بالتزامن مع جائحة كورونا، ازدادت ظاهرة البسطات التي تحتل وسط وأرصفة شوارع مدينة مادبا بالإضافة الى الباعة المتجولين، بدون مراعاة لحركة الطريق والمارة، وسط غياب اي اجراءات حكومية للقضاء على هذه الظاهرة التي وصفها المواطنون بـ”المزعجة”، لاسيما استخدام الباعة مكبرات الصوت أثناء تجوالهم بين الأحياء وتواجدهم في ساحات المساجد.
ويصف رئيس بلدية مادبا الكبرى المهندس أحمد سلامة الأزايدة، الانتشار العشوائي للباعة المتجولين والبسطات في الشوارع، بأنها من أهم المشاكل التي تؤرق المجتمع، وبخاصة أنها تربك حركة السير في معظم الشوارع الرئيسة، ما يستدعي إنشاء سوق شعبي، هو حاليا قيد الإنشاء لجمع الباعة المتجولين تحت مظلته وحل المشكلة نهائياً.
لكنه يشير في نفس السياق إلى ان جائحة كورونا اسهمت في تعطيل العمل في السوق الشعبي الذي تبلغ كلفته (800) ألف دينار.
ورغم ذلك يؤكد الأزايدة انه سيكون هناك حل جذري لأصحاب البسطات، من خلال تحديد مواقع ملائمة لعرض بضائعهم بعد التأكد من صلاحيتها.
ويؤكد المواطن ليث أبو قاعود، أن تداعيات الجائحة على المواطنين دفعت العديد منهم للتوجه الى البيع على البسطات او “البكبات”. غير انه يؤكد ان مثل هذه المشاكل التي تؤرق السكان، يجب إيجاد حلول سريعة لها، وبخاصة أن البسطات تشكل مأساة حقيقية في تشويه المنظر العام للمدينة، التي يؤمها سياح من مختلف أرجاء العالم.
فيما يؤكد المواطن عدي العواد، أن احتلال أصحاب البسطات أرصفة الشوارع، يخلق احتقانا وتنافسا غير سليم، بينهم وبين أصحاب المحلات التجارية، فهم يعملون على فرض سيطرتهم على الشوارع باعتبارها “حقاً”، مشيراً إلى أن ثمة أشخاصاً يلجأون إلى فرض سيطرتهم وقوتهم بتخصيص موقع للباعة المتجولين لعرض ما لديهم من بضائع وحمايتهم مقابل أجر.
ويرجع العواد تفاقم ظاهرة البسطات والباعة المتجولين الى تداعيات جائحة كورونا على سوق العمل والتي أفقدت الكثير من الأسر مصادر رزقها.
في غضون ذلك ، يعاني أصحاب المحلات التجارية من عدم وصول الزبائن لمحلاتهم، بسبب الانتشار الكثيف للبسطات التي تحتل الأرصفة أمام محلاتهم، دون وجود رادع، وبخاصة في شارع الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ( البتراء سابقاً) وبشكل يؤدي إلى إعاقة السير والمارة على أرصفة الشارع، وتحكم أصحاب البسطات بالأرصفة، التي أنشئت من أجل حماية المواطن من حوادث الدهس.
ولا يمانع أصحاب البسطات أن يكون هناك سوق شعبي منظم يتجمعون فيه، مبررين ما يقومون فيه بانه يعود الى “ضيق الحال”، ما دفعهم إلى كسب رزقهم من خلال البسطات وبخاصة مع ارتفاع نسبة البطالة بينهم، مطالبين الحكومة بتوفير فرص عمل لهم أو تخصيص أماكن بيع لهم تكون قريبة من وسط المدينة ومحطات النقل والمواصلات.
ويؤكد المدير التنفيذي لبلدية مادبا الكبرى جلال المساندة، أن كوادر البلدية تقوم يومياً بعملية التفتيش على الشوارع كافة وإزالة البسطات ومصادرة بضائعها، وتحويل أصحابها إلى القضاء، مشيرا إلى أن البلدية لن تتهاون مع أي شخص تسول له نفسه بتشويه المنظر العام للمدينة السياحية.
وفي السياق، يرى رئيس غرفة تجارة مادبا المهندس حسام عودة، أن الباعة المتجولين، هم أحد أسباب انهيار الاقتصاد، ويشكلون أذى جسيما على التجار، الذين يلتزمون بدفع الضرائب والإيجارات وفواتير الخدمات، بينما الباعة المتجولون لا يدفعون أي ضرائب أو فواتير، على سبيل المثال لا الحصر، في حين أن بضائعهم بمعظمها قد لا تكون صالحة للاستهلاك.
وأشار عودة إلى أن ظاهرة الباعة المتجولين توسعت في الآونة الأخيرة نتيجة ما آلت إليه ظروف المواطنين الاقتصادية الصعبة نتيجة جائحة كورونا، والتي دفعت الكثير منهم خاصة من فقدوا فرص عملهم إلى القيام بمحاولات للبحث عن فرص عمل، وبخاصة مع ارتفاع نسب الفقر بين المواطنين.
ويؤكد عودة بأن ثمة إجراءات وحلولا مناسبة سوف تطبق بالتعاون مع بلدية مادبا والأجهزة المحتصة للتخفيف من معاناة المواطنين والتجار والباعة المتجولين.
(الغد)