مريا – شهد العام 2019 وفاة 63 أما أردنية ومقيمة خلال الحمل والولادة والنفاس، في مستشفيات حكومية وخاصة وجامعية، وفق تصريح لرئيس اللجنة الوطنية لدراسة ومتابعة وفيات الأمهات عبد المانع سليمان
وكشف سليمان ان رصد الوفيات بلغة الأرقام “محدود جدا”، مقارنة بالعام الذي سبقه، الذي رصد فيه 62 وفاة.
كما أظهر التقرير ان معدلات وفيات الأمهات في 2019 بلغت 32.4 وفاة/ 100 ألف ولادة، بينما كانت 29.8 وفاة/ 100 ألف ولادة في 2018، وفق سليمان الذي أكد أن الفارق بين هذه المعدلات، ظهر بسبب انخفاض الولادات الحية التي تحتسب ضمن معادلات استخراج المعدل العام، بناء على أرقام راشحة من دائرة الأحوال المدنية، ما يستدعي مناقشة وتحليلا عقب إطلاق النتائج رسميا.
ويتوقع بأن تطلق وزارة الصحة واللجنة، التقرير الوطني الثاني لوفيات الأمهات 2019 الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، الذي يرصد وفيات النساء في سن الإنجاب (من 15 إلى 49 عاما) فور حدوثها، ومعرفة الأسباب والعوامل المساعدة التي أدت للوفاة، والمعلومـات المقدمة لصانعـي القـرار ومـديري ومقدمـي خدمـات الرعايـة الصحيـة والمجتمعـات، لاتخاذ إجراءات فعالة لوقف وفيات الأمهات بتعزيز الوقاية في المرافق الصحية والمجتمع، ومنع حدوث وفيات مشابهة للأسباب نفسها، وفق سليمان الذي أوضح ان الرصد بعيد عن الأخطاء الطبية والمساءلة القضائية.
ويلزم نظام الرصد مستشفيات القطاعين العام والخاص والجامعي وأقسام الطب الشرعي، بالإبلاغ عن وفيات النساء خلال 24 ساعة من حدوث الوفاة، وفق سليمان الذي أشار إلى أن “القطاعين الخاص والعام، بينوا ان أعلى أعداد لوفيات الأمهات، كان بسبب عمليات قيصرية طارئة أو مبرمجة”.
وبحسب أرقام مسح الأسرة والسكان في العامين 2017 و2018، تتلقى الأمهات قبل الولادة رعاية طبية من أشخاص مدربين بنسبة تقع بين 99.1 % و99.7 %.
وبين سليمان أن مخرجات الرصد والاستجابة الصادرة عن النظام الوطني لوفيات الأمهات 2019 “لم تختلف كثيرا عن العام الذي سبقه”، من حيث أسباب الوفيات.
ويشار إلى أن التقرير الرصدي الأول 2018 بين وفاة 1247 امرأة في سن الإنجاب (15-49 عاماً) من بينهن 62 وفاة نفاسية (83.9 % أردنيات و9.7 % سوريات و4.8 % فلسطينيات و1.6 % باكستانيات).
كما خضعت 62.9 % (39 حالة) من الوفيات النفاسية لولادة قيصرية، 17 منها كانت لأول مرة، علما بأن الولادة القيصرية يمكنها إنقاذ حياة الأم والجنين، لكن غير الضروري طبياً منها، مرتبط بخطر أعلى للوفاة خلال أو بعد الولادة، مقارنة بالولادة الطبيعية.
وتؤكد الوزارة في تقاريرها الرسمية السنوية وجود نحو 120 مركزا للأمومة والطفولة في الأردن، وأن 98 % ينجبن في المستشفيات.
ويعد النزيف الدموي التوليدي “قاتل الأمهات عالميا”، الرقم الأول بحصد أرواح الأمهات، بالإضافة للجلطات الدموية وتسمم الحمل والأمراض القلبية الوعائية اثناء الحمل، وبعض الأمراض السرطانية المكتشفة وغير المكتشفة، وفق رئيس الجمعية الأردنية للنسائية والتوليد السابق عبد المالك عبد المالك.
واستعرض عبد المالك، وهو عضو اللجنة أيضا، أسبابا مباشرة وغير مباشرة للوفاه منها: الناتج عن وضع معيب في المشيمة الملتصقة بجدار الرحم، والتي تعد من أهم مضاعفات الحمل، لكن في حال تشخيص المرض أثناءه.
كما يؤدي انفجار الرحم الناجم عن عمليات قيصرية سابقة، أو تحريض على الولادة (الطلق الاصطناعي) بطريقة خاطئة للوفاة، وفق عبد المالك، الذي أشار إلى أسباب أخرى، تشمل تسمم الحمل والجلطات الرئوية والدماغية وأمراض قلبية أو سرطانية مكتشفة أو غير مكتشفة.
في هذا النطاق، تؤكد توصيات منظمة الصحة العالمية، أن نسبة وفيات الأمهات أثناء الحمل، يجب الا تزيد على 15 % ولا تقل عن 5 %، بينما أكدت دراسة أخرى حول أمراض الأمهات أن 60 % من الأمهات الأردنيات، يصبن بأمراض نسائية أثناء الحمل والولادة والنفاس، غير أن آخر دراسة سكانية وطنية في 2008، كشفت أن نسبة العمليات القيصرية في مستشفيات المملكة كانت مرتفعة إذ بلغت 28 %.