مرايا – صادقت المحكمة العليا الصهيونية  يوم الثلاثاء الماضي على قرار سلطات الاحتلال هدم خربة “الميتة” بالأغوار الشمالية، وردّت الالتماس الذي تقدّمت به هيئة مقاومة الجدار والاستيطان؛ ما يفتح الباب أمام عملية هدم وتهجير  صهيونية جديدة ضمن مخطط تفريغ الأغوار من الفلسطينيين.

ويبلغ عدد سكان خربة الميتة حوالي 700 نسمة، وتقع في نطاق قرية المالح والمضارب البدوية لوادي المالح، وهي محاطة بعديد معسكرات جيش الاحتلال إلى جانب المستوطنات.

فمن الجهة الغربية للخربة يقع معسكر “كوبر” الذي يتواجد عليه حاجز تياسير العسكري ومعسكر حمامات المالح، ومن الجهة الشمالية مستوطنة “مخولا”، ومن الشرق مستوطنة “مسكيوت” و”روتم”، ومن الجهة الجنوبية معسكر بلبس سمرا ومستوطنة “حمدات” و”بقاعوت”.

وقال وزير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف لوكالة “صفا” إنّ المحكمة العليا الصهيونية ردّت التماسًا تقدّمت به الهيئة لوقف إخطارات الهدم التي سلّمتها قوات الاحتلال قبل نحو شهر لـ26 عائلة من الخربة.

وذكر عساف أنّ قوات الاحتلال كانت اقتحمت “الميتة” وسلّمت إخطارات لأهلها تنتهي مدتها في 17 فبراير/ شباط 2021، وتشمل بركسات وخيام تؤوي أكثر من 200 مواطن.

وشدّد الوزير على أن الهيئة والمواطنين وكل الغيورين “لن يتركوا الاحتلال ينفذ مخططاته في المنطقة”، مشيرًا إلى أنّ تجربة “حمصة” و”الخان الأحمر” وغيرها تؤكدّ أنّ “الفلسطيني لا يترك أرضه وما يتم هدمه سنبنيه.

وتعاني خربة الميتة، كما المناطق البدوية في الأغوار الشمالية، من وقوعها في نطاق ميدان التدريب العسكري لجيش الاحتلال الذي يحرك قواته فيها بشكل مستمر يؤدي لمضايقات للأهالي، بحسب المواطن إبراهيم عليان.

وذكر عليان لمراسل “صفا” أنّ وادي المالح يضمّ ثماني تجمّعات بدوية، وهي: الميتة، الحديدية، خلة مكحول، سمرا، الحلوة، وادي المالح، الفارسية، الحمة، لافتًا إلى أنّ سكانها يعتمدون على تربية المواشي والزراعة البعلية في معيشتهم، فيما تلاحقهم ومواشيهم قوات الاحتلال والمستوطنين في السفوح الجبلية باستمرار.

بدوره، قال مسؤول ملف الاستيطان بالأغوار معتز بشارات إنّ قرار محكمة الاحتلال العليا بالتصديق على قرار هدم خربة الميتة “ليس مستغربًا ويُتوقع تنفيذه؛ لأن مخطط الاحتلال في المنطقة واضح تمامًا، وهو متكامل وفق ما جرى ويجري في المناطق البدوية الأخرى”.

وأضاف بشارات، في حديثه لوكالة “صفا”، أنّ التهجير الصهيوني المتعمّد للفلسطينيين من خربة “الميتة” يهدف إلى السيطرة على ما يزيد على 45 ألف دونم، عدا عن كون المنطقة غنيّة بالمياه حيث يوجد بها ثمانية ينابيع للمياه العذبة، إضافة إلى أنها تقع ضمن منطقة أثرية “وتشكّل تلك العوامل مجتمعة أسبابًا للسيطرة عليها وتهجير البدو من سكانها الأصليين”.

وشدّد على ضرورة أن يلتفت العالم لما يجري في الأغوار “لأن ما يجري ينطبق عليه مصطلح التهجير القسري وفق القانون الدولي”، معتبرا أن ما تشهده الأغوار من عمليات هدم في الأشهر الأخيرة يضاهي ما تمّ خلال سنوات طويلة سابقة “ويتمّ في غفلة من العالم المنشغل بالتصدي لجائحة كورونا”.