مرايا – توقفت الحملة الوطنية من اجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” أمام قرار وزارة التربية والتعليم، تعليق عودة الدفعة الثانية من طلبة الصفين العاشر والحادي عشر إلى التعليم الوجاهي لمدة أسبوع والاستمرار لهذين الصفين في التعليم عن بعد.

ورأت الحملة أن القرار يعكس توجهًا رسميًا لاستمرار التعلم عن بعد طيلة الفصل الدراسي الثاني، ويبدو أنه سيشمل لاحقًا طلبة الصفوف الأساسية الدنيا وطلبة التوجيهي الذين عادوا إلى التعليم الوجاهي –جزئيًا- قبل أسبوعين.

ولفتت ذبحتونا إلى أن استمرار التعلم عن بعد يعني أن الطلبة سيكونون قد أنهوا عامًا دراسيًا ونصف العام الدراسي بشكل متتالٍ تقريبًا، في ظل تعليم عن بعد أثبت فشله وعجزه عن تعويض الفاقد التعليمي والفجوة التي أحدثها غياب التعليم الوجاهي.

وحذرت الحملة من أن طلبة الصف الثاني الأساسي –على سبيل المثال- أصبح لديهم فاقد تعليمي أكبر مما يمكن تخيله، بل يمكننا القول بأن طلبة الصفوف الأساسية الدنيا (أول وثاني وثالث) قد تم تجهيلهم فعليًا وبالمعنى الحرفي للكلمة.

وتساءلت ذبحتونا عن الاستراتيجية التي وضعتها وزارة التربية والحكومة لتعويض هذا الفاقد الذي أقرت به الوزارة نفسها.

ورأت الحملة أن وزارة التربية وجدت في التعلم عن بعد أفضل طريقة للتهرب من مسؤولياتها ورمي الكرة في ملعب الأهل والطلبة لتبرير عجزها وفشلها المستمر في ملف التعليم، وإخفاقها في إيجاد حلول خلاقة في هذا الجانب.

إننا في الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” نرى أن الحكومة ووزارة التربية وجدتا أن الحل الأسهل يكمن في استمرار التعلم عن بعد، وتغطية عجزها بتسخير كل الطاقات الإعلامية للترويج والدفاع عن منصة درسك الفاشلة.

وضمن المحاولات الحكومية لتهويل وتضخيم “خطورة” العودة إلى المدارس، قامت وزارة التربية مساء أمس بنشر عدد الإصابات بين المعلمين والطلبة خلال الأسبوعين الماضيين. حيث تم تسجيل 1359 حالة بين طلاب ومعلمين وعاملين في مدارس، بعضهم من أصيب بالفيروس المتحور. وتوزعت الإصابات وفق الوزارة على 541 إصابة بين الطلبة و679 بين المعلمين و139 الإداريين،.

وأبدت ذبحتونا استغرابها من قيام الحكومة بنشر أرقام ومعلومات منقوصة، وقيامها بفرض استنتاجاتها علينا، دون إطلاعنا على التفاصيل الكاملة لهذه المعلومات.

فوزارة التربية لم تحدد إن كانت هذه الإصابات بين الطلبة المداومين في المدارس أم الطلبة الذين يداومون عن بعد؟ وما هو عدد الإصابات بين المعلمين الذين عادوا للتدريس، في مقابل عدد الإصابات بين المعلمين بشكل عام؟ وما هي عدد الفحوصات التي تم إجراؤها للمعلمين والطلبة كل على حدا بشكل عام ونسبة الفحوص الإيجابية بينهم؟

إن الحملة الوطنية من اجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” تحذر من أن استمرار التعلم عن بعد في الفصل الدراسي الثاني، تحت ذريعة الحالة الوبائية، لا يمكن قبولها في ظل هذا الحجم الكبير من الفاقد التعليمي، وخاصة لطلبة الصفوف الأساسية الدنيا. ونطالب لجنة الأوبئة بأن يكون لها رأيها العلمي فيما يتعلق بعودة الأطفال إلى المدارس، مذكرين بتصريحات الدكتور سعد الخرابشة رئيس لجنة التقييم الوبائي الذي أكد على ضرورة عودة الأطفال تحت سن الـ10 سنوات، بحكم أن هذه الأعمار الأقل قدرة على التقاط الفيروس والأقل قدرة على نشره.