مرايا – في الوقت الذي تؤكد فيه مديرية سياحة محافظة عجلون وجود 6 مسارات سياحية رئيسية في المحافظة، ويتفرع منها 7 مسارات أخرى، يرى مراقبون أن كل هذه المسارات ما تزال تحتاج إلى تطوير بنائها وتشجيع الاستثمار على امتدادها، وترويجها بشكل ممنهج ومدروس، إضافة الى استحداث مسار جديد اقترح تسميته مسار الآباء والأجداد.
ويقول أحمد فريحات، إن محافظة عجلون ما تزال بحاجة إلى دعم كبير لتنشيط المسارات السياحية القائمة، وذلك بتوفير الدعم للسكان للاستثمار بمشاريع سياحية جاذبة في هذه المسارات، وتأهيل البنية التحتية فيها، مؤكدا أنه ورغم أن مدیریة سیاحة محافظة عجلون استحدثت 6 مسارات سیاحیة في المحافظة، بهدف تنشیط السیاحة وجذب الاستثمارات، إلا أنه ما تزال هناك مناطق سیاحیة ضمن تلك المسارات بحاجة إلى إعادة تأهیل، خصوصا فیما یتعلق بتحسین البنى التحتیة وتوفير المرافق الضرورية.
وطالب محمد العرود، بتأهيل عدد من المناطق التي تقع ضمن المسارات السياحية، خصوصا المناطق الجميلة الواقعة ضمن مسارات أودية حلاوة وكفرنجة وراجب، والتي تشهد حركة تنزه كبيرة من قبل المواطنین من داخل المحافظة وخارجها، مؤكدا أن تلك المناطق كانت تستقبل یومیا قبل جائحة كورونا آلاف الزوار، ما يستدعي توفير الطرق الجيدة والمرافق الضرورية من مواقع للجلوس وحاويات للنظافة.
ودعا عماد الزغول، وزارة السیاحة، إلى إنشاء ودعم المشاریع والأنشطة السیاحیة، وتشجیع القطاع الخاص على إجراء الدراسات وإقامة المشاریع لخدمة الزوار، وبما يمكنهم من التمتع بجمال الطبیعة والبیئة ومشاهدة المواقع الأثریة، وشلالات المیاه والطواحین والمقامات والأماكن الدینیة، وطبیعة الحیاة في الأریاف التي تتواجد أو تمر بها هذه المسارات.
يذكر أن مدیریة سیاحة عجلون، وبالتنسیق مع وزارة السیاحة، وبهدف إطالة مدة إقامة الزائر، استحدثت خلال الأعوام الماضية 6 مسارات، راعت التنوع في المناطق السیاحیة بالمحافظة.
وتتمثل هذه المسارات بمسار راسون السیاحي الذي یصل إلى اشتفینا مرورا بمحمیة عجلون وبیوت البسكویت والصابون وانتهاء بمتحف راسون الشعبي وحدیقة الزیتون الرومي، في حین أن مسار وادي الطواحین یمر بالوادي والخرب الأثریة والمواقع الطبیعیة، ووادي كفرنجة ثم إلى موقع مار الیاس الأثري ومسجد لستب ومخیم راسون السیاحي. والمسار الثالث هو مسار قلعة عجلون ویبدأ بالقلعة إلى الوسط التراثي لمدینة عجلون (مسجد عجلون والمنطقة المحیطة ومقام سیدي بدر ومقام البعاج والكركون)، ومن هناك إلى كنیسة سیدة الجبل وشلالات راجب وسد وادي كفرنجة، ثم إلى عجلون عبر طریق وادي الطواحین، في حين أن المسار الرابع هو مسار الصفصافة والذي ینطلق من القلعة إلى كنیسة سیدة الجبل في عنجرة ومناطق القاعدة وساكب وأم جوزة باتجاه الصفا وراجب والشلالات والاستراحة هناك، ثم سد وادي كفرنجة ومنتجع عناب السیاحي وكفرنجة ووادي الطواحین، حیث ینابیع المیاه دائمة الجریان.
والمسار الخامس هو مسار الجب السیاحي وینطلق إلى عین الجب وعراق الرهبان وغابات عجلون وكفرنجة الغربیة، ومناطق المزارع وطواحین المیاه في وادي كفرنجة وشارع الأغوار، والمسار السادس هو مسار الجنید الذي ینطلق باتجاه غابات إشتفینا ومنطقة المقاطع الأثریة ومزارع العنب والتفاح، وصولا إلى المجمع الزراعي وزیارة بلدة صخرة وبعض الجمعیات فیها وببلدة عبین، ثم إلى منطقة اشتفینا ومحمیة عجلون.
