مرايا – تروج ثقافتنا المعاصرة للعديد من الأفكار المبتذلة والمضللة وذاتية الانغماس حول أسباب العلاقات الرومانسية الناجحة، مثل :”كن على طبيعتك”، “ابحث عن شخص لن يحاول تغييرك”، “يجب أن تحب نفسك أولاً”.
لكن هذه الحقائق البديهية لا تشير إلى المكونات الحقيقية للعلاقات الناجحة، يمكن للمفاهيم الشائعة مثل الحاجة إلى “أن تكون على طبيعتك” أن تدمر لا أن تجدد العلاقة الرومانسية.
ونقلاً عن “موقع حلوة” عيد الحب، مهما بدا قسريًا ومبتذلاً، فهو الوقت المثالي لإعادة التفكير في مفاهيم الحب لديك، وهنا اخترنا لك ستة قواعد للعيد الحب بإمكانها مساعدتك على محاربة الأكاذيب أو الأفكار المضللة التي تسدى إليك كنصيحة لاتباعها في علاقتك العاطفية:
الكذبة رقم 1: “الذكاء والسحر ضروريان لجذب الآخرين.”
قاعدة عيد الحب: تبدأ العلاقات الرائعة بمحادثات جذابة، أي لا يُظهر الشخص مدى معرفته وإطلاعه للشخص الآخر.
قد يكون هذا بمثابة مفاجأة للكثيرين، ولكن شريكك يريد في الواقع إجراء محادثة، وليس الاستماع إليك وأنت تتحدث عن نفسك لمدة ساعتين؛ فالمحادثة الرائعة تساعدك على معرفة المزيد عن الشخص الآخر، فإمكانها تحديد القواسم المشتركة بينكما، وتحسين فهمك للأشياء المهمة في الحياة أو في العمل لكلاكما.
في المرة القادمة التي تشارك فيها في محادثة، فكر فيما إذا كنت تتحدث إلى الشخص الآخر وتحاول إقناعه بذكائك، أو إذا ماكنت تجذبهم لإجراء محادثة سلسلة ولطيفة لا أكثر.
الكذبة الثانية: “ركز على احتياجاتك الخاصة، واجعلها واضحة للشريك”.
قاعدة عيد الحب: تعرف على أهداف الشخص الآخر وأحلامه وساعده على تحقيقها.
ينصح المعالجون المعاصرون على أن تجعل احتياجاتك معروفة لشريكك، يبدو هذا جيد إلى حد ما، لكن بناء العلاقات يبدأ حقًا عندما تفهم احتياجات الشخص الآخر وأولوياته وأحلامه، ثم تساعده على تلبيتها أو تحقيقها.
وفي كثير من المقالات، ينصح مستشارو العلاقات الزوجية أن تنهي زواجك ببساطة حينما لا يلبي الشريك احتياجاتك، وهذا أمر سخيف للغاية، فلو سألت شخصًا عاش تجربة زواج ناجحة لمدة عشرين أو ثلاثين عامًا، سيجيبك أن أن السعادة لا تطلب أن يلبي الشريك جميع احتياجاتك، فسوف ينتهي بك الأمر دائمًا بخيبة أمل مريرة وربما مطلقة، فاحتياجاتنا الشخصية لا تنتهي أبدًا ولا يمكن لأي شخص أن يلبيها!
الكذبة رقم 3: “يجب أن تؤمن بنفسك”
قاعدة عيد الحب: أعظم هدية هي أن تؤمن بشريكك.
كان من البديهي أن حب الآخرين لا يبدأ إلَّا بحب نفسك، وقد يكون هذا صحيحًا على المستوى النظري، لكن تظل الحقيقة أن أقوى هدية يمكن أن تقدمها لشريكك هي إيمانك القاطع به.
اسأل أي رائد أعمال عن السبب الرئيسي في نجاحه، فغالبًا ما سيشير إلى الزوج أو الوالدين الذين آمنوا به بعمق.
الكذبة رقم 4: “هناك شيء سحري حول الانطباعات الأولى، حينها ستدرك إذ كان هناك كيمياء جمعتكما أم لا.”
قاعدة عيد الحب: بعض أفضل العلاقات لن تبدو واعدة على الإطلاق في اليوم الأول.
الأشياء التي تجذبنا إلى شخص ما في البداية غالبًا ما تكون سطحية تمامًا ومتجذرة في احتياجات تطورية عفا عليها الزمن، مثل: الانجذاب الجسدي، أو مستوى دخل الشخص الآخر، أو المسمى الوظيفي، فهي لا تبشر بالخير ولا تعني بالضرورة وجود توافق بينكما.
يتطلب إدراك وجود توافق بينك وبين الطرف الآخر ليس موعد واحد أو اثنين، فالحقيقة هي أن العديد من العلاقات الرائعة لها بداية محرجة، فكلما تعمقت في البحث عن الأشياء المشتركة بينكما والقيم والمعتقدات المشتركة، وما إلى ذلك، حينها تنمو العاطفة المتبادلة بينكما.
الكذبة رقم 5: “لا تحاول تغيير شريكك.”
قاعدة عيد الحب: للنمو والوصول إلى أقصى التطلعات، يحتاج الأفراد إلى الحقيقة والحب.
القبول الكامل لسلوك شخص آخر ليس حبًا، إنه تخلي عن مسؤوليتك كشريك محب، ففي دراسة أظهرت دراسة جديدة تظهر أن مدح الأطفال باستمرار يمكن أن يجعلهم في الواقع قلقين وخائفين، ومدللين ومنغمسين في أنفسهم.
الحقيقة هي أن شخصين في علاقة طويلة الأمد يعرفان بعضهما البعض أفضل من أي شخص آخر في العالم، لذلك هما في وضع فريد لتقديم نصيحة والتعبير عن وجهة نظرهم للأمور من أجل مساعدة بعضهما البعض على النمو، لكن احذر من الطريقة التي تعبر بها عن رأيك.
الكذبة رقم 6: “إذا كنت متزوجًا من نفس الشخص لسنوات عديدة، فإن المشكلة الكبرى التي عليك التغلب عليها هي قلة الإثارة والتنوع.”
قاعدة عيد الحب: الرضا والفرح والنجاح في الحياة تأتي من وجود حفنة من العلاقات العميقة والموثوقة.
تحسَّر مقال نُشر مؤخرًا في إحدى الصحف على صعوبة الحفاظ على الزواج طويل الأمد، مشيرًا إلى صعوبة الحفاظ على الإثارة والعاطفة والروتين القاتل الذي يدمر العلاقة.
إن مشاعر الافتتان في الأشهر الثمانية عشر الأولى من الرومانسية أمر محفز للغاية، ونحن نعلم الآن أنه ينشط جزءًا معينًا جدًا من أدمغتنا، لكن هذه الزيادة في السيروتونين تنتهي دائمًا، وتستبدل برضا أكثر هدوءًا وأعمق يتعين علينا تبنيه.