مرايا – قال مؤسس الرابطة الدولية للتعليم الإلكتروني، أستاذ الهندسة الكهربائية والإلكترونية في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، الدكتور عبدالله يوسف الزعبي، إن الثورة الصناعية الرابعة تمثل فرصة حقيقية للأردن للخروج من أزمته الاقتصادية.

واوضح الدكتور الزعبي خلال محاضرة نظمتها الجمعية الاردنية للبحث العلمي والريادة والابداع مساء أمس السبت، عن بعد، ان الخروج من الازمة يكون بتبني سياسات جادة تعيد تأهيل الجامعات وتشجع القوى البشرية، على اقتحام مضمار الابتكار والبرمجة وتصميم التطبيقات الالكترونية وتصنيعها وانتاجها.

واضاف ان تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة توفر الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبيانات الضخمة و”البلوكشين” والعملة الرقمية والطباعة الثلاثية والطائرات بدون طيار والحوسبة السحابية والواقع المعزز والمواد الجديدة والنانوية والطاقة المتجددة والجينوم البشري والهندسة الجينية والطبية، وكلها مجالات خاضها الأردني وبحاجة لتأطير حول برامج وسياسات تنتهجها الدولة. واكد الزعبي خلال المحاضرة التي جاءت بعنوان “جامعة المستقبل في ظل الثورة الصناعية الرابعة”، ان الأردن بحاجة ماسة لتظافر الجهود وجمع الطاقات والموارد وإيجاد منصة جادة لإطلاق عنان الحوار حول الثورة الصناعية الرابعة، وسبل الإفادة منها وتوظيفها في بناء وتطوير الوطن وضمان مستقبله وازدهاره.

ودعا إلى إعادة تأهيل الجامعات وتمكينها من استيعاب التكنولوجيا بكافة اشكالها حتى تستطيع أداء دورها في انتاج المعرفة وتجويد البحث العلمي وتأهيل الطلبة للولوج الى سوق العمل الذي أصبح أشد تنافسية وأضيق مجالاً، وصارماً في قضية كفاءة الطلبة ومتطلبات المهارة والقدرات المتنوعة. وبين الزعبي ان المملكة بحاجة لربط كافة مؤسسات الدولة، في قطاعيها العام والخاص، مع الجامعات ومراكز البحث العلمي، عبر تطوير استراتيجية شاملة للعلم والتكنولوجيا والابتكار وبناء هيكليتها الإدارية المناسبة، من أجل إقامة اقتصاد صناعي منتج مبني على مثلث المعرفة، لدعم المشاريع البحثية في الجامعات ذاتها، وتنمية العقول البشرية الشابة لتوليد فرص العمل بنفسها، لتصبح الجامعة مصدراً رئيساً للابتكار وانتاج التكنولوجيا وتحفيز الاقتصاد.

وقدم الدكتور الزعبي عرضاً معمقاً عن تطور التعليم العالي عبر العصور وتأثره بالتكنولوجيا في جميع مراحله، إذ عرض مفهوم “التعليم 4.0 “وأثر التكنولوجيات الناشئة الهائل في إعادة صياغة مفهوم الجامعة ودور الأستاذ والطالب في العملية التعليمية المستقبلية. من جانبه، اشار رئيس الجمعية الدكتور رضا الخوالدة، الى أن الثورة الصناعية تمنح فرصة حقيقية للتعليم العالي لمواجهة تحديات العصر للنهوض بالكوادر البشرية ومواكبة التقدم الهائل في التكنولوجيات الناشئة والتعامل مع الوسائل والطرق التعليمية الحديثة.

واضاف ان الثورة الصناعية الرابعة تمثل فرصة للتركيز على إصلاح المنظومات التعليمية عبر تطبيق الإطار الوطني للمؤهلات، وإعادة صياغة البرامج الأكاديمية لتتحول إلى برامج مبنية على نوعية التعليم ومخرجاته التي تكسب الطلبة المهارات والقدرات الإبداعية.

وثمن الدكتور الخوالدة جهود هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضبط جودتها في إدراج الجامعات في الإطار الوطني للمؤهلات، تمهيداً لتسكين البرامج الأكاديمية فيه. وتخلل المحاضرة العديد من المداخلات والاسئلة التي اكدت اهمية هذا الجانب واهمية الاهتمام به. (بترا)