إلى ذلك، اقترح الناشط في مجال السياحة والموظف بدائرة آثار عجلون عيسى الشرع، مسارا سياحيا جديدا كان الآباء والأجداد يسلكونه في رحلاتهم التجارية الدورية ما بين قرى محافظة عجلون والمدن الفلسطينية وخاصة نابلس، حيث كانت الحركة التجارية بين القرى والبلدات الأردنية والفلسطينية تشهد نشاطا كبيرا وملحوظا.
ويقول الشرع، إن الآباء والأجداد كانوا يسوقون منتجاتهم العجلونية في المدن الفلسطينية إما بالمبادلة أو بالبيع والشراء للمنتجات الفلسطينية من ألبسة ومستلزمات الحياة اليومية، مبينا أن مسار الرحلة يبدأ وينتهي بأحضان الطبيعة الخضراء، بحيث يبدأ من منطقة بير العربي سلوكا لوادي النحلة ومن ثم بيادر الجب وينبوعها العذب ومن ثم الاتجاه بخطى واثقة تشق جمال الجبال ومتعة المسير فيها صعودا الى خلة سالم ومن ثم منطقة عراق الرهبان حيث قصة وتاريخ مثبت بشواهد وكهوف أثرية توصف لنا حياة الإنسان عبر العصور ومقاصده للمناطق النائية.
ويواصل الشرع توصيف المسار؛ حيث يشير الى أنه يتخلله ساحات ومسطحات خضراء من الطبيعة البرية تزخرفها الأزهار البرية بمختلف الألوان لتكون ساحات للتخييم، بحيث يخدمها طريق زراعي يأخذنا برحلة قصيرة للتزود من بعض حاجاتنا ومن ثم سلوك أعالي التلال بإطلالة ساحرة لغور الأردن وفلسطين، ومشاهد واسعة من غابات عجلون الجميلة بمنطقة “منط الحصان” ونزولا عبر “وعرات الزقاق” باتجاه وادي مزيريب الشتوي، ومن ثم خلة السقاعة باتجاه معتلى عراق فياض؛ حيث تتبع مسالك المسير من بداياته بمشاهد تبرز جمال عجلون الباهر وأبرز مواقعها السياحية وتقاطع مساراتها ما بين الغابات والجروف الصخرية الوعرة، لتبدأ معها رحلة الآباء والأجداد باتجاه أراضي غور الأردن، مرورا بمنطقة الروس وإطلالاتها وبساتينها باتجاه غور الأردن عبر منطقة الشطورة ومرورا بمنطقة قافصة الأثرية ومن ثم انحدارا عبر التلال باتجاه خربة صوفره وواديها وصولا الى مناطق غور الوهادنة.
ويؤكد الشرع أن هذا المسار طويل ومتنوع يمكن التحكم بأطواله حسب ما شئت بين 15 كم و25 كم، بحيث تنتهي نقاط المسار الأولى لمسافة 15 كم على معتلى عراق فياض، مقترحا بأن يتم دراسة إحياء هذا المسار ليتعرف الجيل الجديد على حياة الآباء والأجداد، وكيف كانت علاقتهم مع فلسطين وخاصة في مجال التجارة.
ومن جهته، يؤكد رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، أن مجلس المحافظة سوف يقدم أشكال الدعم والمساندة كافة للقطاع السياحي في المحافظة لتفعيل المسارات السياحية، وإيجاد البنية التحتية المناسبة للمواقع السياحية والأثرية وأنها ستكون على سلم أولويات مجلس المحافظة.
وقال إن مجلس المحافظة ولجنة السياحة في المجلس نفذا في أوقات سابقة عددا من الزيارات للمواقع السياحية والأثرية للوقوف على أرض الواقع على مشاكل وهموم القطاع السياحي في المحافظة، مؤكداً ضرورة تشجيع المستثمرين للاستثمار في مجال المشاريع السياحية في المحافظة.
وبدوره، قال مدير سياحة عجلون محمد الديك، إن الهدف من المسارات هو تقديم منتج سياحي ومواقع جديدة غير تلك التي اعتادت عليها المجموعات السياحية، وتطوير القائم من المسارات والمستعمل من بعض المجموعات السياحية، وتشجيع السياحة الداخلية لارتياد مواقع وأنماط جديدة من السياحة في الأردن، وخصوصا تلك التي تناسب العائلات وطلبة المدارس والجامعات، وكذلك إطالة مدة إقامة السائح، لإحداث تنمية مستدامة للمجتمعات المحلية.
وفيما يتعلق بأي مقترحات بإيجاد مسارات سياحية جديدة، أكد الديك استعداد المديرية لدراستها وعمل التوصيات بها، لاتخاذ القرار المناسب من قبل الوزارة. الغد