تضامن: الدول العربية بحاجة الى 153 عاماً لردم الفجوة الاقتصادية بين الجنسين
هدف المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات الأقل تحقيقاً في الأردن من بين أهداف التنمية المستدامة الـ 17
مرايا – أكد التقرير العربي للتنمية المستدامة 2020 والصادر عن الإسكوا، على أن الدول العربية قد أحرزت تقدماً ملموساً في توسيع نطاق حصول النساء والفتيات على خدمات الرعاية الصحية والتعليم، إلا أن التشريعات والممارسات القانونية والأعراف الاجتماعية والثقافية وما تتضمنه من تمييز بين الجنسين الى جانب الحواجز الهيكلية لا زالت تحول دون تحقيق الهدف الخامس من اهداف التنمية المستدامة والمتعلق بالمساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى عدد من الحقائق التي أوردها التقرير، ومن بينها أن جميع الدول العربية بإستثناء السودان والصومال انضمت الى إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وأن الدول العربية تحتاج الى 153 عاماً لردم الفجوة الاقتصادية بين الجنسين حيث تسجل المنطقة العربية ادنى مشاركة اقتصادية للنساء (25%) فيما يبلغ المتوسط العالمي 50%، كما أن 38% من النساء العاملات يعملن في القطاعات غير المنظمة، وتبلغ نسبة البطالة بين الشابات العربيات 39.3%، ولا تتجاوز نسبة النساء اللاتي لديهن حيازات زراعية 7%.
وتمنح قوانين بعض الدول العربية كالأردن وتونس ولبنان ومصر والمغرب استثناءات تسمح بزواج الأطفال رغم الحماية القانونية من هكذا زواج، فيما يسمح في 10 دول أخرى بزواج القاصرات قانوناً شرط موافقة الأهل. كما أن قوانين بعض الدول العربية تحد من إمكانية تنقل النساء واستقلالهن حيث يشترط الحصول على إذن الرجل للتقدم بطلب الحصول على جواز السفر أو السفر خارج البلاد أو العمل خارج المنزل أو الزواج.
وتفيد آخر التقديرات بأن 37% من النساء في بعض الدول العربية تعرضن لعنف جسدي و/أو جنسي من الشركاء الحميميين في مرحلة ما من حياتهن، وترتفع هذه النسبة في أوقات الأزمات وفي مناطق الصراعات. ولا زالت الأحكام المخففة معمول بها في بعض الدول العربية عند قتل النساء على يد الأزواج أو أفراد الأسرة الذكور على خلفية ما يسمى بجرائم “الشرف”.
وتضيف “تضامن” بأن نسبة النساء البرلمانيات في المنطقة العربية لا يزال منخفضاً (19.4%) مقارنة مع المناطق الأخرى. وترتفع نسبة النساء القاضيات في بعض الدول العربية كلبنان (49.3%) فيما تنخفض في دول أخرى كالعراق (7%)، ولا يزال تولي النساء للمناصب القضائية العليا ضعيفاً جداً، ولا يوجد قاضيات شرعيات سوى في فلسطين.
وبلغت الفجوة بين الجنسين في استخدام الإنترنت 17.3%، فيما تصل نسبة النساء في المناصب الإدارية 8.3%. ولا تزال ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث مستمرة في بعض الدول العربية، حيث تعرضت 98% من النساء والفتيات في الصومال و 87% في مصر لتشوية الأعضاء التناسلية، وهي ممارسة منتشرة أيضاً في جيبوتي والسودان والعراق وموريتانيا واليمن.
وخلص التقرير الى ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتسريع التقدم في تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة ومنها، تعزيز الالتزام السياسي للمساواة بين الجنسين وسن وتفعيل التشريعات لإنهاء جميع اشكال التمييز ضد النساء والفتيات، والقضاء على كافة أشكال التمييز الاقتصادي وتعزيز الاستقلالية الاقتصادية للنساء وحصولهن على الموارد، والسعي لإحداث تغيير اجتماعي وسلوكي، وتحسين البيانات والإحصاءات لتعكس الواقع الحياتي للنساء والفتيات، وتفعيل الالتزامات المتعلقة بالصحة الجنسية والانجابية والحقوق الإنجابية، وتعزيز القدرات المؤسسية.
