وادي الأردن: أسعار الخضار دون التكلفة وتوقعات بانتهاء مبكر للموسم
مرايا- في الوقت الذي يستمر فيه تدني أسعار الخضار إلى ما دون الكلفة، يرى مزارعون أن الأوضاع الحالية ستؤدي إلى انتهاء الموسم الزراعي الغوري مبكرا، مشيرين إلى أن الاستمرار في رعاية المحاصيل دون جدوى سيكبدهم خسائر إضافية كبيرة، ما دفعهم الى التوقف عن تقديم الخدمات اللازمة لاستمرارية الإنتاج.
ويبين المزارع وليد الفقير أن الاستمرار في العمل في ظل الأسعار الحالية سيزيد من خسائرهم التي لم تتوقف سوى لأسابيع، لافتا الى أن غالبية المزارعين يضطرون الى إنهاء الموسم للحفاظ على البلاستيك الزراعي وأنابيب الري من التلف للموسم المقبل.
ويوضح أنه وفي ظل تردي الأسعار، فإن معظم المزارعين عمدوا الى تقليل الكلف من خلال تقنين المصاريف من أسمدة وعمليات مكافحة والري وما الى ذلك، ما أدى بالتالي الى تراجع الإنتاج، مبينا أن انخفاض كميات الإنتاج يجعل من الاستمرار أمرا غير مجد، بل ويؤدي إلى خسائر محققة في ظل الأسعار الحالية.
ويشاركه الرأي المزارع جميل الكايد، الذي يؤكد أن انخفاض الأسعار غير المسبوق دفعه إلى الإحجام عن الري والتسميد والرش، وما إلى ذلك من العمليات التي تعمل على ديمومة المزروعات لتفادي تكبد خسائر جديدة، لافتا إلى أن هذا الأمر ساعد على إجهاض عملية إنتاج الخضار بشكل عام، ما أدى إلى تراجع الإنتاج بشكل كبير.
ويضيف أن المزارع في وادي الأردن عاش موسما هو الأسوأ منذ عقود، إذ لم نعهد سابقا أن يتم التخلي عن المحصول إلا بعد انتهائه، حتى ان الموسم يستمر لنهاية حزيران (يونيو)، مشيرا إلى أن انخفاض أسعار الخضار وتراجع الإنتاج معا، جعلا المزارع يقدم فعليا على إنهاء موسمه الزراعي للمحافظة على رأس المال، بغرض استخدامه في الموسم المقبل كالغطاء البلاستيكي وأنابيب الري وتوفير أثمان المياه المبيدات والأسمدة، والتي كان بالإمكان الاستمرار في استخدامها لو أن الأسعار بقيت مستقرة عند الحد الذي لا يشعر فيه المزارع بالخسارة.
وينوه رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، إلى أن الوضع الزراعي في وادي الأردن أصبح مأساويا في ظل انخفاض أسعار الخضار والارتفاع الكبير بالتكلفة، وخاصة أجور العمالة وأثمان المبيدات والأسمدة، مؤكدا أن الاستمرار في العمل الزراعي في ظل الظروف الحالية يعد بمثابة انتحار واستنزاف للموارد.
ويضيف أن استمرار تدني الأسعار وما يعكسه من خسائر على المزارعين، سيجبرهم على إنهاء الموسم خوفا من تردي الأوضاع بشكل أكبر في ظل تراجع الإنتاج، الأمر الذي قد يتسبب بنقص حاد في الخضار خلال الفترة المقبلة وقد يؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
ويبين مدير سوق العارضة المركزي أحمد الختالين، أن أسعار الخضار في السوق تواصل انخفاضها منذ أكثر من شهر، مشيرا إلى أن معظم أصناف الخضار تباع حاليا دون التكلفة.
ويوضح أن تدهور الأسعار يعود إلى تراجع حركة التصدير إلى الأسواق الخارجية إلى مستويات شبه معدومة، إضافة الى تراجع القدرة الشرائية محليا، قائلا “لا شك أن الأوضاع الحالية ستدفع المزارعين إلى التخلي عن زراعاتهم للحد من الخسائر التي يتكبدونها يوميا، ما سيؤدي إلى انتهاء الموسم الزراعي مبكرا بأقل من شهرين مقارنة بالأعوام الماضية.
ويشير إلى أن الكميات الواردة إلى السوق ما تزال دون 400 طن يوميا بتراجع يقارب من 50 %، مقارنة بالمواسم الماضية، مبينا أن معظم أسعار الخضار تباع العبوة منها وزن 8 كيلوغرامات حاليا دون الدينارين وبأقل من سعر التكلفة.
يذكر أن الموسم الزراعي في وادي الأردن يبدأ في تشرين الأول (اكتوبر) ويستمر لغاية حزيران (يونيو) من كل عام، إلا أنه وبفعل التغيرات المناخية وتردي الأسعار وتراجع الإنتاج، فإن المواسم الأربعة الماضية شهدت تأخرا في بدء الموسم الزراعي في وادي الأردن في مقابل انتهائه بشكل مبكر.الغد