مرايا – قال المهندس عثمان الشول مدير مركز الطفيلة للبحوث الزراعية إن مناخ الطفيلة ملائم لزراعة الجوافة، موضحاً أن أمريكا الوسطى هي الموطن الاصلي لزراعة الجوافة ومنها انتقلت الى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في العالم، والتي تعد من الأشجار دائمة الخضرة في المناطق الإستوائية ومتساقطة الأوراق في المناطق غير الإستوائية، يصل ارتفاعها الى 10 امتار، ويبدأ موسم الإزهار في أواخر شهر نيسان ويستغرق شهر تقريباً إلى أن يكتمل نمو الثمار بعد (120)يوم تقريباً حسب الصنف وعادة يكون التلقيح ذاتي في الجوافة.
وأضاف الشول أن شجرة الجوافة تعد من المحاصيل التصديرية المهمة والغنية بفيتامين ج، وتتحمل الملوحة حتى (3500) مليموز، وتنجح زراعها في مدى واسع من الترب، وتمتاز بالنمو السريع والانتاج الذي يصل الى ذروته في السنه الرابعة ، حيث يصل الانتاج كمتوسط الى 50كغم تقريباً، كما تعتبر درجة الحرارة 28مئوية الدرجة المثلى لنمو الأشجار، إضافة لتحمل الإزهار الانخفاض في درجات الحرارة حتى 5 درجات مئوية، وان زراعة الجوافة بدأت في نهاية الثمانيات في منطقة البربيطة وعفرا، كزراعة متواضعة لعدد من الاشجار عند بعض المزارعين لغايات التجربة واشباع الفضول، إلى ما إن لبثت المزارعين بالاقبال والتوسع بزراعتة ، حيث أقدم المزارعين على البدء بتأسيس البساتين محلياً في مطلع عام 2000 لتصبح من الاشجار الاقتصادية ذات المردود العالي والقيمة المضافة على المنتج لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
ولفت الشول إلى أن المساحة المزروعة بأشجار الجوافة في مناطق البربيطة، عفرا ، العالي ومنطقة مجهول والتي يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر من 350 – 600 متر زهاء 700 دونم بواقع 40 الف شجرة، معظمها من الاصناف المكثرة بذرياً ضمن المشاتل المحلية في الأردن، ومن أهم السلالات والأصناف المزروعة، وتعد الأصناف المصرية واللبنانية والمجعدة والملساء من اجودها . وتروى معظم المساحات المزروعة من مصادر مياه طبيعية منها سيل البربيطه والعيون الطبيعية وسد التنور وسيل الحسا.
وتابع الشول عن اهم المشاكل التي تواجه هذا القطاع في المحافظة وأهمها عامل قلة المساحة أولاً نظرا لطبيعة التضاريس والانحدارات في المنطقة وارتفاع كلفة إستصلاح الاراضي، يليها الآفات واهمها البق الدقيقي وذبابة حوض البحر المتوسط. كما ويعد التسويق من أهم التحديات التي تواجه المحصول نتيجة من عدم زراعة اصناف موثوقة ذات قيمه اقتصادية، كالأصناف المجعدة التي لا تلقى إقبالا ًمن المستهلك، كما ان طبيعة عملية الفرز والتعبئة يعتبران من عوامل اختزال قيمة المردود الاقتصادي نظراً للتعبئة في عبوات كبيرة واستخدام الأساليب التقليدية في عرض المنتج، مؤكداً أن مركز الطفيلة للبحوث الزراعية دأب على عمل العديد من البرامج الارشادية والبحثية والمسح الميداني لمناطق الزراعة‘ حيث ادخال المركز انظمة الطاقة البديلة كتجربة لدى عدد من المزارعين والتي تعتبر من التجارب الرائدة الناجحة في تنمية هذا القطاع والقطاعات الاخرى كزراعة محاصيل الخضار.
وقال المهندس خليل البدور باحث في مركز الطفيلة للبحوث الزراعية أن المركز قام بزراعة عدد من اصناف الجوافة منها البندوف والمصرية الملساء لغاية المتابعة والدراسة في منطقة البربيطه، إضافة إلى تكثيف برامج ارشادية تضمنت تقدير الاحتياجات السمادية والمائية للمحصول وبرنامج مكافحة البق الدقيقي من خلال استخدام المبيدات الجهازية بطيئة التحلل واستخدام المصائد الفرمونية الجاذبة لذبابة حوض البحر المتوسط، علاوة على توعية المزارعين بضرورة الاستغلال الامثل لوحدة المساحة من خلال اعتماد نظام الزراعة المكثفة والتي يصل عدد الاشجار فيها بوحدة المساحة ضعف المزروع حالياً أي حوالي 120 شجرة للدونم مع مراعاة تقصير الاشجار للسيطرة على عمليات الخدمة.
وبدوره أشار البدور إلى أهمية الجوافة والعائد الاقتصادي الكبير لها، وامكانية الاستثمار في هذا النوع من الفاكهة الاستوائية، وانطلاقاً من رؤية ورسالة المركز الوطني للبحوث الزراعية في التنمية الزراعية، عكف المركز على ايجاد حلول للمشاكل والتحديات التي يعاني منها هذا القطاع، واهمها وتحسين الاصناف واعتماد الزراعة المكثفة وزيادة المساحات المزروعة واللجوء الى تقنية الزراعة النسيجية في عملية الاكثار للأصناف الموثوقة، وتوعية المزارع بأهمية عمليات ما بعد الحصاد.
ومن جهته أشار رئيس قسم بحوث البستنة المهندس رائد لطفي إلى أن الطفيله تعد المحافظة الثالثة في المملكة بعد محافظتي اربد ومادبا من حيث المساحة المزروعة بالجوافة، وتعد أيضا من اهم المحاصيل الاستوائيه التي تجود زراعتها في الاردن نظرا لتوفر عوامل نجاح لهذة الزراعة، نظراً لجدوتها الاقتصاديه والتسويقية.
وأضاف لطفي أن الدراسات البحثية في المركز عبر ثمانية أعوام السابقة بدأت باختيار عدد من المزارعين على إمتداد وادي الاردن بدءاً من الشونة الشمالية وحتى وادي عربه ، بعد عمليات اجراء فحص للتربة ومياه الري لهذة المناطق ، وبعد اعتمادها زودت بشبكات ري واشتال من الجوافة وطريقة تأسيس الموقع،
ومتابعتها بشكل دوري حتى مرحلة الانتاج من قبل مهندسين وباحثين متخصصين وخبراء بهذة الزراعات، حيث تميز محصول الجوافة بالانتاج الغزير في هذه المناطق وهذا بسبب الظروف المناخيه الملائمه لهذة الزراعات من درجة الحرارة والرطوبة وتوفر المياه، وعدم تعرض هذة المناطق للصقيع.
و بهدف النهوض بالقطاع الزراعي و تشجيع المزارعين على زراعة محاصيل بديلة وتكميلية للزراعات التقليدية، حيث عمم نتائج هذة الأبحاث على المزارعين من خلال العديد من الدورات وورشات العمل بالاضافة الى وسائل التواصل الإجتماعي المرئي والمسموع.