المبادرات الملكية، وتأكيد أهمية تقييم مستوى الإنجاز المُتحقق على أرض الواقع، وتذليل مختلف التحديات التي قد تعترض سير العمل، لضمان إنجاز المشروع وفق الإطار الزمني المحدد، ضمن احتفالات المملكة بمئوية الدولة.
ويعد القصر الذي اتخذه الملك المؤسس كمقر للدفاع الوطني أثناء تواجده في معان، تُحفة معمارية مميزة، حيث راعت التصاميم التي وضعت القصر، القيمة التاريخية والحضارية، ليصبح معلمًا وطنيًا يحوي بين أروقته؛ مقتنيات الملك المؤسس وصوره وشواهد ووثائق تتعلق بالثورة العربية الكبرى، والأحداث التاريخية المهمة التي شهدها القصر.
يُشار إلى أن المبادرات الملكيّة تترجم على أرض الواقع رؤى جلالة الملك الذي يضع في مُقدمة أولوياته، تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية مُستدامة، وتأمين مستوى معيشي أفضل للفئات المستهدفة، تسعى إلى تمكين المواطن وتعزيز دوره في مسيرة التنمية المستدامة، من خلال تنفيذ مبادرات ومشاريع وفق أولويات تنموية محددة، تلبي احتياجات المجتمعات المحلية والفئات المستهدفة، وتمكينها وتحفيز طاقاتها لتحسين واقعها الاجتماعي والاقتصادي.
كما أن المبادرات التي يطلقها جلالة الملك، وتبنى على المنجزات، تشمل قطاعات حيوية مختلفة، منها الصحة، والتعليم، وتمكين الشباب والمرأة، والتنمية الاجتماعية، والمشاريع الإنتاجية المدرة للدخل، وتنفذ بالشراكة والتعاون مع الجهات الرسمية المعنية.