مرايا – انتهت الأعمال الإنشائية والمعمارية لمكتبة الجاحظ وعادت المكتبة للعمل بثوبها المعماري والتكنولوجي الجديد لتعود لتكون المنارة الثقافية بوسط عمان.
وتعد هذه المكتبة التاريخية من أهم مكتبات الشارع في المملكة لاحتوائها على مخطوطات يعود تاريخها لأكثر من ألف عام ومجموعة من الكتب النادرة ونسخ من القرآن الكريم بخط اليد..و يعود تاريخ إنشائها لأكثر من مائة وخمسين عاما في باب العمود في القدس الشريف، حيث انتقلت بعدها لوسط مدينة عمان.
وشكلت هذه المكتبة موضوعا في الإبداع الأردني، فمعظم الروايات التي تحدثت عن عمان أشارت إليها، وظهرت جليا في أعمال الروائيين الأردنيين مثل جمال ناجي و زياد قاسم وآخر الأعمال الروائية التي احتفت بها روايتي «راكين» لنهال عقيل ورواية «دفاتر الوراق» لجلال برجس.
تعرضت المكتبة لعدة أحداث مأساوية أثناء مسيرتها، منها جرف جزء منها بالسيول بالشتاء، احتراق مستودع المكتبة والذي اخذ معه الآلاف الروايات و200 من الكتب النادرة وبعض المخطوطات التاريخية وحوالي 150 نسخة من القران الكريم بخط اليد ومن ثم وفاة المالك المعايطة بحادث سير.
وفي تصريح لصاحب فكرة إعادة إنشاء المكتبة الأستاذ الدكتور علي أسعد الداود أفاد بأنه قد عاصر الأحداث المأساوية السابقة للمكتبة مع صاحبها المرحوم هشام المعايطة، وان فكرة إعادة إعمار المكتبة بدأت بوعد قطعه الدكتور الداود للمرحوم المعايطة سنة 2014، حيث استند الداود بهذه الفكرة الريادية على جامعته جامعة الزيتونة الأردنية في دعم البحث العلمي وخدمة المجتمع. وأفاد مدير المشروع أن المعاناة بدأت بالإجراءات البيروقراطية لأخذ الموافقات الرسمية ومن ثم إجراءات تقديم المشروع للجامعة واخذ الموافقات عليه وتقدير قيمة الدعم اللازمة للمشروع.
وتعتبر مكتبة الجاحظ بموقعها الاستراتيجي على نقطة التقاء شريان الحركة الرئيسي في وسط المدينة معلما سياحيا وثقافيا ونقطة جذب هامة لجميع مرتادي و مستخدمي وسط المدينة أو ما يعرف بصحن عمان.
وبين الداود بأن مشروع إعادة إنشاء المكتبة قد اشتركت به كليتي العلوم وتكنولوجيا المعلومات والعمارة والتصميم في جامعة الزيتونة الأردنية ومكتب إدارة الهندسة والمعرفة ومكتب صبح الهندسي لضمان إخراج التصميم المعماري المناسب لوسط المدينة.
وأفاد الداود بأن دعم الجامعة لم يقتصر على عملية البناء فقط بل تم بتجهيز المكتبة بكافة الأجهزة و البرمجيات الخاصة بهذه المكتبة وطريقة عملها ، حيث اشترك في تصميم هذه البرمجيات الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة وشركة مختصة في البرمجيات لتواكب التطور التكنولوجي الحالي والمستقبلي للمكتبة.