هدف المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات الأقل تحقيقاً في الأردن من بين أهداف التنمية المستدامة الـ 17
ومن جهة أخرى ذات علاقة، فقد أكد تقرير التنمية المستدامة لعام 2019 والصادر عن الأمم المتحدة، على أن العالم اليوم يعد مكاناً أفضل للنساء عما كان عليه في الماضي، حيث إنخفض عدد الفتيات اللاتي يجبرن على الزواج قبل بلوغهن 18 عاماً، وإزداد عدد النساء اللاتي يشغلن مواقع صنع القرار واللاتي يعملن في الهيئات التشريعية، والعمل مستمر لمزيد من الإصلاحات التشريعية لتعزيز المساواة بين الجنسين.
ويعاني الأردن من تحديات كبرى في مجال تحقيق الهدف الخامس (المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات)، فقد حقق الأردن حوالي 41% منه حسب مؤشر أهداف التنمية المستدامة 2019، وهو من الأهداف الأقل تحقيقاً من بين 17 هدفاً. ووفق المؤشر فإن 58% من النساء في الأردن ضمن الفئة العمرية 15-49 عاماً تم تلبية احتياجاتهن من وسائل تنظيم الحمل الحديثة، وإرتفعت نسبة الإناث الى الذكور حسب سنوات الالتحاق بالمدرسة الى 95.3% (السكان الذين أعمارهم 25 عاماً فأكثر)، فيما إنخفضت قوة عمل الإناث مقارنة مع الذكور لتصل الى 22.1%، ونسبة النساء في مجلس النواب بقيت كما هي 15.4%.
هذا وقد إحتل الأردن مركزاً متوسطاً على مستوى العالم على مؤشر أهداف التنمية المستدامة 2019، وهو المؤشر الذي يضم 162 دولة من بينها 19 دولة عربية، وتقدم الأردن 10 مراكز عالمياً ومركزاً واحداً على المستوى العربي (كان في المركز 91 عالمياً و 7 عربياً عام 2018) حيث إحتل الأردن المركز السادس عربياً والمركز 81 عالمياً وبدرجة 68.1 من 100.
في الأردن… إمرأة من بين كل 4 نساء متزوجات تعرضت للعنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي (24.1% منهن)
نتائج مسح السكان والصحة الأسرية 2017-2018 والصادر عن دائرة الاحصاءات العامة، قد اظهر بأن النساء الأرامل والمطلقات والمنفصلات واللاتي أعمارهن (15-49 عاماً) قد عانين من عنف أزواجهن في السابق بأشكاله المختلفة بشكل كبير مقارنة مع النساء المتزوجات واللاتي يعشن مع أزواجهن حالياً، حيث أن إمرأة واحدة من بين كل 4 نساء متزوجات تعرضت للعنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي (24.1% منهن).
إرتفاع نسب العنف العاطفي والجسدي والجنسي ضد الزوجات اللاتي يكبرن أزواجهن سناً
إن الزوجات اللاتي يكبرن أزواجهن يتعرضن بشكل أكبر من باقي الزوجات لكافة أنواع العنف من الأزواج، حيث أن واحدة من كل ثلاث زوجات من اللاتي يكبرن أزواجهن سناً تعرضت لأحد أشكال العنف أو اكثر (34% منهن).
وتشير “تضامن” الى أن 25.6% من الزوجات اللاتي يكبرن أزواجهن سناً تعرضن لعنف عاطفي، و 23.1% منهن تعرضن لعنف جسدي، و 8.2% منهن تعرضن لعنف جنسي. فيما تعرضن 16.3% من الزوجات الأصغر سناً بحوالي 1-4 سنوات لعنف عاطفي، و 13% منهن لعنف جسدي، و 4% منهن لعنف جنسي.
المنتدى الأردني للتنمية المستدامة 2030
يذكر بأن “تضامن” بادرت إلى تشكيل تحالف منظمات المجتمع المدني الأردني من أجل أجندة التنمية لما بعد عام 2015، والذي تأسس بمشاركة (35) منظمة وجمعية ومركزاً، إضافة إلى عدد من الناشطات والنشطاء الحقوقيين العاملات/ين في مجال التنمية وحقوق الإنسان. وبلغ عدد الأعضاء والعضوات (217)عضوة/ عضوًا وعدد أعضاء اللجنة التحضيرية (11) عضوة/ عضوًا.
منير إدعيبس – المدير التنفيذي
جمعية معهد تضامن النساء الأردني