مرايا – عاد أكثر من 119,000 فتاة وصبي إلى التعلم في صفوف مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) في الأردن للفصل الدراسي الثاني. بسبب جائحة فايروس كورونا، وتفتتح مدارس الأونروا أبوابها للطلاب بما يتماشى مع تعليمات الصحة والسلامة المفروضة من قبل الحكومة الأردنية.

في الأردن، يتم تحقيق ذلك من خلال اعتماد نهج التعليم المدمج، حيث يتم تقسيم الفصول الدراسية، من خلال أن يقوم مجموعة من الأطفال بالتعلم عن بعد في المنازل والنصف الآخر في المدرسة وبالتناوب. ووفقًا للوائح الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، يعد الالتحاق بالمدارس اختياريًا أيضًا وبناءً على موافقة أولياء الأمور، مما يعني أنه يمكن للآباء اختيار إبقاء أطفالهم في المنزل مع ضمان استمرار التعلم عن بعد.

بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، أمرت الحكومة الأردنية بإعادة اغلاق جميع المدارس في سبتمبر 2020 في سبيل السيطرة على انتشار الفيروس. في ذلك الوقت، وتماشياً مع قوانين الدولة المضيفة انتقلت مدارس الأونروا الى التعلم عن بعد، حيث كان الطلاب يصلون إلى التعليم بطرق مختلفة، بما في ذلك قناة الأونروا التعليمية على اليوتيوب، ومنصات التعلم عبر الإنترنت التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم الأردنية. خلال فترة الإغلاق، قدم مرشدو الدعم النفسي في المدارس الدعم النفسي والاجتماعي لجميع طلاب لاجئي فلسطين، بما في ذلك لاجئي فلسطين القادمين من سوريا، وذلك حفاظاً على سلامة صحتهم النفسية والعقلية.

بالرغم من الجائحة العالمية والازمة المالية التاريخية التي تعاني منها الوكالة، لم يدخر طاقم الأونروا التعليمي أي جهد لضمان وصول طلبة لاجئي فلسطين إلى التعليم غير المنقطع، وخاصة الطلبة الأقل حظاً ممن لا يملكون اتصالاً مستمراً بشبكة الانترنت أو أجهزة هواتف ذكية.

قالت مديرة شؤون الأونروا في الأردن، السيدة مارتا لورينزو: “أنا سعيدة للغاية بالانضمام إلى طلابنا في أول يوم لهم في المدرسة”. “اليوم، نحتفل بهم وبطاقمنا التعليمي الذين لم يدخروا أي جهد لضمان استمرارية التعليم لجميع الأطفال، سواءً في الصفوف أو عن بُعد. خلقت جائحة فايروس كورونا حالة غير مسبوقة تؤثر على العالم بأسره. ومع ذلك، مع الطاقة التي تلقيناها من أطفالنا ومعلمينا، تمكنا من الاستمرار في مواجهة التحديات وتقديم تعليم جيد طوال الأزمة “.

خلال حفل العودة إلى المدارس الذي أقيم في مدرسة إناث الرصيفة الإعدادية التابعة للأونروا في مدينة الزرقاء، التقت السيدة لورينزو، ونائب مدير برنامج التعليم في الأونروا السيد مورتيز بيلاغير، ورئيسة دائرة التعليم في إقليم الاردن الدكتورة عروبة لبدي بالطلبة، حيث تم مناقشة مسؤولياتهم الرئيسية وخططهم للفصل الدراسي الجديد، لا سيما في ظل جائحة كوفيد-19. خلال الجلسة، عرض الطلبة استراتيجياتهم لزيادة وعي الطلاب بفيروس كورونا وكيفية البقاء بأمان خلال ساعات الدوام المدرسي.

خلال الاحتفال قالت الطالبة ابتسام رأفت “أنا سعيدة جدًا لأننا عدنا أخيرًا إلى المدرسة، وتمكننا من رؤية أصدقائنا ومعلمينا، سأحرص دائماً على ارتداء الكمامة وتشجيع زميلاتي على ذلك أيضاً، حتى نتمكن من مواصلة التعليم وجهًا لوجه دون الرجوع إلى الإغلاقات مع الحفاظ على سلامتنا.”

وأضافت المعلمة شادية أبو عليا قائلة ” لم تكن الرحلة سهلة ابداً، ولكننا لم ندخر أي جهد للتأكد من أن طلابنا يتابعون دروسهم بشكل صحيح وخاصة طلاب الصفوف الأولى الذين ما زالوا يبنون مهاراتهم ومعلوماتهم، لذلك هم بحاجة إلى رعاية وتعليم خاصين.”

تدير الأونروا ما مجموعه 711 مدرسة في سوريا ولبنان والأردن وغزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، حيث تحتضن هذه المدارس أكثر من 534،000 طالب من لاجئي فلسطين.

معلومات عامة:
تواجه الأونروا طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات. ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية للأونروا، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير. وتدعو الأونروا كافة الدول الأعضاء للعمل بشكل جماعي وبذل كافة الجهود الممكنة لتمويل موازنة الوكالة بالكامل. ويتم تمويل برامج الأونروا الطارئة والمشروعات الرئيسة، والتي تعاني أيضا من عجز كبير، عبر بوابات تمويل منفصلة.

تأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5.7 لاجئ من فلسطين مسجلين لديها. وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم. وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.