مرايا – تنتهي اليوم الأحد، أربعينية الشتاء التي بدأت في الحادي والعشرين من شهر كانون الأول الماضي، وتنتهي في اليوم الأخير من شهر كانون الثاني، لتبدأ بعدها خمسينية الشتاء وتستمر 50 يوما تقريبا وحتى يوم الاعتدال الربيعي الذي يصادف في الحادي والعشرين من آذار من كل عام.
وقال الفلكي عماد مجاهد اليوم الأحد، ان العرب القدماء في الجزيرة العربية كانوا يحددون مواعيد الفصول وأيام البرد والحر وموسم الزراعة وموسم الحصاد من مواعيد شروق النجوم وغروبها، وعرف هذا العلم عند العرب بعلم الأنواء، وهو شبيه بعلم الأرصاد الجوية في العصر الحالي.
وأشار مجاهد إلى أنه وبناء على علم الأنواء، تبدأ اليوم فترة ما يعرف بخمسينية الشتاء، التي قسمها العرب إلى أربعة أجزاء سميت عندهم “السعود”، وهي سعد الذابح وسعد الخبايا وسعد السعود وسعد بلع، ولكل سعد منها 12.5 يوم تقريبا.
وجاء اسم “سعد” بناء على خرافة تقول إن سعد كان في طريقه للسفر نصحه أبوه أن يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء لبرد محتمل، فلم يسمع نصيحة أبيه، ظانا أن الطقس لن يتغير كثيرا أثناء رحلته، اذ كان دافئا في ذلك الوقت، ولكن وما أن بلغ منتصف الطريق إلى حيث يقصد حتى اكفهرت السماء وتلبدت بالغيوم وهبت ريح باردة، وهطل المطر والثلج بغزارة، ولم يكن أمامه سوى ذبح ناقته وهو كل ما كان يملك، حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارس، فكان “سعد الذابح”.
وأوضح مجاهد أن العرب قسمت السعود الأربعة وفقا لتواريخ محددة تتوافق مع التغير في الطقس وتحسن الجو وارتفاع الحرارة التدريجي خلال الخمسين يوما حتى دخول وقت فصل الربيع أو الاعتدال الربيعي. وتبدأ فترة “سعد الذابح” عادة في أول شباط وتنتهي في 13 شباط، يليها “سعد بلع” وتبدأ عادة في النصف الثاني من يوم 13 شباط وتنتهي في 25 شباط، ويقال إنه مهما أمطرت الدنيا في هذه الفترة فإن الأرض تبتلع المطر بسرعة، أما “سعد السعود” والذي يقال فيه “بتدور المية بالعود”، والماء هي الروح والحياة، أي أنه في هذه الفترة يبدأ النسغ يسير في جذوع الشجر وأغصانها، وتبدأ هذه الفترة في 26 شباط وتنتهي ظهر يوم 10 آذار، فيما يأتي “سعد الخبايا” يوم 10 آذار وتنتهي في 22 منه، وبذلك تنتهي خمسينية الشتاء، وبعد ذلك يبدأ فصل الربيع. (بترا)