قال مساعد الامين العام للشؤون الفنية والصحية ومديريات الصحة الدكتور نائل العدوان، إن وزارة الصحة تولي اهتماماً كبيراً بمرضى التوحد، وتتابعهم من خلال مراكز الأمومة والطفولة التابعة لمديريات الصحية في المملكة مشيرا إلى استمرار تقديم الدعم لهذه الفئه عن طريق التنبيه المبكر والتوعية والتقبل والدمج.
وأضاف الدكتور العدوان لوكالة الأنباء الاردنية (بترا)، أن الاهتمام بهذه الفئة يكون من خلال متابعتهم والأخذ بتوصيات منظمة الصحة العالمية بأهمية دمجهم وخصوصا في الحالات البسيطة وخاصة في مراكز العمل وعمل دورات تثقيفية للعاملين في مراكز الامومة والطفولة ورعايتهم منذ الصغر، والتنبه المبكر إلى أهالي المصابين بهذا المرض، خاصة الامهات وملاحظة سلوك الطفل وتقسيمات الوجه لاكتشاف مرض التوحد مبكرا والذي يظهر بالعادة بين 3شهور و3 سنوات.
ودعا الدكتور العدوان إلى ضرورة دعم الابتكار مع الأشخاص المصابين بالتوحد من أجل الحصول على فرص لإعمال حقوقهم وإمكاناتهم.
ويشارك الأردن العالم اليوم الثاني من نيسان من كل عام باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد بهدف تحسين نوعية حياة مرضاه، مؤكدا ان موضوع عام 2021 بعنوان “الشمول في مكان العمل: التحديات الماثلة والفرص المتاحة في عالم ما بعد الجائحة وتقوم مراكز الامومة بحسب الدكتور العدوان بتدريب الامهات على الطرق المثلى وعلى كسر الحاجز وتدريب الاهل على طرق التواصل وتوجيهم بعد ذلك لمراجعة عيادات اطفال الأعصاب والعيادات النفسية والعلاج من خلال جلسات العلاج السلوكي.
واكد، أن هذه الفئة تستحق أن ينالوا الاهتمام الكافي والفرص الملائمة لقدراتهم المتميزة من خلال الجهات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وكافة المؤسسات الداعمة. من جهته، قال اخصائي التربية الخاصة الدكتور منذر العلوان، ان اضطراب طيف التوحد يعتبر هو عرض يصيب الأطفال في سن مبكر، وهو عبارة عن إضطراب التكامل الحسي، والاختلال الوظيفي التنفيذي، وفرط في التركيز ويعتبر التوحد من الإضطرابات العصبية النمائية.
واشار الى انه لا يوجد دليل واضح يحدد السبب المباشر له، غير أن العلماء إتفقوا على مجموعة من الأسباب المحتملة له ومنها عوامل ما قبل الولادة سوء التغذية للأم الحامل والإصابة بالحمى والتعرض للكدمات وعمر الأم عند الولادة والتعرض للأشعة السينية، وعوامل ما بعد الولادة نقص الأكسجين أثناء الولادة. وبين العلوان، ان علاج التوحد يتمثل بالعلاج السلوكي في التقرب من الطفل، وعدم تركه بمفرده، ومتابعة البرامج معه التي تنمي مهارات عامة لديه والعلاج التربوي في المدرسة والمنشآت التعليمية التي تبرز طاقات الطفل وعدم التقليل منه والعلاج الأسري هو التفاعل مع أفراد الأسرة، والتقرب من الطفل واللعب معه بطريقة ترفع من قدراته المعنوية اما العلاج الدوائي، قد يتم وصف بعض الأدوية الخاصة بمضاد الشرود ومضادات الذهون، ولابد أن تكون تلك الأدوية بإشراف الطبيب المعالج والمتابع لحالة الطفل.
وذكر الدكتور العلوان، انه من أهم العلامات التي تظهر على الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة التواصل والتفاعل الإجتماعي بصورة مستمرة، صعوبة في انشاء العلاقات الإجتماعية والمحافظة عليها، صعوبة في سلوكيات التواصل غير اللفظي، حركات نمطية تكرارية لفظية أو حركية.
واشار العلوان الى اهم طرق العلاج لتخفيف آثار التوحد هو العلاج السلوكي والتربوي والأسري حيث يتم تعديل السلوكيات غير المرغوبة لدى الطفل المصاب بالتوحد وتدريبه على مهارات التواصل والتفاعل الإجتماعي ومهارات الحياة اليومية والعناية الذاتية.
وللوقاية من اضطراب طيف التوحد لابد من العناية بالأم الحامل وتقديم الرعاية الصحية المتكاملة لها أثناء فترة الحمل ، مع ضرورة التأكيد على الرعاية النفسية للأم أثناء الحمل وعدم تعرضها للصدامات النفسية والعاطفية.
وللحيلولة للحد من تفاقم الحالة لابد من تقديم خدمات الكشف المبكر والتدخل المبكر والذي بدورة يسهم بدرجة كبيرة في التخفيف من شدة الحالة. يواجه الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم حسب الدكتور العلوان مجموعة كبيرة من التحديات والمتمثلة بالاتجاهات السلبية نحو الطفل وأسرته، وقلة وجود مؤسسات تعنى بتوعية الأسر وتدريبها على كيفية تقبل الحالة والتعامل معها إضافة إلى الكلف المادية الباهظة للمراكز التي تعنى بتقديم الخدمات لهؤلاء الأطفال.
وَحول دمج المصابين بإضطراب طيف التوحد البسيط، اكد الدكتور العلوان انه يمكن أن يدمجوا بسوق العمل بحال توافرت لهم جميع الخدمات التربوية والسلوكية وخدمات التأهيل المهني والأهم من ذلك رفع درجة الوعي وتغيير الاتجاهات من السلبية للإيجابية لتقبل مثل هؤلاء الأطفال.