مرايا – تتغير أسعار الذهب من حين للآخر، متأثرة بعدة عوامل منها التغيير التاريخي الذي يشهد الدولار في الآونة الأخيرة، إلى جانب عوائد وسندات الخزانة الأمريكية، وحزمة الحوافر الأمريكية التي تفرضها الولايات المتحدة ضمن خطة مجابهة فيروس كورونا المستجد.
وأثرت الجائحة الحالية لفيروس كورونا Covid-19، بشكل كبير على الاقتصاد حول العالم، فإن أسعار الذهب قد ازدادت لأكثر من 11% في شهر أبريل الماضي لوحده. في فترة 6 أشهر، حيث شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا من 410$ منذ شهر ديسمبر 2019 إلى يومنا الحالي ليصل السعر لحوال 740$.
وتلقى الذهب بعض الدعم من مخاوف بشأن ارتفاع الإصابات العالمية بفيروس كورونا، والتي تجاوزت 100 مليون، في الوقت الذي تواجه فيه دول صعوبات في ظل نقص اللقاحات. ويركز المستثمرون على خطة للتخفيف من تداعيات كورونا بقيمة 1.9 تريليون دولار، أقرها مجلس النواب الأمريكي بدون دعم من الجمهوريين.
وانخفضت أسعار الذهب لأقل مستوى في شهرين، متأرجحة بين 1% إلى 7 %، حيث هبط السعر الفوري للذهب 2.3% إلى 1791.11 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد ملامسة أقل مستوى في أكثر من شهرين عند 1784.76 دولار، فيما تراجعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 2.4% لتسجل 1791.50 دولار.
لماذا الذهب أكثر شعبية :
يعد الذهب الملاذ الآمن، أو مخزن القيمة، الذي يلجأ إلى المستثمرون لتخزين أموالهم في أوقات عدم الاستقرار أو الغموض، حيث يُستخدم الذهب في الصناعة، والزينة، والأهم من ذلك أنه يُستخدم في التداول. وهذه حقيقة في يومنا نظرًا لدوره الفعال في تقوية التداول بين فئات المتداولين بدءً من الأفراد، وحتى البنوك المركزية العالميَّة.
وكانت العملات العالمية حتى منتصف القرن العشرين مرتبطة بشكل مباشر بأسعار الذهب، والذي يتحكم في مقدار النقود الورقية التي يمكنهم طباعتها، والقيمة المحتملة للعملة، وقد أشرنا إلى هذا بمعيار الذهب، لأنه يقيس قيمة العملة مقابل الذهب.
كما يساعد فهم المتداولين للطريقة التي تستخدم بها البنوك المركزية الذهب في الوقت الحالي، وعلاقته بعملتهم على فهم العلاقة بين الذهب وسوق الفوركس. هذا ويرى العديد من المراقبين، غن الذهب يمكنه أن يتخطى حاجز الـ19000 خلالا عام 2021، وذلك بعدما وصل إلى 2000 دولار للأوقية خلال العام الماضي، وهي قمة لم يصل إليها على مدار تاريخه، وعلى الرغم من تراجع أسعار الذهب، إلا أن التوقعات لا تزال إيجابية تجاه تحركات الملاذ الآمن في 2021 وتبدي تحليلات متعددة تفاؤلها تجاه ارتفاع اسعار الذهب.
ويتوقع المراقبون أيضاً، أن تقفز الأوقية إلى 2300 دولار في الربع الثالث من 2021، لاسيما أن البنوك المركزية والحكومات من الصعب أن تحدث تغييرات بالسياسة النقدية والمالية التيسيرية، لأن الهدف الأول هو تخفيف الأثار الاقتصادية السلبية للجائحة، فيما تتبنى مؤسسة كابيتال إيكونوميكس نظرة متحفظة للذهب خلال 2021، وإن كانت لا تتوقع هبوطا ملحوظا لسعر المعدن النفيس.
وعلى الرغم من التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيظل على موقفه بشأن السياسة النقدية، فإن المستثمرين سيستمرون في التطلع إلى العدول عن موقفه في هذا الشأن.
الطُرق الشائعة لتداول الذهب :
كل استراتيجية لها مخاطرها المحتملة ومكاسبها المحتملة أيضًا، لذلك يجب على المتداولين اختيار استراتيجية التداول التي تناسبهم.
تداول عقود الفروقات (CFDs)على الذهب :
يقوم خلالها المتداول بفتح صفقة شراء أو بيع على الأداة والمضاربة على حركة سعرها، والتعرف على الأرباح أو الخسائر المحتملة اعتمادًا على حركة السعر في الوقت الحالي للأداة طبقًا لتداوله خارج البورصة (OTC)، حيث يستطع المتداولين من خلال تداولهُم التعرف على السيولة العالية والتوافر، بناءً على السعر الحالي، بدلًاً من السعر المستقبلي.
خيارات عقود الفروقات(CDFs)
فوائد تداول خيارات عقود الفروقات (CFDs) على الذهب هي أنك تتمكن من فتح صفقة عقود الفروقات (CFDs) في اتجاه مُعاكس للعقد، وليس للذهب مما يعني أن المتداول يقوم بتداول الأداة بأقل سِعر.
عيوب عقود الفروقات :
تجعل المتداولين عرضة للتقلبات العالمية، حيث تنطوي على مخاطر كبيرة، فيما قد ُتتيح تداول عقود الفروقات(CFDs)على الذهب للمتداولين الربح من تقلبات أسعار هذه السلعة الشهيرة دون الحاجة إلى شراء الأصل الأساسي والاحتفاظ به، كما يُمكن أيضًا بيع هذه سلعة إذا توقع المتداول انخفاض سعرها.