مرايا – أزاح وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي، اليوم الأحد، الستارة عن شعار مئوية الدولة الأردنية، إيذانا ببدء احتفالات الوزارة ومديريات التربية كافة بهذه المناسبة، حيث ستنتقل الاحتفالات إلى المدارس غبطة بهذه المناسبة.
وقال النعيمي في كلمة ألقاها خلال الاحتفال، الذي نظمته الوزارة في مركزها، الأحد، بحضور أمينيها العامين وعدد كبير من أبناء الأسرة التربوية، إن هذه المناسبة عزيزة على قلوب كل الاردنيين بما سطرته من انجازات، مؤكدا أن النفوس تعمر بجلال المناسبة، وتزهو بتاج العز والفخار، وتنبعث فيها أعمق مشاعر الولاء، لنسطر على أرض الأردن الطاهرة كل قيم التضحية والفداء.
وأضاف “أننا في هذه المناسبة نشعر بالفخر وقد تشكلت لدى دول العالم وزعمائه صورة الأردن؛ دولة عربية هاشمية حديثة متطورة معتدلة المزاج السياسي والاجتماعي، ترتبط مع الجميع بعلاقات الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والفضل كله في ذلك يعود إلى السياسة الحكيمة في إبراز الصورة الناصعة للأردن وقيادته، وإلى المواقف العربية الأصيلة من لدن ملوك الأردن الهاشميين، ابتداء بجلالة الملك عبدالله الأول “المؤسس”، ومن بعده جلالة الملك طلال “صانع الدستور” والملك الحسين بن طلال “الباني”، وصولا لصاحب النهضة الملك “المعزز” جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأضاف الدكتور النعيمي ان النظام التعليمي حقق قفزات كبيرة خلال هذه المسيرة المباركة، مبينا أن الدولة الأردنية دولة المؤسسات والقانون؛ كفلت حق التعليم كأول دولة في المنطقة وذلك من خلال قانون المعارف الذي صدر في العام 1928، حيث خطى التعليم خطوات واسعة بدءا بعدة مدارس ليصل إلى ما يقارب 9000 مدرسة.
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم معنية بمستقبل الجيل، وتعزيز قيم المواطنة الصالحة فيه؛ فالتعليم الذي أخذ يتحول إلى تعليم نوعي مبني على إدارة المعرفة لا على محض اكتسابها، يعتمد على تنمية مهارات التفكير والقدرات العقلية للطلبة، تطبيقا لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني ، وما أطلقه في الورقة النقاشية السابعة تحت عنوان (تطوير التعليم كأساس للإصلاح الشامل)، وما اندرج تحته من تشجيع لغة الحوار، وتقبل الرأي الآخر، وضرورة التنوع الفكري والثقافي، والبعد عن التردد والخوف من التطوير، ومواكبة التحديث، مقتبسا من الورقة النقاشية؛ قول جلالته :” إن التعليم يشكل أرضية مشتركة لفهم الآخر، وتعميق قيم التسامح بعيدا عن الغلو والتعصب، كما أن تحقيق الإصلاح الشامل يرتبط ارتباطا وثيقا بالنهضة التعليمية مهما كانت الظروف والتحديات”.
واستذكر الدكتور النعيمي بهذه المناسبة بالتقدير والاعتزاز، جهود الرعيل الأول من معلمين ومربين وتربويين الذين أسهموا في بناء هذا الوطن بما غرسوه في الأجيال من قيم تربوية، وبما أثروهم به من علم، وبما زودوهم به من عزيمة.
وأكد أن التربية ليست مجرد تعليم مدرسي فحسب، بل أيضا تربية النشء على الاعتزاز بالوطن ومنجزاته ومقدراته وتاريخه المشرق، وعلى المواطنة الصالحة التي تقوم على إطلاق طاقات النشء الكامنة، وتطوير كفاياته ومهاراته؛ ليسهم في تقدم الوطن وتعزيز مكانته بين الدول؛ فعمارة الدولة مرهون بأداء العمل الجيد المشفوع بالأمانة والصدق، والتزام الجميع بواجباتهم وأدوارهم ومسؤولياتهم، داعيا الجميع إلى المساهمة في بناء وطننا الغالي وتطويره، بتحمل مسؤوليات العمل، لتبقى الدولة عامرة مزدهرة.
وجدد الدكتور النعيمي الاعتزاز بكل أفراد الأسرة التربوية، وبالدور الكبير الذي يضطلع به المعلم الأردني في بناء الوطن، مثنيا على جهودهم الصادقة وسعيهم الدؤوب لتقديم الأفضل للأجيال الصاعدة وتمكينها من أدوات العصر لتذليل كل ما فيه من تحديات وصعوبات.
وتضمنت الاحتفالية عرضا لفيلم وثائقي يحكي مسيرة الإنجاز الأردنية منذ التأسيس مرورا بالنشأة والبناء وصولا إلى الأردن الحديث الذي نتفيأ ظلاله الآن، حيث يتم بث الفيلم عبر صفحة الوزارة الرسمية “فيسبوك”.